لم يكن يدرك مواطن ستيني أنه عندما قام بمراجعة مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في القصيم ليطمئن على قلبه أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الموت المفاجئ والذي كان يهدد حياته في أي لحظة فقد كان يعيش وعنق منبع شرايينه التاجيه الرئيسية (Left Main) المغذي لعضلة قلبه متضيق بنسبة 99% ولا يعمل منه إلا مانسبته 1% فقط ودون أن يعلم إلا بعد أن أجرى فحوصات طبية في المركز واكتشف طبيبه المعالج في الوقت المناسب مدى الخطرالمحدق به ، وفي التفاصيل أن هذا المواطن والذي يسكن إحدى مدن القصيم كان مدخنا لفترة تزيد على أربعين عاماً وقد أجرى قبل أربع سنوات عمليات قسطرة في أحد المراكز المتخصصة في الرياض أظهرت ترسبات بسيطة في الشرايين التاجية للقلب ونصحه الأطباء هناك بالمداومة على الأدوية ووقف التدخين وفعلاً التزم بأخذ العلاج وزياراته الدورية لهم دون أن يوقف عادة التدخين ، ولمزيدٍ من الاطمئنان قام بإجراء فحوصات طبية في مركز مايو كلينك الشهير في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولم يكن بحاجة لأي تدخل طبي سوى نصحه من الأطباء هناك بالاستمرار على الأدوية أيضاً وضرورة إيقاف التدخين ، أن المريض التزم بأخذ الأدوية المسيلة للدم فقط وظل طوال فترة المعالجة خلال الأربع سنوات الماضية لايعاني من أي أعراض أو علامات مرضية وكان يمارس حياته بشكل طبيعي ، وساعده هذا الوضع بأن يستمر على التدخين متجاهلاً نصائح الأطباء وتحذيراتهم ، ومضت الأيام على هذا الحال ، وبعد أن سمع المريض بتوفير مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في القصيم مؤخراً جهاز الأشعه المقطعية لتصوير الشرايين التاجية بادر المريض بزيارة المركز لإجراء الفحوصات الطبية من جديد والإطمئنان على صحته بدلاً من تكبده عناء السفر مرة أخرى إلى المراكز المتخصصه داخل وخارج المملكة ، وفعلاً أعطي له موعد في عيادة القلب مع الاستشاري الدكتور رائد العوايشة رئيس قسم القسطرة في المركز وإستشاري القسطرة القلبية التداخلية والذي قرر بعد الكشف على المريض إجراء الفحوصات الطبية المعتادة والتي جاءت كلها سليمة ومطمئنة فلا سكر ولا ضغط ولا أي أعراض أو أمراض مصاحبة لكن بسبب استمرار المريض على التدخين وبحسب ما أدلى به المريض عن تاريخه المرضي قرر الاستشاري الدكتور العوايشه إخضاعه لفحص الشرايين التاجية بالأشعه المقطعية والتي أظهرت تكلسات في الشرايين مع اشتباه وجود تضيق شديد في عنق منبع الشرايين التاجية الرئيسي (Left main)، ليقرر عندها الاستشاري الدكتور العوايشة إخضاعه لقسطرة قلبية تداخلية تشخيصية وتم إجراؤها للمريض عبر شريان اليد اليسرى ليتبين بعدها وبوضوح تام التضيق الشديد بالمنبع الرئيسي للشرايين (Left main) وبنسبة 99% مع وجود التكلسات بالشرايين وتم نصح المريض بضرورة إخضاعه إلى جراحة قلب مفتوح وبصفة عاجلة لإنقاذ حياته بعد أن قدم له الاستشاري العوايشة شرحا عما تم اكتشافه في شرايينه وعندها وافق المريض على عملية القلب المفتوح والتي أجريت لاحقاً لتوصيل الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب بأخرى سليمة وهو يتمتع الآن بصحة جيدة ولله الحمد . ومن جهته حذر الاستشاري الدكتور رائد العوايشة من خطورة التدخين مضيفاً أنه قرر نشر قصة هذا المريض من باب تجديد التحذير من عادة التدخين والتي وصفها بأنها العدو الأول للقلب والشرايين بصفة عامة ومنها شرايين القلب التاجية داعياً المدخنين كباراً كانوا أم صغاراً إلى ضرورة التخلي عنه فوراً وإجراء فحوصات طبية بأقرب فرصة ممكنة عند أي مركز متخصص وعدم التساهل خصوصاً وأنهم قد لايعانون أعراضاً مرضية كما في حالة هذا المريض والذي كانت حياته في خطر وهو لايدرك ذلك إلا أن مشيئة الله وإرادته كانت وراء اكتشاف وضعه الصحي بوقت مناسب لإنقاذ حياته من التوقف القلبي المفاجئ الذي كان سيؤدي به حتماً إلى الوفاة والسبب هو التدخين فقط والذي قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية وتدهورها للمدخن ودون سابق إنذار.