أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: (لطالما عاشت ارجاء المعمورة كلها قبل البعثة المحمدية حياة مقطعة الروابط الاجتماعية في عنجهية وضلالات ووثنية تحيا في طغيان ممزقة مشتتة الجناب الى أن أشرقت البعثة النبوية على صاحبها أفضل صلاة وأزكى سلام وتحية فأنقذت العالم بفضل الله الى مهاد التوحيد والحياة الإنسانية والعدالة الربانية فوسع نور رسالته الغراء الأنحاء وعم فضلها الأرجاء وامتدت دولة الإسلام تنهل العالم جمال الحق والعدل والسلام والهدى ورونق الكرامة والعزة الى اقصى مدى فلله المحامد كلها على هذه المنة العظمى والنعمة الكبرى ) وأضاف فضيلته يقول: (لقد اقتضت حكمة المولى جل جلاله أن يكون صاحب هذا الفضل المخصوص والمقام العلي المنصوص إمام الانبياء وسيد الحنفاء محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه الموحى اليه بالتنزيل والمؤيد بالملك جبريل والمنوه به في التوراة والانجيل وما خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من الفضائل والمناقب والاصطفاء والاجتباء الثاقب لا تستقل به اليرعات والمحابر بل تصدح به مجلجلة على الدوام المنائر وتهتز له اعواد المنابر (ورفعنا لك ذكرك). وبين فضيلته أنه بمقتضى ذلك المقام الباهر والفضل العالي الزاهر للنبي صلى الله عليه وسلم ومع ماتطاير من كيد الأعداء ولؤمهم حتى نعقوا بالحقد نعيقا وامتلأت قلوبهم بنار الكيد حريقا آن الأوان خلال هذه الهجمات التي لاحقتنا والأوضاع التي أرقتنا أن نتعرف موقعنا الحقيقي من جناب نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم اهتداء وسنة وسيرة ونصرة واقتفاء ومسيرة في زمن تعيش فيه الإنسانية عصرا ماديا مظلما وافلاسا روحيا معتما وتهتكا اخلاقيا حيث تنكرت كثير من المجتمعات لأصول الشرائع السماوية وعبثت بالمثل القيمية والأعراف الدولية وتجرأت بكل صفاقة على أعظم البرية صلوات الله وسلامه عليه . وأشار فضيلته إلى أن هناك فئات من الناس آخرين يعيشون اسقاما فكرية جنحوا الى تحريف مراد السنة والسيرة واقتضبوا فهمها اقتضابا فغدوا في هامة الأمة سيوفا عضابا والسنة حصرة غضابا . وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس أن ارتباطنا برسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام ليس رهين مناسبات وأوقات ولاهو تغني بشمائل ومعجزات ولا مدائح مجردة بل هو قفو للأثر بصحيح الآثار والحجج واتباع وحب ونصرة وذب . وبارك فضيلته جهود النصرة المتميزة التي تدأب للدفاع عن جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم خصوصا وقضايا المسلمين عموما بشتى الوسائل والإمكانيات وتعدد الطرائق والآليات التي انتظمت المضامين العلمية البديعة والمقاصد العالمية الرفيعة وأنه لايغدق ذلك الحب والاجلال للذود عن حياض الموصوف بأكرم الخلال صلى الله عليه وسلم إلا في نفس على الاقتداء الصحيح ارتسمت وبالإتباع الصدوق وذلك بمزيد استثمار القنوات الفضائية والمجالات التقنية وتوحيد الجهود وترشيدها وتأطيرها من أجل نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم والسعي لنشر محاسن الإسلام وجمالياته ورحماته واشراقاته وتفنيد الأباطيل حول الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام ونشر سيرته صلى الله عليه وسلم بشتى اللغات والترجمات يتوارد على ذلك جميع الجهود الرسمية والشعبية من كافة شرائح الامة . وقال فضيلته: إن مبادرة بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله الداعية الى التعايش الانساني الحضاري الذي يكفل احترام الرسالات وتوقير القداسات وتواصل الحضارا ت وتحاور كافة بني الانسان فيما فيه رقيهم وأمنهم وسلامهم وتواصلهم وتراحمهم صيانة للإنسانية من العبث والشقاء والملمات زمن الاحترابات والانتهاكات والتحديات وتحقيقا لمصالح الأمة العليا مع الاعتزاز بالقيم الرضية وعدم المساس بالثوابت السنية لهي من اعظم مآثر النصرة الجليلة والمناقب الكميلة وأنها لتهتف للعالم بأسره أن هذا ديننا وهذا نبينا عليه الصلاة والسلام وتلك حضارتنا ورسالتنا تولى الله رائدها في كل ماقصد مسرة وبشرى وأجرى له على الألسن دعاء موفورا وذكرا (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) .