سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التراويح .. أبها أفضل مع الجماعة أم في البيت؟ مع الإمام المخفف في الصلاة أم في المنزل مع الإطالة والخشوع
الغامدي : تتوقف على قدرة المرء على الصلاة والخشوع
تباينت آراء العلماء والدعاة في مسألة أيهما الأفضل أن يصلي المرء التراويح مع امام يقصر ولا يطيل في صلاته أم يقوم بها ليلاً في منزله مع الاطالة في قراءتها وفي سجودها وركوعها مستلهماً في ذلك الخشوع. حول هذه المسألة والرأي الفقهي فيها من وجهة نظر هؤلاء الدعاة كانت الآراء على النحو التالي: بداية قال الداعية المعروف الشيخ الدكتور محمد العريفي على الإنسان أن يصليها مع الامام والجماعة جماعة المسلمين وهذا هو الأصل وإن رأى في الصلاة مع الامام غير طويلة يصلي معهم فإذا رفع إلى منزله يصلي لوحده ويطيل بصلاة ركعتين ركعتين إلى ما شاء الله له أن يصلي حتى يكون قد أحيا الليل كله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة). وفي هذا الأصل أن يصلي الانسان في المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ثلاثة أيام فخشي أن تفرض عليهم فتوقف وعمر رضي الله عنه صلى بأصحابه في عصره سنوات طويلة والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يجتمعون ويصلون مع بعضهم البعض. تنافس ونشاط مدير دار الحديث الخيرية ومدير المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بمكة الشيخ صالح بن يوسف فأشار إلى تأكيد سنتها أي سنة صلاة التراويح فقال: صلاة التراويح كما نعلم من السنن التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة الأولى والثانية وفي الثالثة لم يخرج إلى أصحابه فسألوه حينما تأخر عليهم فقال صلى الله عليه وسلم : أما أنني علمت باجتماعكم ولكن لم أخرج إليكم خشية أن تفرض عليكم. فالنبي لم يخرج خشية فرضية هذه السنة والخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي سن الجمع بالتراويح وصلى (23) ركعة والنبي يقول: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، فبهذا فإن الانسان لو صلى في المسجد مع الامام صلاة التراويح فهذا خير له لأن الحديث يقول: من صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فهذا دليل على أنه يصلي مع الامام. ولعل السبب في الصلاة جماعة بأن الصلاة مع الامام فيها اجتماع ومنها سماع القرآن ومنها ما يشعر الانسان بالنشاط ولكن ربما يصلي في المنزل ركعتين أو أربع أو ست ثم يتعب ويتكاسل لكن مع الناس والجماعة حينما يرى الناس قائمين وساجدين يصلون فإنه يدب فيه النشاط والحيوية والتنافس على الخير. أما بشأن قصر وطول التراويح والقيام مع الامام فمرجعه إلى حس حال المصلين فإذا اجتمع الناس في المسجد وكلهم اجتمعوا ووافقوا على أن يكون مثلاً يصلي بهم الامام (جزءاً واحداً) في التراويح ووافقوا على هذا جميعاً فعلى الامام أن يفعل ذلك وهكذا في جانب اتفاقهم واجماعهم فيلزم الامام أن ينفذ طلبهم باجتماعهم وموافقتهم لأن فيهم الضعيف وفيهم المريض والكبير والصغير ..فإن صلى بهم (4) تسليمات وأوتر ب (3) فهذه سنة وأن صلى (5) تسليمات وأوتر ب (3) فحسن وان صلى (23) ركعة كما يفعل الان في الحرمين الشريفين فهذه سنة أيضاً. قدرة وتيقن من جانبه أرجع الشيخ أحمد قاسم الغامدي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه المسألة إلى قدرة المرء على الصلاة وتيقنه من قدرته على القيام بالصلاة آخر الليل مفرداً ليطيل ويخشع ويستحضر القلب فهذا بلا شك أفضل من صلاته مع الجماعة وهو ساه غير خاشع. وتابع الغامدي بقوله : فمن كان قادراً فعلاً على ألا يفوت الصلاة صلاة التراويح في اخر الليل يصليها بخشوع وتدبر وتيقن فهذا هو الأفضل في كل الحالات وأما من كانت تفوته بعض صلاة التراويح مع الامام وفيها شيء من الاختصار بالنسبة لبعض الناس ولكنها توافق حال العامة وفيها تيسير عليهم بحيث أنهم يكونون قادرين على القيام باحدى عشرة ركعة وإلا فإن صلاة النبي صلى الله عليهم كما قالت عائشة رضي الله عنها (ماكان يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته عن احدى عشرة ركعة ) ولكنها قالت: (ولكن لا تسأل عن طولهن وحسنهن ) فهو صلى الله عليه وسلم يقرأ ويتدبر ويسجد ويطيل في سجوده وركوعه. وأرجع يقول : فما خشي على نفسه بهذا التسويف أن تفوته الصلاة في آخر الليل فلا يؤخرها فليصل مع الناس وأن خفت وقصرت في اطالتها، وأما من تيقن من نفسه أنه يستطيع أن يقوم بها في الثلث الأخير من الليل ويصليها كما كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك أن في هذا خيراً كثيراً وهذا هو الأفضل له لما فيه من استحضار القلب والخشوع والخضوع لأن صلاتها مع الجماعة ليست بفرض، وأما من خاف على نفسه اذا فوتها مع الجماعة أن تفوته في بيته فليصلها جماعة. مسألة تفصيلية أما القاضي بالمحكمة العامة بمحكمة مكة الشيخ الدكتور هاني الجبير فيقول: فعند طلب المفاضلة بين أن يصلي الإنسان وحده في ليالي رمضان قيام الليل محسناً صلاته مطيلاً لها وبين أن يصلي مع الجماعة التراويح صلاة موجزة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) لابد من ملاحظة أمور قبل بيان ما يظهر لي في هذه المسألة فالمفاضلة لا يلزم فيها أن تثبت الفضيلة أو الأفضلية مطلقاً بل حصول الأفضلية في شيء لا يلزم ان تحصل له باطلاق ، وكذلك فإن ما يقوم بقلب العابد من معاني العبودية يجعل عبادته أفضل وأن كانت مفضوله. وتابع: عند استواء ما سبق فصلاة الإنسان وحده مع اطالة الصلاة وتحينها خير من صلاتها مع الجماعة قصيرة ولو كتب للمصلي قيام ليلة والتفضيل جاء من أمور: - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أفضل العبادة قال: طول القنوت ..رواه مسلم ، وهو طول القيام كما بين النووي في شرحه ، وقال المروزي في الأخبار المروية في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم دليل على اختيار طول القيام وتطويل الركوع والسجود لا على كثرة الركوع والسجود تعظيم قدر الصلاة (1/323). وقد اختلف أهل العلم هل الأفضل كثرة الركعات أو إطالة القيام فالجمهور على تفضيل اطالة القيام لما سبق وروي عن أحمد تفضيل الكثرة كما روي عنه تفضيل الاطالة ويشهد لتفضيل الإطالة فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على احدى عشرة ركعة كما في الصحيحين، ويشهد كذلك أن عمر بن الخطاب لما جمع الناس لصلاة التراويح في المسجد لم يكن يصلي معهم . وهذا أقرب لتحقيق الاخلاص بإخفاء العمل والعمل كلما كان في خلوة كان أفضل كما هو معلوم ، لكن هذا التفضيل قد يعرض له ما يغيره كما في حال من لا تقام الجماعة إلا بحضوره أو كان يزيد خشوعه واقباله بصلاته مع امام يحسن القراءة ، أو إذا خاف الإنسان تعطل الجماعة.