حذر الدكتور أنيس بن أحمد طاهر عضو هيئة التدريس بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية من التحزب والانتماء إلى ما سوى الإسلام، مؤكداً أن التحزبات والانتماءات خطيرة على وحدة الأمة ومضرة ببنائها. وبيّن في المحاضرة التي ألقاها أثناء زيارة الأمير بندر بن سلمان ووفد دعاة أفريقيا للجامعة الإسلامية حول “دور الشباب في بناء الأمة" أن المملكة تضرب أروع الأمثلة في البقاء جسداً واحداً، حاكماً ومحكوماً، مضيفاً أن الشباب الناجح في بناء أمّته لابدّ أن يلتزم بوصايا وتوجيهات شرعية أهمها أن يكون مطيعاً مستسلماً لله في كل أحواله، إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه، فمن لم يَبْنِ نفسه بطاعة الله لا يستطيع بناء أسرة ولا أمة. وقال إن على الشاب الساعي لبناء أمته أن يستغل جميع ملكاته وقدراته لبنائها منطلقاً من أسرته وحْيه، وأن يكون ملازماً للجماعة وبعيداً عن نزع الطاعة من أولي الأمر، كما أن عليه أن يتعلّم العقيدة الصحيحة ليعرف ربّه ودينه وذلك من المصادر المعتبرة، ويسعى جادّاً لتطهير المجتمعات من الفساد والانحلال بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالعنف ولا التحزب والجماعات، بل بالأمر باللين والنهي باللين، حيث يكون أمره بالمعروف معروفاً ونهي عن المنكر لا منكر فيه. وختم الدكتور طاهر بالتأكيد على ضرورة السعي الحثيث إلى ربط الشباب بولاة أمرهم والبعد عن التعصب والانتماءات التي تؤدي إلى التحزُّب والتفرُّق فالانتماء هو للإسلام، معتبراً أن لا شيء أضر بالمسلمين من التحزب القولي أو العملي. وضرب طاهر المثل في الوحدة والتلاحم بهذه البلاد، قائلاً إنها تضرب أروع الأمثلة في التلاحم جسداً واحداً، حاكماً ومحكوماً، فليس ثمت خطاب يمثّل الحاكم وآخر يمثل المحكومين بل الكل جماعة واحدة وجسد واحد. وختم طاهر صفات الشاب الناجح في بناء أمته بأن يكون حريصاً على مجاهدة النفس لتكون من أهل الخير محبة للخير وبذله، إضافة إلى معرفة مؤصلة لحقوق المسلمين وغير المسلمين للقيام بحقوقهم علينا في إطار شرعي منضبط، مع تمثّل دور الصحابة في بناء الأمة، مقدّماً لمحاضرته بأمثلة ونماذج من دور شباب الصحابة في بناء الأمة ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك البناء. وحضر الملتقى عددٌ من الطلبة من الصم والمكفوفين، وصُحبت بترجمة بلغة الإشارة. وقدّم صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان درعاً تذكاريًّا من لجنة الدعوة بأفريقيا لمدير الجامعة، كما قدّم الدكتور العقلا لسمو الأمير بندر بن سلمان هدية تمثّل عينات فاخرة من مطبوعات الجامعة، كما كرّم العقلا العلماء والدعاة المشاركين.