شدت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية انتباه الكثير من المسؤولين في بعض الدول الآسيوية والإفريقية وهي تغوص وتجوب فيافي تلك الدول وأدغالها الموحشة بحثاً عن ( الأيتام ) الذين أفرزتهم العديد من الكوارث الطبيعية والحروب بشتى أنواعها .. ذلك أن تلك المناطق التي قصدتها الهيئة من أجل هذا الهدف النبيل تقبع في أماكن نائية من الصعب جداً الوصول إليها ..والهيئة حينما دلفت تلك الأماكن القصية كانت تدرك كما قال أمينها العام الدكتور عدنان بن خليل باشا في هذا الحوار أنها سترمي بوفودها في عالم مجهول ومحفوف بالمخاطر .. إلا أن النفس الخيرة التواقة للعمل الخيري والإنساني هي التي دفعت هذه الوفود إلى امتطاء صهوة تلك المصاعب الجمة واللحاق بأطفال صغار فقدوا دفء وحنان الأسرة وكاد أن يبتلعهم الضياع .. خصوصاً وأن من بينهم نوابغ ومواهب وعبقريات انتشلتهم الهيئة بفضل الله سبحانه وتعالى والحقتهم بالمدارس .. والمعاهد ... والجامعات فنالوا بعد سنوات عديدة درجات علمية رفيعة المستوى .. مثل درجتي الماجستير والدكتوراة .. وقال الأمين العام للهيئة في هذا اللقاء بأن الهيئة فتحت لنفسها نوافذ جديدة للتعامل مع هذه الفئة غير أن هذه النوافذ لم تلغ أو تدحض أساليبها المعتادة بل تم تطويرها لتواكب المفاهيم العصرية التي بدأت تتعامل بها المنظمات الرسمية و الشعبية في كل أنحاء العالم ، بعد أن منحت تلك الجهات العالمية هذه الفئة قدراً كبيراً من الاهتمام والرعاية .. وبرزت تلك العناية في يوم اليتيم العالمي .. وقد تطرقنا في هذا الحوار إلى الكثير من الأهداف التي ترمي إليها الهيئة لكفالة الأيتام واليتيمات في الداخل والخارج معاً .. وكذلك الوسائل التي من خلالها يتم تحقيق هذه الأهداف .. والإنجازات التي تحققت في هذا الصدد .. والأساليب الجديدة التي انتهجتها الهيئة لإنجاح برامجها ومشاريعها المتعددة. الأهداف والمرامي : - نود أن نتعرف في البداية على الأهداف والمرامي التي جعلت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تبحر في هذا الخضم وتبحث عن الأيتام في تلك المناطق النائية وتتكفل بهم .؟ || تكمن الاهداف في بعض النواحي الإنسانية حيث إن هناك أعداداً هائلة من الأطفال فقدوا حنان الأب .. أو الأم .. أو الاثنين معاً .. وباتوا يصارعون أمواج الحياة المتلاطمة فلابد للهيئة في مثل هذه الحالات من منطلق مبادئها الإنسانية أن تلحق بهم في تلك الاماكن القصية وتنقذهم من وهدة الضياع خصوصاً وأن الهيئة بعد العون الكبير من الله سبحانه وتعالى وجدت تجاوباً منقطع النظير من قبل المتبرعين الكرام من أبناء المملكة العربية السعودية وكانت هذه ( التبرعات ) السخية بمثابة طوق نجاة لهذه الفئة المحرومة ..و الهيئة تمكنت أيضاً أن تنشر في سماء هؤلاء الأيتام سحباً من الدفء والحنان ونأت بهم عن مهالك كثيرة ربما أدت بهم إلى قاع الفسوق ، فغرست الهيئة في أعماقهم البضة الكثير من الفضائل والقيم والمثل النبيلة .. ذلك أن مثل هذه الفئة في ظل الفقر والمعاناة كثيراً ما تسلك طريق ( الغواية ) .. كما أن أهداف الهيئة من وراء هذه العناية تكمن أيضاً في تأهيل الأيتام بكل السبل والوسائل المتاحة من خلال إلحاقهم بالمدارس .. أو المعاهد .. وكذلك بالجامعات ..وقبل كل هذا وذاك فإن تعاليم ديننا الحنيف وعقيدتنا السمحة تدعو إلى تحقيق التكافل الاجتماعي وبث روح المودة بين البشرية جمعاء .. فلابد إذن من تحقيق هذه الأهداف والعناية بهؤلاء الايتام تأسيا بقول رسولنا الكريم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) تحقيق الأهداف : | ما الوسائل التي تمت الاستعانة بها لتحقيق هذه الأهداف ؟ || بالطبع فإن هناك العديد من الوسائل التي تتخذها الهيئة من أجل الوصول لهذا المبتغى فهناك أيتام يعيشون مع أسرهم بعد أن فقدوا آباءهم وبالتالي فإن الهيئة تبحث عنهم وتقدم لهم العون المادي .. ثم إن الهيئة تقوم بإنشاء بعض الدور لإيواء الأيتام الذين فقدوا آباءهم أو والديهم معاً وتحيطهم بكل البرامج التربوية والتوعوية والتعليمية والصحية .. وفي نفس الوقت فإن للهيئة جسوراً من التعاون والتنسيق مع بعض دور الأيتام التابعة لبعض الجمعيات الخيرية في بعض الدول الآسيوية او الإفريقية الموثوق بها والتي تحمل تصاريح رسمية للعمل في هذا المجال .. فتقدم لهم خدماتها المتعددة المتعلقة بالنواحي الإنسانية .. إضافة إلى مشروعها الرائد ( الأسر المنتجة ) الذي يهدف إلى النهوض بمستوى تلك الأسر الحاضنة لأولئك الأيتام .. إنجازات الهيئة: | ما الإنجازات الملموسة التي حققتها الهيئة في مجال كفالة الأيتام ؟ || تقديم المزيد من التبرعات لكفالة المزيد من الأيتام ..حيث إن بعضاً منهم بمفرده يكفل أكثر من (70) يتيماً ويتيمة .. وبالتالي فقد قفز عدد الأيتام المسجلين لدى الهيئة حالياً إلى (83.623) يتيماً ويتيمة .. وتسعى الهيئة إلى تقديم كل الخدمات الغذائية والصحية والتعليمية لهم مع الاهتمام بالناحية الترويحية والتربوية .. كما أنشأت الهيئة (21) داراً للأيتام منها (12) داراً في بعض الدول الآسيوية .. والبقية في بعض دول قارة إفريقيا ..ومن ضمن إنجازات الهيئة في مجال كفالة الأيتام إنشاء مراكز اجتماعية لخدمة الأيتام تتوفر فيها الخدمات الصحية .. والتعليمية .. والاجتماعية .. بجانب ميادين أخرى تتمثل في الإشراف التربوي والتدريب المهني والتأهيل لأمهات الأيتام في بعض المجالات المهنية مثل الخياطة أو الحاسوب إضافة إلى مشروع الأسر المنتجة ..وقد استحدثت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية أيضاً من ضمن إنجازاتها برنامجاً تحت مسمى ( الرعاية اللاحقة ) تكمن مهامه في متابعة أحوال اليتيم والاهتمام به وتزويده بالعون المادي والتأهيل النفسي والاجتماعي .. والهيئة في مثل هذه الحالات الصعبة تعمل بكل قواها لتكون عضداً بعد الله عز وجل في تجاوز اليتيم تلك المرحلة .. والمضي في مسيرته التعليمية حتى يلتحق بإحدى الجامعات .. أو المعاهد المهنية .. ولكي تتجاوز الهيئة كل المصاعب والعقبات فإن مكاتبها في الخارج بالإضافة إلى بعض الجمعيات الخيرية الموثوق بها في بعض الدول تنوب عنها في تقديم خدماتها للأيتام الذين يقيمون مع أسرهم أو في دور رعاية الأيتام تحت إشراف دوري لوفود يتم إرسالها من قبل الهيئة لمراجعة الحصيلة الدراسية لليتيم وحالته العلمية وظروفه الاجتماعية مع المعيل وتنمية مواهبه . | ما الدول المستفيدة من هذه الخدمات ؟ || هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وإن بدأت تسعى حالياً لتوسيع دائرة نشاطاتها في الداخل والخارج معاً .. إلا أنها تعمل في كثير من الدول وعلى سبيل المثال فإنها في قارة آسيا وبجانب المملكة تعمل في أذربيجان والأردن وأفغانستان واندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وتايلاند وسوريا وسرلانكا والفلبين ولبنان واليمن وفي إفريقيا فإنها تعمل في أثيوبيا وارتيريا ويوغندا وبوركينا فاسو وتشاد وتنزانيا وتونس وجامبيا والسنغال والسودان وغانا وكينيا ومالي وملاوي ونيجيريا .. أما في قارة أوربا فيمتد عملها إلى كل من دول البانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفا .