اتهم السودان جنوب السودان بتنفيذ أجندة خارجية محددة لتعطيل المفاوضات ومحاولة الانتقال بها لمجلس الأمن الدولي، يأتي هذا بعد تعليق جوبا التفاوض المباشر مع وفد الخرطوم احتجاجا على قصف جوي سوداني لبعض المناطق بولاية شمال بحر الغزال الجنوبية، الأمر الذي نفته الخرطوم. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح إن أجندة دولية تحدد مسار التفاوض للوفد الجنوبي، مضيفا أن جوبا تعول على مجموعات ضغط دولية (قوية ونافذة) لفرض مزيد من العقوبات على السودان (ليصبح لقمة سائغة لالتهامه). وأضاف أن وفد السودان الموجود بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا -حيث تجري المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي- تلقى مقترحاً من الوساطة الأفريقية عن إمكانية بدء المفاوضات حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأكد مروح للصحفيين أن طرفي التفاوض سيواصلان مباحثاتهما عبر الوسيط الأفريقي حتى مطلع أغسطس المقبل، رغم عودة رئيس وفد المفاوضات السوداني وزير الدفاع الفريق عبدالرحمن محمد حسين إلى الخرطوم للتشاور مع القيادة السودانية. بدوره اتهم محمد مندور المهدي نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) بولاية الخرطوم، جوبا، بالتعويل على استصدار قرار من مجلس الأمن ضد السودان (لكننا جاهزون لكل الاحتمالات). وأضاف أنهم تعودوا على العقوبات وتأقلموا معها ولم تعد مصدر تهديد للسودان، مستبعدا رغبة حكومة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في الوصول إلى حلول سلمية للقضايا الخلافية. وتابع أن الوفد الجنوبي يتخذ مواقف مختلفة (ينسحب من المفاوضات تارة ويعود أخرى بغية الوصول إلى نهاية مهلة مجلس الأمن الدولي). وكان متحدث باسم وفد جنوب السودان بالمفاوضات قال إن بلاده علقت المفاوضات الثانية المباشرة مع السودان. وأضاف أنه (لا يمكننا الجلوس معهم للتفاوض في الوقت الذي يقصفون فيه أراضينا). وأوضح أن الوفدين التفاوضيين سيعودان إلى أديس أبابا السبت تمهيدا لاستئناف المفاوضات الأحد، ولكنه أكد أن هذه المفاوضات لن تكون مباشرة بل ستتم عبر الوسطاء. من جانبه اتهم وزير الاتصالات بجمهورية جنوب السودان برنابا ماريل بنيامين بعض القيادات داخل النظام السوداني، بأنهم لا يريدون المفاوضات مع الجنوب و(لهذا السبب يقصفوننا). وتواجه الدولتان تهديدات بفرض عقوبات من الأممالمتحدة ما لم تسويا بشكل سلمي الخلافات بشأن الحدود والنفط والأمن في موعد أقصاه 2 أغسطس القادم.