يحظى الذهب بشهرة عالمية كبيرة على كل المستويات باعتباره المعدن الذي دفع بالكثيرين من علماء التنقيب والاثار للبحث عنه نظراً لما له من اثار نفسية في دواخل الناس فهو بالنسبة لهم الأمان والملاذ من نوائب الدهر وتقلبات الزمان لذا يحرص الكل على امتلاكه رغم ارتباطه كغيره من السلع بقانون العرض والطلب، كما يربطه خبراء الذهب والاقتصاديون بالنفط ارتفاعاً وهبوطاً، الذهب ايضاً تعتمد عليه الدول المتقدمة في زيادة غطائها الاحتياطي في المصارف المركزية وقد وصل سعر الذهب مؤخراً الى مستويات قياسية حيث بلغ سعر الاوقية (الاونصة) ألف دولار وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ هذا المعدن النفيس وتعد المملكة العربية السعودية من الدول المنتجة والمستهلكة للذهب والمجوهرات اذ تحتل عالمياً المرتبة الرابعة بعد امريكا والهند والصين.ويبدو اقبال المرأة السعودية واضحاً في المناسبات السعيدة خاصة الأعياد التي ترتفع خلالها معدلات الزيجات وتعد المرأة السعودية أعلى مستهلكة للذهب خليجياً وعربياً ومما يساهم في رفع معدلات الشراء مواسم الحج والعمرة التي يتوافد فيها اعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين من خارج وداخل المملكة الذين يقبلون على شراء واقتناء الذهب والمجوهرات التي تشتهر بها اسواق الذهب في السعودية الأمر الذي دفع بالمجلس العالمي للذهب بفتح مكتب له في المملكة. ويربط المراقبون ارتفاع اسعار النفط بانتعاش أسواق الذهب. (الندوة) تجولت في اسواق الذهب لمعرفة آراء التجار والزبائن وحاولت رصد ابرز ردود الأفعال.يصف تاجر الذهب محمد الصيعري الوضع بانه راكد للغاية، ومن النادر البيع خلال هذه الأيام ويؤكد ان الزبائن يتجهون لبيع مقتنياتهم من الذهب اكثر من شرائه لها، واللافت ان الكثير من الزبائن يبيعون الذهب في هذا الوقت للاستفادة من ارتفاع اسعاره، بينما حركة البيع انخفضت بشكل كبير وتراجع الطلب عليه من قبل الزبائن موضحاً ان الارتفاع في تزايد مستمر حتى الآن ويذكر ان ارتفاع اسعار الذهب ساهم في انتشار مبيعات الاكسسوارات العادية سواء من الفضيات أو الأنواع الأخرى، بسبب انخفاض اسعارها مقارنة بالذهب مشيراً الى ان الزبائن يتوجهون حالياً لشراء هذا النوع من الكماليات. قلة الطلب ومن جانبه يبين تاجر الذهب عبدالله الغامدي ان سعر الذهب الحالي لم تشهده الاسواق منذ زمن، وسوف ترتفع في موجات متتالية حتى تصل الى أعلى سعر لها، متوقعاً ان الاسعار في الفترة المقبلة ستتخطى حاجز يشهد تراجعاً مستمرا منذ سنوات. وفي السياق ذاته يؤكد عبدالله عامر صاحب محل للمجوهرات ان سوق الذهب لم يشهد انخفاضاً في الطلب عليه منذ سنوات طويلة بسبب ارتفاع اسعار الذهب عالمياً، موضحاً ان اكثر مواسم بيع وشراء الذهب هي مواسم السفر وايام الاعياد وشهر رمضان، حيث شهدت اسواق الذهب رواجا ملحوظا ويتوقع ان تشهد الفترة المقبلة اقبالاً بشكل اكبر على شراء الذهب مع دخول فصل الصيف ومواسم الخطوبة والزواج ويستطرد قائلاً ان معدل البيع اليومي لمحله من الذهب شهد تراجعا كبيرا في الاشهر الاخيرة حيث تتراوح معدلات البيع، بعد ان كان مبينا ان سعر جرام الذهب عيار 21 قيراطا وصل الى 113 ريالاً يؤكد ان الذهب مهما كان غاليا الا انه يبقى محافظا على قيمته ويرغب الكثيرون في اقتنائه.