قال لي أحد الأصدقاء القدامى كنت املك الملايين وكان عندي فيلا كبيرة ومزرعة ومؤسسة وسيارات فارهة وسائقون وحراس وخدم وكنت اسافر عدة مرات في السنة وكانت مزرعتي لا تخلو من الاصدقاء والمعارف وبعد أن تعرضت لخسارة كبيرة في سوق الأسهم وبعت معظم املاكي فضلت الجلوس في البيت وفضلت الوحدة حتى ان اصدقائي الكثيرين لم يسألوا عني الآن الا بعضهم بالتلفون فقط ، قلت له يا أخي دوام الحال من المحال ، وقلت له هل الصحة تمام قال الحمد لله الا من السكر والضغط قلت له الاولاد بخير قال الحمد لله قلت له اصبر يا أخي ولا تيأس الله الذي اعطاك قادر على أن يعطيك مرة أخرى فقط اجعل تقوى الله سبحانه وتعالى أمام عينيك في كل خطوة تخطوها واصلح علاقتك برب العزة والجلال وسوف ترى بعون الله الكريم جوده وكرمه. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) الزخرف 67. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل) رواه ابو داود والترمذي. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تصاحب الا مؤمناً ولا يأكل طعامك الا تقي) رواة ابو داود والترمذي. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وحدة المرء خير من جليس السوء. وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ما من شيء ادل على شيء ، ولا الدخان على النار من الصاحب على الصاحب. وقال حكيم: يظن بالمرء ما يظن بقرينه. وحكى ان الحجاج احضر رجلا فأمر بضرب عنقه ، فقال الرجل أيها الأمير خذ بيدي ، وامش معي إلى بساطك ، ثم اصنع بي ما شئت ، فاجابه الحجاج. فقال الرجل: بحق الصحبة ان تعفو عني ، فعفا عنه ، وقال: اتيت بشفيع عظيم . فلم يضع الحجاج صحبه لحظة. وقال الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه: لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ اخاه في ثلاث في نكبته ، وغيبته ، ووفاته. وقال المثل: الصديق عند الضيق. وقال حكيم: يعرف الاصدقاء الحقيقيون وقت المحنة. وقال سفيان الثوري: ليكن جليسك من يزهدك في الدنيا ويرغبك في الآخرة ، واياك ومجالسة الذين يخوضون في حديث الدنيا فانهم يفسدون عليك دينك وقلبك. فياسادة ياكرام دعونا نعلم أبناءنا وندربهم على حسن اختيار الاصدقاء ومن تتوفر فيهم التقوى ، والصدق ، والأمانة ، والصبر ، والحياء ، والتواضع ، والاخلاص ، والأدب. وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.