أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن يحيى النجيمي استاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء وعضو المجمع الفقهي ولجنة مناصحة أصحاب الفكر الضال ورئيس قسم الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية أن اغلبية الموقوفين من أصحاب الفكر الضال قد تراجعوا عن معتقداتهم الفكرية وعادوا إلى جادت الصواب نظير ماقامت به لجنة المناصحة من جهود في هذا المجال والتي تضم اضافة إلى اصحاب الفضيلة المشايخ اخصائيين نفسيين واجتماعيين وتربويين ومتخصصين أمنيين وقال ان هؤلاء الموقوفين لن يذهبوا لهذه اللجنة لمناصحتهم إلا بعد عرضهم على أطباء نفسيين واخصائيين اجتماعيين لتهيئتهم لذلك نفسياً. وأشار الدكتور النجيمي في محاضرة له مساء أمس نظمها نادي مكة الثقافي الأدبي بعنوان (سياستنا والأمن الفكري) وقال إنه اتضح من خلال المعايشة لهؤلاء عن طريق عضويتي في لجنة المناصحة أن أسباب انحراف هؤلاء الشباب عن جادة الصواب دينياً وليس للمناهج الدراسية دخل في ذلك وكذلك بسبب الفتاوى التي يتلقونها من أناس ليسوا من أصحاب الفتوى الشرعية وغير مؤهلين لها وقال اننا كمسلمين نكره المعصية من عصاة المسلمين ولكن لانكره اشخاصهم فالعاصي لدين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يكره بسبب معصيته لابسبب شخصه وأكد الدكتور النجيمي أن المناهج الدراسية كما اسلفت القول أكاد أجزم أنه ليس لها سبب في الارهاب فالهجوم من البعض على المناهج وأنها سبب رئيسي للارهاب غير دقيق وليس صحيحاً وكذلك مطالبة البعض بحذف الجهاد من مناهجنا الدراسية بل يجب أن يظل في مناهجنا وندرسه للمراحل من الثانوية حتى الجامعة بطرق صحيحة ومن أناس متخصصين لأن حذفه فيه خطورة كبيرة فهو موجود ومثبت في الكتاب والسنة لذا يجب أن نكون وسطيين ونبتعد عن الغلو وقال ان شغلنا الشاغل هو توفير الأمن الفكري لشبابنا ومحاربة من سفكوا الدماء البريئة وكانوا سبباً رئيسياً في المآسي التي دمرت امتنا الاسلامية في العقد الأخير ولاشك أن نشر الأمن الفكري يهدف إلى أن يعيش الناس في أوطانهم آمنين ومطمئنين يسيرون على نهج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأكد الدكتور النجيمي إلى أنه من خلال معايشتنا لهؤلاء الموقوفين من أصحاب الفكر الضال أن سبب انحرافهم وجود خلل لديهم في مجال العقيدة وأول خلل هو تكفيرهم للمسلمين والتساهل في ذلك وكذلك تأويلهم للفهم لذا يجب تحديد المفاهيم لمن أراد أن يدعو إلى الله على بصيرة كما يجب أخذ الفتاوى من أصحابها الشرعيين وليس من أناس ليس لديهم العلم الشرعي فبلادنا ولله الحمد تملك هيئة كبار العلماء تضم علماء أجلاء خصصهم ولي الأمر لأمور الفتوى. كما أن الجميع وخاصة الشباب ليسوا مسؤولين أو مكلفين أن فلاناً كافر أو غير ذلك فهذه أمور لاتعنيهم البتة لذا يجب على مثل هؤلاء عدم زج انفسهم في مثل هذه الأمور غير المعنيين بها فقد كان الناس في السابق يأخذون العلم والفتوى من أكابر العلماء ولكن الآن نلاحظ أن البعض يأخذون في فتواهم من أناس ليس لديهم العلم الشرعي الذي يجيز لهم الفتوى. بعد ذلك أجاب الدكتور النجيمي على أسئلة واستفسارات ومداخلات الحضور، بعد ذلك قام النادي بتكريم اللجان العاملة في مختلف الانشطة التي نظمها النادي مؤخراً.