تنطلق فعاليات ملتقى النص في دورته الثامنة بنادي جدة الادبي الثقافي تحت عنوان (السيرة الذاتية في الأدب السعودي) اليوم برعاية وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز السبيل وبمشاركة ثلاثة وعشرين باحثاً وباحثة من المملكة وخارجها. ويأتي ملتقى النص الثامن قراءة جديدة رافدة للمشهد الثقافي والملتقى الذي تستمر فعالياته 3 أيام سيفتتح بحفل على كلمة اصحاب السير يلقيها صاحب كتاب (قطرات من سحائب الذكرى : سيرة ذاتية) عبدالرحمن الدحان ثم كلمة للمشاركين يلقيها عميد كلية المعلمين بجازان الدكتور حسن حجاب الحازمي فكلمة المشاركات تلقيها الدكتورة عائشة الحكمي تعقبها قصيدة شعرية يلقيها الشاعر حسن بن محمد الزهراني ثم عرض فيلم وثائقي عن السيرة الذاتية في الادب السعودي. وعن البحوث المشاركة هي (قراءة في حاطب ليل ضجر) لعبدالعزيز التويجري يقدمها الدكتور صالح معيض الغامدي وقراءة في كتاب (رحلة العمر) لمحمد عبدالحميد مرداد، تقدمها الدكتورة صلوح السريحي واسلوبية السيرة الذاتية : سيرة عزيز ضياء نموذجاً للدكتور حمد السويلم، وقراءة في سيرة عبدالرحمن السدحان (قطرات من سحائب الذكرى) لسحمي الهاجري و(روائية السيرة الذاتية : قراءة في نماذج سيرية سعودية للدكتور حسين المناصرة و(التكوين الجمالي للسيرة الذاتية في الأدب السعودي الحديث : حياة في الادارة لغازي القصيبي نموذجاً (لمنصور المهوس وخليل الرواف : قراءة في مذكراته للدكتور محمد الربيع وحكاية الفتى مفتاح : كفاية الميثاق بين القارىء والنص للدكتورة عائشة الحكمي وغزاة القصيبي .. الغزاة القصيبيون : الذات البروتياتية واشكالية كتابة السيرة الكاملة للدكتور مبارك الخالدي والانشائي يشكل الانشائي للدكتور محمد رشيد ثابت ووسم على أديم الزمن لعبدالعزيز الخويطر : قراءة في تفاصيل البوح واستدعاء الذكريات للدكتور عبدالله الحيدري وتجنيس السيرة الذاتية للدكتور عادل الدرغامي والتقاطعات بين بطل شقة الحرية وكاتبها لابراهيم مضواح الالمعي و(التماس الفني بين السيرة والرواية للدكتور سلطان القحطاني و(تشكيل الزمن السري في السيرة الذاتية السعودية) للدكتور اسامة البحيري الكونتية (كان/ كنت) المصطلح والتأويل ورقة في خطاب السيرة لأحمد آل مريع ومفهوم السيرة الذاتية المعاصرة في الادب الإعلامي المرئي لأمل التميمي وشذرات السيرة الذاتية بحث من منظور التلقي للدكتور ايمن بكر وعلي ضفاف بحيرة الهايد بارك مذكرات ضد الذكورة للدكتور مصطفى بيوتي عبدالسلام ومن السيرة الذاتية الى السيرة الجماعية (بدايات) محمد القشعمي أنموذجاً للدكتور حسن حجاب الحازمي واستراتيجية التحزيم المخروطي في كشف الذات الروائية عند احمد ابودهمان للدكتورة لمياء باعشن والذاتي والموضوعي في السيرة الذاتية قراءة في سيرة عبدالرحمن منيف لمحمد القشعمي وكيف تكتب المرأة السعودية سيرتها : طريق الحرير لرجاء عالم نموذجاً للدكتور معجب العدواني. وتناول النقاد الحديث عن السيرة الذاتية السعودية حيث قالوا : شاهد قرن وفي قراءة في مذكرات ومسيرة خليل ابراهيم الرواف يقول د. محمد بن عبدالرحمن الربيع ان الرواف نجدي ولد في دمشق وطاف البلاد العربية ثم هاجر الى امريكا ثم عاد الى وطنه وتوفى عام 1421ه بعد ان تجاوز المائة في عمره. وقد عمل بالتجارة والجيش والتعليم والصحافة والاذاعة والخطابة بل والتمثيل في هوليود ويعتبر الرواف شاهد قرن كامل تفاعل مع احداثه والتزم بالصدق في روايتها. رواية وسيرة وحول التماس الفني بين السيرة والرواية يقول د. سلطان سعد القحطاني يناقش بحث الرواف التماس الفني بين الرواية والسيرة الذاتية، من حيث كون كل منهما يمثل نصاً سردياً في ظاهره، فيما يتعلق بالاحداث والزمان والمكان، والبطل في ظاهره واحد، لكن يميز البحث بين هذين الفنين المتشابهين في الظاهر المختلفين في الباطن، فالسيرة تقوم على راوٍ واحد يعلم ما يدور في سيرته من شخوص واحداث، متخذاً خطاً افقياً يشبه القصة السردية الخالية من القصور المستقبلي بناء على معطيات الحاضر، وتخلو ايضاً من الفلسفة والاسقاط والرمز وتنامي الشخصيات وتطورها بجانب البطل. اما الرواية الفنية فتقوم على اساس فني عمادها البطل المتصاعد مع الاحداث رأسياً، والزمان فيها محدد بالاحداث التي تدور على اديم المكان المحدد ايضاً، لذا فان السيرة لا يمكن ان تكون رواية ولا الرواية ان تكون سيرة. ميثاق شخصي ويقول د. اسامة محمد البحيري تمثل السيرة الذاتية تاريخ ذات تتوصل الى الوعي بذاتها، من خلال قوى الوعي والعقل والتواصل مع الآخر أو مواجهته، ويتم تشكيل الذات وصياغتها في السيرة الذاتية من خلال ميثاق شخصي يندمج فيه المؤلف الواقعي والراوي والشخصية الرئيسية. ومن امتزاج الذات مع السرد يمكن صياغة تعريف السيرة الذاتية يشير الى رواية كاتب لاجزاء من حياته الشخصية بأسلوب ادبي وبهذا تنتمي السيرة الذاتية الى علم السرديات الذي من اهدافه السعي الى وصف خصائص الكفاءة السردية من خلال تحليل مكونات النص السردي. وقد اتفق نقاد السرديات على عد الزمن مكوناً أساسياً من مكونات النص السردي. سيرة غير فيما يقول د. أيمن بكر ان البحث يتركز في السيرة الذاتية عادة حول موضوع السيرة وفنيات كتابتها ومن هنا يتم تقسيمها الى سيرة غيرية يكتبها الشخص عن غيره أو سيرة ذاتية يكتبها الشخص عن نفسه. الهوية الشخصية أما د. مبارك بن راشد الخالدي فيقول السيرة الذاتية مشروع تمثيل ومعرفة واكتشاف للذات وتشكيل هدية سردية لمؤلف السيرة، وارتباط السيرة الذاتية جوهرياً بمسألة الهوية الشخصية. ماضٍ وحاضر وتقول د. عائشة بنت يحيى بن عثمان الحكمي : تنطلق هذه الدراسة من استراتيجيات السيرة الذاتية ذات الموقف الاشكالي في الادب السعودي، كونها عودة الى ماض وتبرير حاضر من خلال وقائع مروية مقترنة باعترافات من موضع الشهادة الشخصية، وفق منطق يكشف حقيقة الحياة التي كانت تعيشها الذات الكاتبة والساردة وبذلك ستحاول الاجابة على سؤال السيرة الذاتية. إعادة النظر أما د. صالح معيض الغامدي فيرى أن هذه الورقة تنطلق من فرضية مفادها أن مفهوم السيرة الذاتية التقليدي لم يعد بامكانه استيعاب كل التجارب السعودية والعربية في كتابة سرد الحياة، ولذلك فهو يقترح اعادة النظر في التعريف التفكيري للسيرة الذاتية أو اجراءت بعض المراجعات الجادة حوله.