رعى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد المشرف العام على المراكز والمكاتب التعاونية للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ امس حفل افتتاح المقر الجديد للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي النسيم شرق مدينة الرياض. وقد القى آل الشيخ كلمة في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة استهلها بالتنويه بالنقلة الكبيرة التي شهدتها المكاتب التعاونية على مدار عقدين من الزمن أو ثلاثة عقود ، وقال: ان هناك فرقاً كبيراً بين عمل تلك المكاتب وبين مستواها ، وادارتها وتمويلها وطريقة أدائها وبين ما وصلت إليه اليوم في مثل هذا النموذج الكبير الذي رأيناه في العروض المرئية التي رأيناها أولاً بين هاتين الصورتين وفي هذا التاريخ الذي ليس بالقريب بثلاثين عاماً تقريباً نعظم الشكر والثناء لله - جل وعلا- الذي سخر عباده وسخر هذه الفئات الكثيرة والأعداد الكبيرة من المشايخ وطلبة العلم في تولي هذه المكاتب ثم أيضاً الجهات الحكومية المتعددة التي أسهمت في دعم هذه المكاتب ثم أيضاً المتبرعين من أهل الخير وأصحاب الأموال الذين رجوا ما عند الله فبذلوا ذلك. وأكد على معنى التكامل والتعاون على البر والتقوى للأمة فلا يمكن أن تنهض بجهد أفراد ولا بجهد مجموعة وفئة من أفرادها مهما كثر عددهم لابد من التعاون على البر والتقوى وهو المسمى في العلوم العصرية الادارية التكامل وهذا هو الذي به يحصل الناس على النتجة المرجوة تكامل كل ذوي القدرة مع بعضهم البعض بعمل متنوع وفريق ذوي اختصاصات مختلفة لانتاج المنتج ، أو الوصول إلى الهدف والنتيجة وهذا ظاهر في أداء المكاتب التعاونية للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات لأنها نتيجة لتكامل متنوع فالجهات الحكومية بجهدها ودورها وطلبة العلم والمشايخ المتفرغون لهذه المكاتب بجهدهم ودورهم والمتخصصون في الادارة بجهدهم ودورهم ، ، وهكذا إلى آخر فرد في منظومة العمل التكاملي في هذه المكاتب ، وهذا يعطينا نتيجة مهمة هي أننا لا يمكن أن نصل إلى منتج مفيد نافع للإسلام والمسلمين ، وفي أبواب الدعوة إلى الله تعالى إلا بهذا النوع من التكامل الذي ينسى فيه الفرد تحصيل مصلحة شخصية له ، أو ذكر له وإنما يسعى في منظومة الجماعة والإطار الكلي للأهداف. وأضاف قائلاً: إن الأمة الإسلامية وخصوصاً من في الجزيرة العربية وخصوصاً من في المملكة العربية السعودية متميزون نافعون ، آخذون بحق في رفع راية الاسلام ونشر هداية الكتاب والسنة ، فالدعوة إلى الله تعالى على منهاج سليم هي عمل الأنبياء ، والمرسلين قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) كما قال تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعاً إلى الله وعمل صلحاً وقال إنني من المسلمين) الدعوة إلى الله هي أعظم ما يتابع فيه ، وبه الأنبياء - عليهم الصلاة والسلم - ولذلك حصر في هذه الآية عمل الأنبياء في الدعوة (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله ) والدعوة إلى الله معناها شامل كامل يشمل الدعوة إلى العقيدة، ومحاسن الشريعة والالتزام بها في العبادات والمعاملات والعلاقات الاجتماعية والأخلاق، ويشمل الالتزام بها في القيم وما به يصلح به الانسان ، وما به وهذا يعزز فيه تحصيل القيم ومكارم الأخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم