حظيت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا بالكثير من الدعم والتقدير من قبل حكومتنا الرشيدة حفظها الله باعتبارها احدى الجهات التي تمارس عملا دينيّا واجتماعيا مهماً في الدولة ورغم محاولات التغريبيين وأصحاب الأفكار الشاذة المستمرة من أجل إضعاف هذا الجهاز المهم إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل ولم تزد المواطنين والدولة سوى حبا وتقديرا لرجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , ورغم أهمية الدور الذي تلعبه هيئة الأمر بالمعروف في مجتمعنا إلا أنها لا تخلوا من الأخطاء والتي يرجع سببها إلى الأفراد وليس إلى النظام نفسه, وقد يكون ضعف ثقافة الحوار والنصيحة لدى بعض منسوبي الهيئة هو أحد أبرز تلك العيوب , فرغم انتمائنا إلى الدين الإسلامي الحنيف والذي يمتلك منهجا فكريا يستطيع من خلاله إيقاع الحجة على جميع من يحاورهم إلا أن تفعيل هذا الدور الحيوي لرجال الدين بشكل عام يعد ضعيفا قياسا بسياسة الرد المطلق والإنكار دون تسبيب , وقد تكون شيوع تلك الظاهرة سببا لدعوة الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الآونة الأخيرة إلى اجتماع يضم مائتي شخص من مختلف الشرائح الفكرية من أجل محاورة أفكارهم ومناقشتها دون تهديد أو تعنيف,والحق يقال بأن اتجاه هيئة الأمر بالمعروف إلى عقد مثل هذه الندوات الفكرية قد تكون خطوة غاية في الروعة وستظهر لنا جانبا مهما من جوهر الإسلام الحقيقي والذي يتمثل في قدرة هذا الدين على مواجهة وإفهام أي فريق يختلف معه بالحجج والبراهين المناسبة له وستظهر فعلا مدى قدرة الإسلام على مواكبة جميع متغيرات العصر وعدم اقتصاره على العبادة في المساجد. ولكن نتمنى أن لا تكون تلك الندوات بمثابة التنفيس على القادمين إليها دون فائدة في الواقع العملي , فمناظرة الأفكار المتضادة مع الإسلاميين تعد احدى صور النقاش التي يدافع فيها المسلم عن دينه أمام الملأ والأحزاب الأخرى , ويظهر جانبا من جوانب الإسلام التي بقيت لسنوات عديدة تهمل مناقشة ومحاورة الأفكار المختلفة عنها في جميع شرائح المجتمع الذي سيبقى متمسكا بدينه وعقيدته حتى يرث الله الأرض ومن عليها ولا يسعني إلا ان اشكر جميع القائمين على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذه الخطوة الجريئة ونتمنى منهم المزيد بالتلاحم مع جميع أبناء هذا الوطن الغالي. والله من وراء القصد