بدأت صباح أمس أعمال الحلقة العلمية (اللاجئون في المنطقة العربية: مسؤوليات الدول وممارساتها) التي تنظمها كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع وزارة الداخلية بدولة قطر والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ضمن إطار برنامج عمل الجامعة للعام 2008م والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام في العاصمة القطرية الدوحة . ويشارك في أعمال الحلقة (64) متخصصاً من العاملين في وزارات الشئون الاجتماعية ووزارات الخارجية والعدل والأجهزة الأمنية والمنظمات ذات العلاقة في (9) دول عربية هي : السعودية، الإمارات ، وجمهورية القمر الاتحادية ، والسودان، وسورية ، وفلسطين ، وقطر ، ولبنان ، والمغرب، إضافة إلى الخبراء من المنظمات ذات الصلة بأعمال الحلقة . وتهدف الحلقة إلى إيجاد مجال للنقاش والتداول وتبادل الخبرات بين الممارسين والمفكرين حول التجارب المختلفة للدول المعنية في معاملة اللاجئين وطالبي اللجوء ، وإتاحة الفرصة للمختصين من موظفي المفوضية لعرض المبادئ القانوينة الدولية المنظمة لمسألة اللجوء بالتركيز على التعاون بين المفوضية وحكومات الدول في المنطقة العربية ، وإتاحة الفرصة لموظفي حكومات الدول العربية المعنيين بالتعامل مع مسائل اللاجئين وطالبي اللجوء لإبداء آرائهم وعرض خبراتهم في هذا المجال ، إضافة إلى استخلاص التجارب والعبر المفيدة في تعزيز الممارسات الإنسانية الخاصة بكيفية التعامل مع ظاهرة اللجوء والنزوح البشري القسري في إطار موروثات المنطقة وملاءمتها مع المبادئ القانونية . وأوضح معالي مدير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد العزيز بن صقر الغامدي في كلمته في حفل الافتتاح اليوم أن هذه الحلقة تنظم في إطار سعي الجامعة لمعالجة القضايا الإنسانية الملحة ومحاولة إيجاد الحلول لها وتحديد المسئوليات لتخفيف المعاناة عن المتأثرين بالكوارث البشرية والطبيعية والأثر العميق الذي يحدثه النزوح على البنيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ليس فقط لبلدانهم ولكن للمحيط الإقليمي والدولي عامة لاسيما في ظل الصلة اللصيقة بين اللجوء القسري والأمن . وأكد معاليه أن تنظيم هذه الحلقة يأتي انطلاقا من جهود الجامعة لتحقيق الأمن العربي والدولي بمفهومه الشامل عن طريق تزويد الكوادر العربية بأحدث المستجدات في مجال عملهم . وأضاف أن هذه الحلقة هي نموذج للتعاون الدولي الهادف إلى الاستفادة من الخبرات الدولية مؤكداً أن الجامعة وهي تنفذ هذه البرامج لتطوير الكوادر العربية على اختلاف مواقعهم ، فإنها تسترشد بالتوجيهات الكريمة لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب الذين أولو هذا الصرح اهتمامهم وعنايتهم وفي مقدمتهم رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة الجامعة الذي أعطى هذه المؤسسة العربية وقته ورعايته حتى أصبحت بيت الخبرة الأمنية العربية واحد أبرز المؤسسات المتخصصة إقليمياً ودولياً . كما قدم معاليه شكره لوزارة الداخلية القطرية على استضافة هذه الحلقة المهمة ، ونوه في ذات الإطار بالدور الريادي والإنساني الذي تضطلع به المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين مؤكداً سعي الجامعة لتطوير التعاون مع المفوضية بتنظيم الملتقيات العلمية والدورات التدريبية داخل دولة المقر وخارجها . الجدير بالذكر أن هذه الحلقة تجئ ضمن سلسلة من المناشط التي نفذتها الجامعة بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المجال التدريبي واللقاءت العلمية وفي القضايا الإنسانية بهدف الوصول لتوصيات علمية قابلة للتطبيق في ظل القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية التي تخفف من معاناة اللاجئين بحلول مستدامة لمشكلاتهم وعودة الاستقرار لأسرهم . وستناقش الحلقة جملة من الموضوعات المهمة منها اللجوء إلى الشريعة الإسلامية ومبادئ القانون الدولي للاجئين ، ومضمون الحماية الدولية للاجئين ومسئوليات الدول في حمايتهم (سواءً كانت موقعة أو غير موقعة على الاتفاقيات الدولية والإقليمية المتعلقة باللاجئين) وتضمين الاتفاقيات الدولية والإقليمية في الأنظمة القانونية المحلية ، وحماية اللاجئين في إطار التحركات المختلطة وخطة عمل المفوضية ذات العشر نقاط ، والتعامل مع تحركات الهجرة المختلطة والتعامل مع المخاوف الأمنية دون الإضرار بحماية اللاجئين ، والتوفيق بين المخاوف الوطنية المتعلقة باستقبال وحماية اللاجئين وبين معايير الحماية الدولية والحلول الدائمة ودور الحكومات ، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة .