في يوم من الأيام... أردت أن أرسل شخصاً من الجنسية الباكستانية إلى المطار كي يسافر إلى بلاده... فأوقفت سيارة أجرة صغيرة - ما تعارف عليه الناس “ الليموزين “ - فاذا بالشخص الآخر سائق السيارة الأجرة أيضاً من الجنسية الباكستانية... اتفقت معه على هذا المشوار ودفعت له الأجرة مقدما. قبل أن يصعد الباكستاني الذي أريد أن أرسله إلى المطار إلى سيارة الأجرة سمعته يتحدث بلغته الباكستانية مع السائق... ثم قال لي... عمي هذا رجال هو يبغى يسأل أنت سؤال “ فقلت له خليه يسأل “...فقال سائق الاجرة يخاطبني... كيف حال انته... عمي.... انا يسأل انت سؤال... فقلت له اسأل... فقال ليه عسكري سعودي داخل حرم شريف كافر ؟. فقلت له يارجل اتق الله كيف عسكري سعودي داخل حرم كافر... ليش كافر ؟!... فقال انت معلوم نفر كله داخل حرم صلي جماعة سوا سوا امام... هذا عسكري سعودي مافي صلي جماعة على طول... هو كافر. ضحكت من جهله وبساطته وعدم معرفته... فقلت له... هذا عسكري داخل حرم عمله... تنظيم الناس وحراسة الامام أثناء الصلاة والمايكرفون والحجر الأسود وحجر اسماعيل والقبلة التي بين الامام والكعبة حتى لا يأتي من يقطع الصلاة... وهذا عمل خير في الحرم... ثم بعد الصلاة كل هؤلاء العسكر يجتمعون ويصلون جماعة داخل الحرم وهذا عملهم كل يوم... ويكون كل يوم مجموعة منهم... وعملهم هذا خدمة للمسلمين وللحرم ولي ولك ولكل انسان... اذا عسكر سعودي داخل الحرم مثلي مثلك مسلم... ما هو كافر. فقال الباكستاني سائق سيارة الأجرة... ها اااه... يعني عسكري سعودي داخل الحرم ما في كافر... هااااه... انا مافي معلوم أول... استغفر الله... استغفر الله... استغفر الله العظيم يا ربي.... ثم اخرج عشرة ريالات كي يردها لي (بخشيش على جوابي له) فقلت له لا... ورفضت اخذ تلك الفلوس وذهب بعد ان شعرت انه فهم ما كان يخفى عليه. من خلال هذه القصة الدرامية الكوميدية السريعة مع سائق الأجرة “أخونا الباكستاني المسلم “. أود أن اقول هنا... هذه القصة... تعني الكثير... أن أمثال هؤلاء المساكين والبسطاء أو بالأصح الجهال هم من يستغلون من قبل الأشرار من الناس وخاصة متزعمي الإرهاب والمخدرات في كل أنحاء الدنيا وخاصة لدينا وفي الدول العربية والاسلامية... فرداً كان أو جماعة... ممن ظاهرهم الخير المصطنع وداخلهم شر مستطير متأصل في نفوسهم... فيعملون من هؤلاء المساكين البسطاء والجهلة... وقوداً سواء للإرهاب أو المخدرات. حيث يأخذون أمثال هؤلاء... ثم يسيطر في رؤوسهم... مايريدون تنفيذه من شر... “ وقتل وتفجير وخطف وترهيب وترويج... إلخ “ويدفعون بهم كي يكونوا وقود امور شريرة يريدون تحقيقها دون خوف من الله تعالى... وعلى رأسها الإرهاب والمخدرات والتي ليس لها علاقة بديننا ولا عاداتنا... حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وكل ضال ومضل... والله المستعان. للتواصل : [email protected] صفحة تويتر K_A_Hamra