أو محاسن الأخلاق) هذا كله يشمل عمل هذه المكاتب ، وهذه من محاسن طلبة العلم والدعاة ، ومن تعاون معهم من المحسنين والإداريين في المملكة العربية السعودية أنهم اجتمعوا على هذا الخير العظيم الذي لا تجدون مثله في مكان اخر في مثل هذه الكثرة في أنواع هذه المكاتب ودعوة الجاليات للإسلام وتثبيت المسلمين على الحق والهدى في هذه البلاد. وأشار الوزير الشيخ صالح آل الشيخ إلى أننا في هذا العصر انتقلنا من دعوة من هم حولنا ، إلى الدعوة عبر الوسائل الحديثة مثل برامج الكمبيوتر التي تصل للناس كالانترنت ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، والاعلام الجديد إلى اخره انتقلنا إلى أبواب من الدعوة جديدة، كبيرة أصبح الناس في شرق العالم وغربه يكونون مع الدعاة في هذه البلاد ، وفي غيرها ، ومع المشايخ ويتابعون وهذا سيسرع كثيراً بوصول الدعوة الاسلامية، ووصول المنهج الصحيح إلى الناس في العالم أجمعه ، وهذا لا شك أن لأهل هذه البلاد الفضل الكبير بتوفيق الله لهم في هذا الصدد فنحن نهنىء أنفسنا بوجود هذا الجهد الكبير بيننا ونسأل الله - جل وعلا- القبول لما يقوم به العاملون في هذه المكاتب الدعوية بعامة. وشدد على أهمية الاستخدام التقني ، والاستفادة من التقنية الحديثة في الدعوة إلى الله ، حيث نخاطب اليوم العالم جميعاً بهذه الدعوة فلابد أن يكون هناك عناية أكبر بالتقتنيات وباستعمال الشبكة الانترنت ونحو ذلك وهذا إذا تحقق فإنه لابد من نقل التجربة من مكان إلى اخر ، منوهاً بالجهد الكبير الذي قام في هذا الشأن مكتب الدعوة في النسم، وهنا أسجل اعتزازنا بدور المكاتب التعاونية في عموم الرياض، وفي عموم مناطق المملكة لأن هذه المكاتب رغم ما يقال عنها هنا وهناك، ورغم ما ينسب إليها فإنها قد أدت دوراً نحن في وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بحكم أننا مشرفون على أعمال هذه المكاتب ومتصلون بها اتصالاً وثيقاً من حيث البرامج والأداء الاداري والمالي فإننا راضون ولله الحمد على أداء هذه المكاتب ، وهذا الرضا ناتج عن معرفة لحجم العمل الكبير الذي تقوم به هذه المكاتب لأداء رسالتها. وواصل القول: اليوم لا مكان للاستقلال بنوع من أعمال الدعوة، أو نوع من أنواع نشر الحق ، أو الانتصار له ، أو نوع من الأعمال التي تسهم في بث كلمة الله، وايصالها للناس القريبين والبعيدين لا مجال للانفراد ، لا يؤنسنا مطلقاً أن تقوم الوزارة فقط بالعمل بل لو شعرنا بذلك في يوم من الأيام فنحن على طريق الخطأ بل الذي يؤنسنا ، ويشعرنا بالعزة ، ويشعرنا بالقوة هو أن يكون هناك حراك دعوي كبير في كل مكان تنصر به كلمة الله - جل وعلا- ويعز به هذا الدين لأن وجود مؤسسات حكومية، وزارة ، أو هيئة أو أقل أو أكثر متنوعة في خدمة الشأن الإسلامي هذا واجب ، واجب على الدولة الاسلامية أن تقوم بذلك قدر الكفاية لكن وجود من يدعو إلى الله تعالى، ويصل إلى الناس هذا من الواجبات العامة التي يجب علينا أن نسهم فيها، ونساعد براءة للذمة، ونشراً لكلمة الله تعالى - جل وعلا-. وعاد الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ليؤكد على عظم مسؤولية هذه البلاد المباركة في خدمة دين الله ورسالة الاسلام والدور الذي يقوم به العاملون في المكاتب التعاونية لتبليغ دين الله، وقال مخاطباً إياهم: أنتم على خير