تقوم وزارة الصحة بجهود جبارة في مكافحة داء السكري الذي أخذ يتفشى في مجتمعنا السعودي بشكل مخيف حيث أظهرت الاحصائيات الأخيرة أن نسبة الاصابة قد بلغت 34% من مجموع السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة أي أن هنالك 7820000 الف مصاب وتعتبر تلك الأرقام اشارة انذار لانتشار الوباء و مضاعفاته ودخولها مرحلة الخطر التي تلزم نشر الوعي الصحي بين المواطنين بأخذ الحيطة وتوخي الحذر وذلك ما قامت به الوزارة مشكورة من خلال التوسع في إنشاء مراكز السكر وتوجيه أطبائها الأفاضل لمرضاهم بتناول الوجبات الصحية وممارسة أنواع معينة من الرياضة البدنية لمواجهة المرض وكبح جماحه والحد من تفاقم المشكلة ولكن بقي الطرف الآخر في المعادلة وهو الدور المجهول فالمطاعم ومحلات الحلويات التي تهدر تلك الجهود وتجعل المرضى يتعاملون معها ويتهافتون عليها مكرهين لعدم توفر البديل المناسب لحالتهم الصحية. (الندوة) التقت ببعض مرضى السكر والأطباء المختصين واستطلعت آراءهم حول الموضوع الذي يعتبر في غاية الأهمية لارتباطه بصحة البشر التي تغلب على كل الأهداف المادية كما أنها تشكل أيضاً مجالاً للاستثمار حيث ذكر المواطن محمد حمدان أنه مصاب بالسكري منذ عدة سنوات وينصحه الأطباء الذين يتلقى العلاج على أيديهم بنوع معين من الأكل الذي لا يجده متوفر في المطاعم مشيراً إلى أنه يقع في حرج عند خروجه مع زملائه لتناول وجبة معينة مما يجبره على مشاركتهم على مضض وتحمل تبعات ذلك مؤكداً أن قيام المطاعم بواجبها تجاه هؤلاء المرضى يعتبر حلاً للاشكالية التي يعاني منها المرضى الراغبون في تخفيف أوزانهم. من جانبه طالب المواطن عبدالله البراق رجال الأعمال والمستثمرين بالنظر في موضوع هذه الفئة من أبناء المجتمع وتوفير البدائل لهم مؤكداً أن ذلك مجال للاستثمار سوف يحقق أرباحاً معقولة مشيراً إلى ان توفيرها لكبار السن المصابين يعتبر واجباً دينياً قبل أن يكون هدفاً مادياً لقلة وعيهم بأهمية تلك البدائل وانعكاسها الايجابي على صحتهم. مكافحة الداء فيما أشاد المواطن سلطان الحارثي بدور محلات بيع المواد الغذائية والمخابز التي توفر الأصناف التي تتماشى مع ما أوصى به الأطباء مؤكداً امتناعه عن التعامل مع المطاعم اطلاقاً، والاكتفاء بالوجبات المنزلية مشيراً إلى أن ذلك التقوقع والانطواء يشعره بأنه عضو مريض في جسد المجتمع مما يحد من تأقلمه وتكيفه مع المرض مطالباً وزارة الصحة بإكمال مشروعها في مكافحة داء السكري وإيجاد مطاعم للحمية وعدم ترك الأمر في أيدي التجار الذين لا يهمهم سوى الهامش الربحي الذي يخططون ويهدفون إلى تحقيقه مشيراً إلى أن ايجاد تلك المطاعم ونشر الوعي بين المواطنين بأهمية التعامل معها احدى الطرق التي تحد من انتشار المرض الذي وصل إلى مرحلة الوباء. نصائح وإرشادات وقد أشار المواطن سعيد الثبيتي إلى أنه قد أصيب بالسكري منذ فترة قريبة وتقبل ذلك بصدر رحب ايماناً بقضاء الله وقدره واستمع إلى نصائح وارشادات الأطباء بهذا الخصوص ولكنه اصطدم بعدم توفر الوجبات الموصى بها ضمن الأصناف المقدمة في المطاعم ومحلات الحلويات مؤكداً ان اعدادها في المنزل يكلفه جهداً كبيراً يضاف إلى الجهود الأخرى التي تتطلبها الحياة من عمل وعبادات وزيارات وخلافه مؤكداً أن تضافر الجهود ما بين وزارة الصحة والجهات المسؤولة الأخرى في ايجاد البديل المناسب تحت اشراف حكومي يعتبر حلاً للمشكلة التي يعاني منها معظم السكان واضفاء نوع من الرفاهية على حياة المصابين بداء السكري. وأوضح الدكتور محمد يوسف جمال استشاري الباطنة والسكر إلى أن معدلات الاصابة بداء السكري في المملكة قد ارتفعت بصورة مقلقة خلال العشر سنوات الماضية مؤكداً أن المرض قد دخل مرحلة الوباء الذي لا يمكن التهاون معه وإلا سوف يستهلك الكثير من المقدرات المالية والبشرية لارتباطه بمنظومة متلازمة من المضاعفات والاعتلالات الصحية التي تشمل ارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول وأمراض القلب ومشاكل اعتلال الشبكية والكلى والتهاب الأعصاب الطرفية والقدم والسكري مشيراً إلى أن تناول الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية قد أدى إلى التأثير سلباً على النظام الغذائي للسكان مشكلاً خطراً على الأصحاء والمرضى على حد سواء مؤكداً أن تناولها مرتين في الأسبوع يضاعف مخاطر الاصابة بداء السكري خصوصاً وأن الشركات والمطاعم التي تقوم بتقديمها تعتمد على الزيوت المهدرجة مطالبا بأهمية ايجاد وتوسع مطاعم الحمية التي تقدم أطعمة منخفضة السعرات الحرارية لحماية الشباب والنشء من الخطر الداهم لداء السكري.