تتوالى الإنجازات التي تحققها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة سواء على صعيد الأعداد المتزايدة للذين يلتحقون بها من البنين والبنات، أم على صعيد الزيادة المضطردة في أعداد الحافظين والحافظات لكتاب الله الكريم كاملاً أو بعض أجزائه، وتبعاً لذلك ومع تواصل دعم ولاة الأمر حفظهم الله لهذه الجمعيات مادياً ومعنوياً فقد ازداد عدد هذه الجمعيات خلال السنتين الأخيرتين ليصل إلى ثلاث عشرة جمعية رئيسة تتبعها أكثر من مائتي جمعية فرعية. وأسهمت تلك الجمعيات وأدت أدواراً عظيمة على امتداد تاريخها في إشاعة حفظ كتاب الله وتخريج الآلاف من الحفظة من البنين والبنات، وتخرجت منها أجيال متربية على نور القرآن وعلى كتاب الله وحفظة وقراء متميزين وفي جميع أنحاء المملكة أصبح الكثير منهم أئمة للمساجد وخطباء للجوامع في المملكة.وأثبتت الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة رسالتها ودورها في خدمة كتاب الله منذ انشائها إلى يومنا هذا، وأكبر دليل على ذلك أولئك الحفظة الذين تخرجوا على يد القائمين عليها مما يثلج الصدور، ويبشر بالخير والمستقبل الأفضل لهذه الجمعيات بإذن الله وهو ما يؤكد حسن قيام هذه الجمعيات بالواجب المناط بها. ومن الحرص المتواصل على دعم هذه الجمعيات من قبل ولاة الأمر فقد صدر عن المقام السامي الكريم قراراً يقضي بمعاملة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة لها معاملة الجمعيات الخيرية الأخرى، وتخصيص جزء من موارد الأوقاف لدعم مناشطها وكذا زيادة الإعانات الحكومية النقدية والعينية، وهذا ليس بغريب على حكومة هذه البلاد المباركة التي نالت قصب السبق في خدمة كتاب الله فهي تستمد أحكامها من الكتاب والسنة ولا ننسى الدور الكبير الذي توليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في سبيل خدمة كتاب الله تعالى تلاوة وحفظاً وتفسيراً وإقامة الدورات التخصصية في هذا المجال ورعاية المسابقات الكبرى لحفظة كتاب الله وتشجيعهم.ويشرف على هذه الجمعيات مجلس أعلى يرأسه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومن ضمن مسؤوليات هذا المجلس وضع السياسات العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم وإقرار الضوابط اللازمة لها بما يكفل نجاحها في أداء مهمتها، والموافقة على منح الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وفروعها وإقرار النظام الداخلي لكل منها، والموافقة على تعديله، النظر في الموضوعات المتعلقة بالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي تحال إليه من الجهات الحكومية أو الهيئات والمؤسسات الخاصة، أو التي تعرض عليه من قبل رئيسه وأعضائه.وقد امتد نشاط جمعيات تحفيظ القرآن الكريم إلى تدريس علم القراءات في المدارس التابعة لها لتخريج طلبة يستطيعون بعون الله سد حاجة الجمعيات والمعاهد والمدارس من المدرسين المتخصصين في هذا المجال وقد حصل شيء من ذلك بحمد الله وتوفيقه نتيجة للجهود المخلصة، كما يقوم بعض حفظة الجمعيات بإمامة المصلين في شهر رمضان كما أن الكثير من هذه الجمعيات تنظم كثيراً من الدورت الدراسية للأئمة والمؤذنين يستفيدون من خلال برامجها المتخصصة في مجال عملهم يقوم بالتدريس فيها نخبة من المحتسبين من طلاب العلم.ومن السمات البارزة لهذه الجمعيات أن طلابها وطالباتها هم الأكثر تميزاً من حيث المستوى التعليمي سيما في المدارس العامة حيث توضح النتائج النهائية كل عام بأنهم من الأوائل في المراحل الدراسية الثلاث (ابتدائي، متوسط، ثانوي)، بل امتد هذا التفوق في مستوى التعليم الجامعي والدراسات العليا، ويبرز في هذا السياق كذلك تفوق طلبة الجمعيات في المسابقات القرآنية على المستوى المحلي والدولي، حيث تثبت القراءات المستمرة لنتائج المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي تقام سنوياً في مدينة الرياض أن الحاصلين على المراكز الأولى في فروع المسابقة من البنين والبنات هم من منسوبي ومنسوبات تلك الجمعيات، والحال كذلك بالنسبة لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم للبنين التي تقام سنوياً في رحاب مكةالمكرمة، وللمسابقات الدولية التي تقام في عدد من الدول الإسلامية. وقد بلغ عدد طلاب وطالبات الجمعيات الخيرية لتفحيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة (596.950) طالباً وطالبة بنهاية العام الدراسي 26/1427ه، يدرسون في 28.175 حلقة، يتولى التدريس فيها 25.254 معلماً ومعلمة منهم 13.791 سعودياً وسعودية.