أعلن الجيش الباكستاني مقتل 136 شخصا على الأقل -بينهم نحو مائة من مسلحي طالبان باكستان- في معارك اندلعت الأسبوع المنصرم في وادي سوات شمال غرب البلاد. جاء ذلك على لسان العميد ضياء بودلا في تصريح أدلى به للصحفيين في مدينة مانغورا كبرى مدن وادي سوات. وأوضح أن حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك قبل أسبوع ضمت 94 مسلحا و14 جنديا و28 مدنيا. وقال إن الجيش “أظهر الكثير من ضبط النفس بعد اتفاق 21 مايو” الماضي، متهما المسلحين بانتهاك الاتفاق غير مرة.وأكد بودلا أن عمليات الجيش ستتواصل في المنطقة إلى حين التخلص من مسلحي حركة طالبان باكستان، مع العلم بأن المسلحين هددوا بتنفيذ هجمات انتحارية في جميع أنحاء البلاد إذا ما واصل الجيش حملته في وادي سوات. كما أعلن مسؤولون رسميون الاثنين أن ثمانية جنود باكستانيين أصيبوا في انفجار عبوة عند مرور موكبهم في منطقة وزيرستان القبلية جنوبا المتاخمة للحدود الأفغانية. وكانت جماعات مسلحة أعلنت الأحد مسؤوليتها عن تفجير عبوة ناسفة في وادي سوات السبت، ما أسفر عن مقتل ستة من رجال الشرطة وثلاثة من القوى الأمنية شبه العسكرية. وبدأ الجيش الباكستاني عملية واسعة في الوادي بعد مقتل ثلاثة مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية يوم 29 يوليو الفائت في هجوم لحركة طالبان على موقع رصد للجيش. وكان وادي سوات -أحد أهم المعالم السياحية في باكستان- قد تحول في خريف 2007 إلى معقل لجماعات مسلحة بقيادة رجل الدين مولانا فضل الله الذي يتزعم حركة تنفيذ الشريعة المحمدية الموالية لطالبان وتنظيم القاعدة. وأبرمت الحكومة الباكستانية برئاسة رضا يوسف جيلاني والجماعات المسلحة أواخر مايو الماضي اتفاق سلام تعهد الجيش بموجبه بالانسحاب تدريجيا من سوات والموافقة على تطبيق جزئي للشريعة الإسلامية في المنطقة.ووعدت الجماعات المسلحة في المقابل بإغلاق مخيمات التدريب العسكري ووقف الهجمات لاسيما على الجيش والشرطة.