كلما مضى يوم وحل آخر وقلبنا صفحات صحفنا المحلية برزت عناوين تفرقت في تبويب الصفحات بين خبر ومقال واستطلاع وتحقيق لكنها توحدت في المضمون متحدثة عن قضايا الشباب السعودي بين التعليم والتدريب والتوظيف موجهة اتهامات هنا وأخرى هناك البعض منها يشير إلى تقاعس القطاعات الحكومية في توفير فرص العمل للشباب فيما تتناول الأخرى غياب دور الشركات والمؤسسات الكبرى وتحديدا رجال الأعمال في منح الفرص المناسبة لهم لإثبات قدراتهم واستغلال طاقاتهم . وبين طرفي القضية يبقى الشباب السعودي تائها منتظرا فرصة وظيفية هنا أو تدريبية هناك تؤهله للعمل لكن القطاعات الحكومية وان كان لها أعذارها لارتباطها بميزانيات محددة ووظائف معينة لا تستطيع وحدها أن توفي بالوعود بتعيين جميع المتقدمين . أما رجال الأعمال فان كانوا يرون أهمية توفر العنصر الوطني فإنهم يسعون للبحث عن المؤهل علميا وعمليا وهذا ما يفقد الشباب السعودي حقهم في العديد من الوظائف بالقطاع الخاص. وبين غياب الشباب المؤهل وندرة الفرص الوظيفية بالقطاع الخاص برزت مبادرة “ باب رزق جميل “ التي وان جعلت شعارها “ خدمة الشباب وتأهيلهم “ فان الجملة التي تركها الشيخ عبداللطيف جميل رحمه الله والمتمثلة في قوله : “ لا تنس على الإطلاق أن الحياة لا تتعلق بك وحسب ، وإنما بما يمكنك أن تقدمه للآخرين “ شكلت الإستراتيجية الأساسية للمبادرات التي أطلقت. وفي تقرير وصلني مؤخرا أبحرت عبر مركبه متنقلا من ضفة لأخرى مستقرئا بين أجزائه مقلبا صفحاته لأجد أن جميع الأجزاء وان تنوعت محتوياتها لكنها اتفقت على هدف واحد وهو يقول “ هدفنا بحلول عام 2016 أن نتمكن من تحقيق 500.000 فرصة عمل ، وهو هدف طموح لكنه ليس بعيد المنال “ والواضح من خلال التقرير الذي اطلعت عليه أنه من الممكن الوصول إلى هذا الرقم وتجاوزه خاصة وان “ باب رزق جميل “ وزع مهامه ومسؤولياته بين “ توفير فرص عمل ، وتعليم ، وبرامج صحية واجتماعية ، ومبادرات فنية وثقافية ، ومكافحة الفقر “ وهي مجالات وان كان المجتمع بحاجة لتفعيلها من جانبي الدولة والقطاع الخاص فان باب رزق جميل اعتبرها مسؤولية ينبغي القيام بها. ورغم أن الحظ لم يحالفني بزيارة لأي من مكاتب “ باب رزق جميل “ للاطلاع عن قرب على برامج وخدمات البرنامج إلا أن ماحمله التقرير يؤكد بأن القلم الذي يدون اليوم كلمة مرتبطة برقم يبرز انجازا تم من المؤكد أن التاريخ لن ينساه. وأملي أن تنطلق المبادرات من هنا وهناك لخدمة شبابنا فهذه مبادرات “ باب رزق جميل “ أثبتت أن الشباب السعودي قادر على العمل وخوض غمار المهن بعد إعداده وتأهيله دون النظر لمستوى المهنة.