سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تتلمذت على يد العملاق حامد مطاوع الذي قاد سفينة الندوة في عهدها الزاهر من كاتب آلة .. إلى بلاط صاحبة الجلالة .. عدنان باديب:
خلال أربعة عقود مارست العمل الصحافي في اقسام مختلفة غير الرياضة
غادرت الندوة احتراماً لنفسي والحساني رفيق الدرب والصديق الوفي
منها تعلمت الكثير.. وفيها عرفت الكثير.. وبها عانيت الكثير.. تعلمت فن الصحافة من أساتذة كبار.. وعرفت مهنة (البحث عن المتاعب) وما فيها من أسرار.. وعانيت لكي أثبت حضوري فكنت أواصل الليل بالنهار.. هكذا كان مشواري مع (الندوة) مشواراً عصامياً.. مشواراً حافلاً بالتعب والنصب.. بالخبرة والتجربة.. بالعمل والأمل.. بالنجاح والفشل.. بدأت حياتي الوظيفية بمسمى (فراش) في (مستشفى الملك عبدالعزيز) في حين كان عملي الحقيقي (كاتب آلة).. ومنها تسللت لأكون محرراً رياضياً متعاوناً في صحيفة (الندوة)، ثم لأمضي بقية عمري في (بلاط صاحبة الجلالة).. كانت (الندوة) يومها مدرسة بل جامعة للصحافة والإعلام.. القائمون عليها كبار.. والكاتبون فيها كبار.. والباحثون عنها كبار.. لذلك كان الدخول إليها مطمحاً لكل من يريد أن يكون له في الصحافة نصيب.. وكنت من هؤلاء.. فكانت لي الرجاء.. وبها التقيت بالأساتذة وكسبت الأصدقاء.. تتلمذت على يد العملاق في أخلاقه وفي سلوكه وفي إدارته الأستاذ حامد مطاوع.. الذي قاد سفينة (الندوة) في عهدها الزاهر.. وتتلمذت على يد الدكتور فائز حسين.. وتتلمذت على يد غيرهم من الجهابذة المخلصين.. الذين يحترمون الموهوبين ويحترمون الطامحين.. ومارست العمل في أقسام مختلفة غير (الرياضة).. ومنها المحليات.. والمنوعات.. والإخراج، والتصحيح، والإعلانات.. وعملت في الإدارة.. وكان آخر عمل لي رئيس قسم التحقيقات.. وقاربت مسيرتي في (الندوة) أربعة عقود.. خدمت فيها وطني، وخدمت مجتمعي، من خلال الكلمة المسؤولة، والموقف البناء.. والتحقيق الهادف.. وكان لي مع عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء، مواقف وذكريات.. وكان لي مع أخوة في داخل (الندوة) وخارجها علاقات وصداقات.. وأذكر منهم بالفخر والاعتزاز رفيق الدرب الأستاذ محمد أحمد الحساني.. الذي كان ومايزال الأخ الكريم والصديق الوفي. ثم كان الرحيل.. وغادرت احتراماً لنفسي موقعاً عزيزاً يحمل آثار ذلك الزمن الجميل.. وهو أمر لا أود أن أفصح عنه، لكنه مفهوم لدى العارفين ببواطن الأمور.. وهكذا كان لي مع (الندوة) مسرة وحسرة.. مسرة في القلب وحسرة في النفس.. لكن ما يعزيني حين غادرتها دون أي ثناء أو تكريم أن الأستاذ (عيسى خليل)، رحمه الله، تلك الشمعة التي ذابت لتضيء درب (الندوة) لسنوات طويلة، لم يلق أي تكريم.. وهكذا حال بقية من قدموا لهذا الصرح المكي العريق الكثير من العمل العظيم.. وما لنا إلا أن نسأل الله تعالى لصحيفتنا الحبيبة (الندوة) صحوة تعيد مجدها وحراكها الذي يوازي تاريخها الحافل القديم.. تنويه: لم أكن أرغب أن أتحدث عن نفسي، ولا عن تلك المرحلة من حياتي رغم أهميتها، لأن الحديث عن تلك المرحلة الزاخرة بالعطاءات والنشاطات والخبرات يحتاج إلى مجلدات، إلا أن إلحاح الأخ الكريم الأستاذ علاء عبدالرحيم، جعلني أكتب هذه الإشارات تلبية لرغبته فقد عرفته وعملت معه وعمل معي.. عرفته في (الندوة) صحفياً نشطاً.. وعرفته في (مجلة الغرفة) موظفاً ملتزماً.. فلمست فيه الموقف النبيل.. والخلق الجميل.. ولعل معرفته لمقامات الرجال.. جعلته دائماً معقد الآمال.. عدنان أحمد باديب رئيس تحرير مجلة التجارة والصناعة