قال لي صديقي امتلك فيلا كبيرة ومزرعة وسيارات فارهة وأسافر دائماً وعندي برج سكني وعندي اراضي وتجارة رابحة وأصدقاء كثر ولكن تنقصني السعادة ولا أشعر بلذة لهذه الأشياء، قلت له يا صديقي ان هذه الأشياء التي ذكرتها هي لذة وقتية تستمتع بها لمدة معينة ولكن سرعان ما تصبح عادية جداً وتتحول إلى جزء من الأثاث الكثير لديك المنسي ، لا توجد علاقة بين الشعور بالسعادة والثراء ، وان السعداء يقومون بأشياء لا يفعلها الاشقياء أو هناك أناس لا يعرفون بالضبط ما الذي يدخل السعادة على قلوبهم وهناك أناس يعرفون ما الذي يبهجهم ويسعدهم ، ان تقوية العلاقة مع رب العزة والجلال هي السعادة الحقيقية التي تغمر القلب بالطمأنينة والروحانية والهدوء والسلام النفسي والوقوف على بابه والاتجاه إليه سبحانه وتعالى في كل وقت وكل حين. قال تعالى في محكم كتابه العزيز (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى) الليل5،7. وقال تعالى (الا بذكر الله تطمئن القلوب) الآية الرعد:28. وقال سيد الأولين والاخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها). وقال أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الا وان السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها على فانية لا ينفذ عذابها). وقال المثل: قوام السعادة في الفضيلة. وقال الشاعر : وقال أيضاً: وقال شاعر اخر: فاشكر الله عز وجل على نعمة الصحة فهي تاج تملكه ، فاذا كنت صحيحا معافى فهذا كنز كبير لاتعرفه الاعندما تفقده، وكما قيل الصحة تاج على رؤوس الاصحاء لايراه إلا المرضى. فيا سادة ياكرام دعونا نعلم ابناءنا وندربهم على النعم العديدة والاستمتاع بها فنقول لهم استمتع وأنت تشرب الماء والعصير فهذه نعمة وقل الحمد لله رب العالمين، استمتع وأنت تأكل وتتلذذ وقل الحمد الله ، استمتع وأنت ترى والدتك ووالدك واخوانك وقل الحمد لله على نعمة البصر، استمتع وأنت تسمع الاذان ونصائح ودعوة ولديك وقل الحمد لله على نعمة السمع، استمتع وأنت تنام وتتلذذ بالنوم فغيرك لا يستطيع النوم وقل الحمد لله على نعمة النوم، استمتع وأنت تصلي وتتحرك وتمشي وقل الحمد لله على نعمة الحركة، وقل الحمد لله على نعمة الاخراج من السبيلين فغيرك عنده فشل كلوي ، وقل الحمد لله على نعمة الاخراج، واستمتع وأنت تصلي وتذهب إلى المسجد في أمن وأمان وطمأنينة وتصلي مع الجماعة وتبتسم في وجه أخيك وتشكر الاخرين وتساعدهم وتتصدق فهذه نعمة وقل الحمد لله رب العالمين هذه هي أسرار السعادة وليس السعادة جمع المال والجري وراء اللذات المختلفة في الدنيا فهذه لذة مؤقتة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.