عظيم ، وعلى إرث عظيم في جزيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه البلاد العزيزة وحول الحرمين الشريفين، وعليكم ما ليس على غيركم وعلينا ما ليس على غيرنا من الواجبات، والفقهاء يقولون في قواعدهم: (الغنم بالغرم) نعم ليس هناك غنم بلا ثمن ، فلابد من البذل، ولابد من العطاء وإذا كان الله - جل وعلا- جعلنا في هذا الزمن في هذا الوقت الذي تتلاطم فيه الأفكار وتتنوع فيه الأطروحات فإنه لابد لنا من حراسة كبيرة للعقل المسلم لأن اليوم هناك عصف بالقلوب من جهة الشهوات بأنواعها في الرجال والشباب، وأيضاً في النساء، ولكن هناك أيضاً عصف بالعقول على كل صعيد، صعيد القنوات الفضائية، وصعيد شبكة الانترنت ، و مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك على صعيد الصحف والمجلات ، والكتب التي تخرج والمنتجات الجديدة. وقال هذا كله فيه مهاجمة للشيئين الكبيرين العزيزين في الانسان وهما قلبه وعقله، القلب والعقل ولذلك حراسة القلب وحراسة العقل كانت هي وظيفة العلماء الذين ورثوا ميراث النبوة، فلابد من منهاج للعقل يفكر فيه ، واليوم هناك خلط كبير يعصف بالعقل أن يدرك معه طريقة التفكير السليمة في الأمور، وهذا يجعلنا لابد أن نفكر فرادى، هل ما يوجد صحيح، الطريقة سليمة أم ليست بسليمة لأن المرء إذا خلا بنفسه يرى أنه هناك تأثيرات على العقل وتفكيره السليم بطرق غير سليمة تجعل العقل لا يصل إلى الصواب في الأمور ، وعلماء الاجتماع ، علماء النفس يقولون العقل عقلان: (عقل للإنسان بنفسه، وهناك العقل الجمعي) العقل الجمعي الذي تعير فيه عقلك للآخرين ليضعوا فيه ما يريدون ثم بعد ذلك تكون معهم في تفكير جماعي لكن هو لو خلا بنفسه في وصوله وطريقة تفكيره وموازينه وما عنده لم يقر لنفسه بهذا النمط من التفكير، والعقل فيكون هناك التفكير الأكثر في العقل الجماعي وهذا يعطينا ولابد ضرورة المراجعة لكيفية صياغة عقول الناس. وفي هذا الصدد، عبر آل الشيخ عن خشيته أن يغلب صوت التعجل ، وعدم الحكمة على صوت الحكمة، وعلى عقل الحكمة، فيكون عندنا عقل جمعي غير حكيم في تصوره وشعوره وفي تعاطيه مع الأمور حاضراً ومستقبلاً، ومن أكبر ما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم ، وجعل وصفا له الحكمة وجاء ليعلم الحكمة أتاه الله الحكمة وجاء ليعلم الحكمة وأثنى الله - جل وعلا - على أهل الحكمة بقوله : (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) الحكمة ضالة المؤمن والحكمة يعطلها العقل الجمعي، ويعطلها التعجل، لذلك سمي العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه عن التهور، التهور في الكلمات، والتهور في الحكم ، والتهور فيما يخاطب به الناس، التهور في العمل لكن إنما نصل إلى أهدافنا ، وإلى نشر كلمة الله، وإيصالها للعالم أجمع، إذا أخذنا بما أمرنا الله - جل وعلا- من أن نكون على نهج نبينا صلى الله عليه وسلم ، متحلين بالحكمة وبفصل الخطاب. وختم المشرف العام على المراكز والمكاتب التعاونية للدعوة والارشاد كلمته قائلاً: أشكر مجدداً أصحاب الفضيلة أعضاء مجلس ادارة هذا المكتب وفضيلة مدير المكتب والاخوة القائمين عليه، وجميع العاملين معهم على هذا الجهد الكبير في نشر الدعوة، وتبليغ دين الله ورسالة الاسلام، كما شكر الاستاذ عبدالله بن عبدالرحمن النصيان لتبرعه بهذا المبنى وجهده في انجاح أعمال