اقتصاديات الحرب وذكريات احداث الانتقال بين النكسة والانتصار في حقبة الستينات والسبعينات ومواقف الملك فيصل بن عبدالعزيز من مصر كانت وستظل ذخيرة نصر أكتوبر المجيد سنة 73م. أكد ذلك رئيس وزراء مصر الاسبق الدكتور عبدالعزيز حجازي خلال استضافة الصالون الفكري لسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية السفير هشام محي الدين ناظر وقال ان مؤتمر الخرطوم 67 كشف عن المعدن الحقيقي للراحل العظيم كصانع قرار من الطراز الأول يحمل في وجدانه عشقاً لمصر وللعروية والاسلام وغيرة شديدة نحو الكرامة العربية ترجمها في دعم اقتصادي فوري يقدر وقتها بخمسين مليون جنيه استرليني لاعادة تسليح الجيش المصري واعداده لمعركة النصر، رغم أن خزانة المملكة في ذلك الوقت لم تكن تملك مثل هذا المبلغ كما أن عائدات النفط كانت تعجز عن تلبيته بمعايير السوق وقتها وان تجميد خطط ومشاريع التنمية كانت الثمن الذي قدمته المملكة تلبية لنداء السلاح العربي. وجاءت سردية الذكريات لرئيس وزراء مصر الاسبق لتكشف عن تفاصيل مهمة من صفحات التضامن المصري السعودي وكيف تحول التنسيق في تلك اللحظة التاريخية للتلاحم الاقليمي بين الرياض والقاهرة ودمشق الى انتصار في حرب اكتوبر مشيراً الى أن الملك فيصل رفض ان يطلق اسمه على احد احياء مدينة السويس تلبية لرغبة شعبية مصرية في ذلك الوقت وانه فضل أن يتكفل ببناء حي سكني من ماله الخاص بتكلفة 5 ملايين دولار ولم يكتب له زيارته وافتتاحه لكن الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله استكمل البناء وحضر الافتتاح مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات.