من بين كوكبة رؤساء تحرير هذا الكيان الرائع كروعة هؤلاء الرجال.. والذي كان يستمد منهم كبرياؤه وشموخه وعراقته واصالته وهويته وشخصيته الاستاذ الدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي الحارثي الذي تسلم سدة التحرير خلفاً للاستاذ يوسف الدمنهوري في شهر ربيع الثاني من عام 1418ه كأول أكاديمي يحمل الدكتوراة يتسنم رئاسة التحرير. التطوير وصولاً للتميز • ومنذ اللحظات الأولى لتسلمه مهام عمله كان العنوان الأبرز لأهم الملفات التي كان يحملها في حقيبته هو (التطوير والارتقاء ومن ثم التفوق والتميز).. كان يعرف جيداً أنه سيخوض معركة لاهوادة فيها ويعرف كل أبعادها بكل دقة ويعرف أيضاً أنه سيدخل سباقاً محموماً مع الزمن فالبون شاسع بين المحطة التي توقف عندها قطار التطوير عندئذ في الندوة وبين المحطات المتقدمة جداً التي وصل إليها ذلك القطار بالصحف الشقيقة الأخرى في وقت كانت فيه الامكانيات متواضعة.. ولم يكن أمامه من معين أو يدٍ ممدودة يمكن أن تصفق معه للانطلاق بمرحلة جديدة في عمر هذا الكيان الصلد الذي ظل يكابد ويكافح في وجه تحديات جسام بمفرده.. وبدأ د. العرابي في الإمساك بكافة الأوراق التي كانت متاحة عندئذ والتي كان يظن أن من خلالها يمكن الانطلاق نحو الهدف الرئيسي.. ولكن وكما يقول الشاعر: عليّ طلاب العز من مستقره ولاذنب لي إن عارضتني المقادر لم يثنه عدم توفر الامكانيات بل كان دائماً متفائلاً.. محاولاً.. مقاتلاً عنيداً من أجل تحقيق حلمنا الأغلى جميعاً.. كان يحفزنا.. يشجعنا.. يحثنا على التعلق بالأمل وعدم اليأس.. كان يتابعنا ويقرأ وجوهنا كان قريباً من الجميع.. حنوناً.. متواضعاً يشعر بآلامنا فتجده المبادر بالمساعدة وبالتوسط لتذليل أي عقبة تقف في وجه أي زميل مهما كانت وفي أي مكان كانت.. كنا نشعر معه بالأمان في حال وجوده بيننا.. كان يشعرنا بأبوة حانية وأخوة صادقة.. وكنا نرى معه التكريم والوفاء والتقدير الفوري عندما يكون مستحقاً.. كان يبحث عن المناسبات التي تجمعنا تحت مظلة الأسرة الواحدة المتحابة المتماسكة.. بل كان يختلق هذه المناسبات من أجل أن يجمع كل أبناء الكيان حتى منسوبي مكاتب الجريدة في مدن ومحافظات المملكة لكي يعيشوا أجواء من الحميمية النادرة. إنجازات وأوليات وعلى امتداد مسيرة (الندوة) مع الدكتور عبدالرحمن العرابي كانت هناك العديد من المحطات المفصلية الهامة والتي كان من أهمها. • إدخاله أجهزة الكومبيوتر في كافة الأقسام الفنية وإحداث نقلة نوعية هائلة في عمل هذه الأقسام (الصف والتنفيذ) وإلغاء العمل بالنظام اليدوي واستخدام الناشر الصحفي والماكنتوش وتوفير الطواقم الفنية المدربة التي تتولى إدارة العمل في هذه الأقسام. • أول من قام بإصدار (الندوة) في طباعة ملونة عندما قام بالتعاقد مع دار عكاظ للطباعة التي قامت بتنفيذ أول طباعة ملونة للصحيفة ثم بعد ذلك انتقل بطباعة الندوة إلى مطابع رابطة العالم الاسلامي في مكةالمكرمة. •كان أول من تقلد منصب مدير عام المؤسسة بالاضافة إلى عمله رئيساً للتحرير في بداية عام 1419ه ويعد أول قيادي يجمع بين المنصبين. • في عهده تم تشكيل أول بعثة تقوم بتغطية مشاعر الحج وترافق الحجيج وتتابع تحركاتهم من على صعيد مشعري منى وعرفات طوال الموسم وحتى عودتهم إلى مكةالمكرمة.. وكانت هذه البعثات مجهزة اليكترونياً ومزودة بوسائل مواصلات سريعة وحديثة استخدمت فيها الدراجات النارية واستمرت هذه البعثة سنوياً وعلى مدى رئاسته للتحرير وكان يتابع أعمالها بشكل آني ومستمر ومباشر كما كان يشاركها ميدانياً من خلال زياراته المتكررة لمقرها بالمشاعر المقدسة.. كما كان يقيم احتفالاً سنوياً لتكريم المشاركين بمناسبة نجاح فعاليات الموسم وتغطية البعثة الميدانية. • ارتفعت في عهده نسبة السعودة بين العاملين والموظفين حتى تم ترشيح المؤسسة لنيل جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز وزيرالداخلية للسعودة. • قام بالتفاوض مع مؤسسة (الجزيرة) لشراء ماكينة الطباعة الحالية التي تصدر الصحيفة بالألوان كما قام بالحصول على موافقة وزارة الإعلام ومؤسسة الجزيرة لتحويل إعانة الدولة الخاصة بالصحيفة لسداد قيمة الماكينة. • في عهده عقدت أول جمعية عمومية لتوسيع قاعدة العضوية وفيها انضم للمؤسسة معالي الدكتور محمد عبده يماني والشيخ عبدالمقصود خوجه والشيخ صالح كامل الذي تنازل من أسهمه بعد ذلك لمعالي الدكتور محمد عبده يماني، اضافة لانضمام الشيخ عادل كعكي من شركة مكة للطباعة والنشر إلى المؤسسة.