هذا المكتب ، وكل من ساند في دعم أعمال المكتب ، نسأل الله للجميع التوفيق. وكان الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة، أستهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى نائب رئيس مجلس ادارة المكتب عبدالله بن سليمان العميريني كلمة عبر فيها عن سعادته بمثل هذه اللقاءات والاحتفالات المباركة، ويزداد فرحاً وسروراً حين يقام صرح من صروح الدعوة ، ولمكاتب الدعوة التعاونية في هذه البلاد المباركة مكانة في النفوس فقد أينعت ثمارها وشمل خيرها القاصي والداني ، وما مكتب الدعوة التعاوني بالنسيم إلا واحد من هذه المكاتب الذي يؤدي رسالة حملها على عاتقه تجاه أهل الحي، والوافدين ، وإن من نعم الله العظيمة على المسلم أن يعمل في الصوارف ، ليؤصل هدياً من هدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو يمنع ظاهرة من الظواهر المخالفة لشرع الله أو يقلل منها أو ينير طريقاً لمن كان يعيش في ظلمات الجهل والكفر. واستعرض بعضاً من انجازات المكتب منذ أن افتتح عام 1413ه حيث يأتي في مقدمة هذه الانجازات اسلام ما يقارب من خمسة عشر ألفاً من مختلف الجنسيات، كما أسلم (1850) صينياً عن طريق قسم جاليات الصينيين الذي أفتتح حديثاً في المكتب ، كما تم تنظيم مجموعة كبيرة من البرامج الدعوية المتنوعة من محاضرات ، وكلمات وعظية، ودروس بلغ عددها (18945) برنامجاً، إلى جانب تنظيم (25) رحلة حج ، و (158) رحلة عمرة، وتم تفطير (1000) صائم كل عام ، وشارك المكتب في المعارض التي تقيمها الوزارة ، ونظم المكتب ملتقيين في عام (1430ه/ 1431ه) ولقيا إقبالاً كبيراً من شرائح المجتمع وحضره ما يقرب من (400) ألف وتنوعت برامجه من علمية وترفيهية ورياضية وشارك فيه نخبة من ذوي التخصصات المتنوعة ،والمكتب يشرف على طلاب المنح في الرياض، وللمكتب اسهامات وبرامج متنوعة للمرأة والقسم النسائي يقوم بمهامه ، وكان من آخر أعماله (حملة العفة) التي شرف المكتب يتنظيمها، وتعميمها بناءً على موافقة الوزارة لمكاتب المملكة لأهميتها. ورفع الشيخ العمريني الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للدعم السخي الذي أمر به والمتمثل في منح مراكز ومكاتب الدعوة والارشاد بوزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ، والبالغ (ثلاثمائة مليون ريال ) لدعمها في تنفيذ رسالتها الدعوية ، وتبليغ دين الله، وقال : كان لهذا الدعم أثر فعال في المكتب ، وغيره من المكاتب حيث أعطى دفعة قوية لهذه المكاتب ..كما نشكر دعم الوزارة ممثلة بوزيرها ، وللأيادي المحسنة المتقدمة واللاحقة اليوم وفي كل يوم دعاء، ، وجزى الله الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن النصيان على تبرعه بهذا المبنى الجديد، وجعل ذلك التبرع نوراً يستضيء به يوم القيامة ووالديه.عقب ذلك ، قدم عرض مرئي عن المقر الجديد للمكتب ، وأنشطته وبرامجه المختلفة، ثم ألقيت قصيدة، بعدها دشن الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الموقع الالكتروني للمكتب ، ثم ألقى كلمة بمناسبة الافتتاح بعد ذلك كرم الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الداعمين والمتبرعين ، والمؤسسات الخيرية ثم تسلم معاليه هدية تذكارية من المكتب قدمها فضيلة عبدالله العميريني وقد شهد حفل افتتاح المكتب اسلام ثلاثة أشخاص من الجنسية الفلبينية.