ويشير صاحب محل مجوهرات علي البكري والذي يعمل في هذه المهنة منذ 20 عاماً ان التجار متضررون من الكساد التجاري الحاد الموجود حالياً في اسواق الذهب، بسبب الارتفاع المستمر لاسعار الذهب والذي لم تشهده الاسواق المحلية وقد اثر هذا الارتفاع بشكل مباشر على مبيعاتهم لاعتمادهم الاساسي على البيع وليس على الشراء، خاصة ان الشراء بحاجة الى سيولة اكبر ونسبة ارباحه قليلة جداً ويؤكد على ان الارتفاع الكبير اثر كثيراً على قرار الشراء من قبل الناس، موضحاً انه ما يعد احد يشتري الذهب كثيرا كهدايا في المناسبات وانما اقتصر الامر الآن لمن هو مضطرون من الكساد التجاري الحاد الموجود حالياً في اسواق الذهب، بسبب الارتفاع المستمر لاسعار الذهب والذي لم تشهده الاسواق المحلية وقد اثر هذا الارتفاع بشكل مباشر على مبيعاتهم لاعتمادهم الاساسي على البيع وليس على لاشراء خاصة ان الشراء بحاجة الى سيولة اكبر ونسبة ارباحه قليلة جدا ويؤكد على ان الارتفاع الكبير اثر كثيرا على قرار الشراء من قبل الناس موضحا انه ما عاد احد يشتري الذهب كثيرا كهدايا في المناسبات وانما اقتصر الامر الان لمن هو مضطر كشراء الشبكات في حالات الزواج ويستبعد ان تشهد اسعار الذهب اي تراجع حيث ان المؤشرات المتوفرة تشير الى مزيد من الارتفاع في الاسعار لان الطلب العالمي على الذهب متزايدا. ذوق المستهلك ومن جانبه قال محمد عسيري ان الذهب السعودي والبحريني الاكثر طلبا من قبل الزبائن حيث يمتاز بالشكل والجودة في الصناعة التي ترضي جميع الاذواق المحلية والوافدة، ويتحدث محمد عن ضمانات جودة الذهب وعدم تعرض المشتري للغش حيث يوضح على انه يوجد على الذهب دمغة تبين نوعه وتؤكد جودته مبينا ان للسوق السعودي خصوصيته وسط الاسواق الخليجية بما يحتويه من انواع المجوهرات التي تختلف عما هو موجود باسواق المنطقة، لأن ذوق المستهلك يختلف عن اذواق باقي المستهلكين، فدائما يسعى المستهلك الى التجديد وما يحتويه السوق من مبتكرات حديثة دائما وعن اذواق الناس في الشراء والى ماذا تنجذب يقول : ان النساء يطلبن عادة المشغولات الذهبية المرصعة بالفصوص اما الشابات فيطلبن الذهب الابيض والشبكة المفضلة لهن هي الاطقم البيضاء وهي من عيار 18 وبنفس تشكيلة الماس، اما بالنسبة للاجانب فعيار 18 هو المطلوب بالنسية لهم وتنجذب السيدات للسلاسل الصغيرة، ويهتمون بالخواتم المطعمة بالفصوص مثل الزمرد والياقوت.وحول اقبال المواطنين على شراء الذهب يقول علي المالكي ان الاحداث العالمية تلعب دورا كبيرا في ارتفاع اسعار الذهب ويتوقع ان يرتفع اكثر فمن المملكن ان يصل السعر الى اعلى وهذه الزيادة لم تحدث منذ سنوات وانه عندما يكن لديه فوائض مالية فانه يفضل شراء الذهب نظرا لانه يصلح للزينة وكحماية ايضا من تقلبات الزمن حيث يعتبر وسيلة مضمونة لمواجهة الظروف والازمات المالية.لديه طريقة خاصة لمقاومة الارتفاع في اسعار الذهب ويقول : انه وفقا للعادات والتقاليد في مجتمعاتنا العربية عند الزواج يطلب من الرجل كميات كبير من الذهب فاقترح ان يتم تحويل الشبكة الى قلوس حيث يضع الشاب مبلغاً من المال في احد النبوك للعروس ويتم شراء قطعة ذهبية رمزية للتعبير عن الفرحة.فالارتفاع الحالي للجرام 113 ريالاً ارتفاع كبير جداً لا يستطيع اصحاب الدخل المحدود من شراء كميات الذهب المطلوب للزواج وبالتالي تضع الشباب المقبلين على الزواج في ورطة الانتظار الى حين نزول الذهب.. وقد يطول الانتظار وربما يرتفع أكثر .