حث معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على استثمار وسائل الاتصال الحديثة كالقنوات الفضائية والانترنت والبرامج الإلكترونية لإيصال الدعوة إلى الله لتكون لبنة لوصول الخير إلى جميع المتلقين . وقال معاليه لدى افتتاحه امس أعمال الندوة الأولى « المواقع الدعوية السعودية الإلكترونية « التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعنوان « نحو مستقبل أكثر تأثيراً « في الرياض « إن الدعوة إلى الله هي سمة وعمل الأنبياء والمرسلين بتكليف من الله جل وعلا ، فالرسالة دعوة والنبوة دعوة ( قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ) فالدعوة إلى الله تعالى أن يحبب هذا الدين الذي هو دين الله تعالى بالطرق المختلفة بكل وسيلة مباحة تنفع الناس وتجعلهم يحبون هذا الدين ويقربون إلى الله جل وعلا وهذا لاشك أنه من أعظم القربات إلى الله تعالى أن يكون المؤمن يسعى لتحبيب الناس في هذا الدين وهذه الملة وإتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم « . وأضاف إذا كانت الدعوة في الماضي لها أسلوبها ولها طريقتها وميادينها ونواديها وغرفها وكانت لها حواضرها فإن هذا العصر جاء فيه أشياء جديدة ووسائل مختلفة فصار أمام الدعاة خيارات إما أن يقتصروا على ما كان من قبل من الدعوة في المساجد وفي المحاضرات وفي النوادي الثقافية وفي المجالس الأسبوعية والدروس العلمية وما شابه ذلك وإما أن يكونوا سباقين إلى أن يخاطبوا الناس في كل مكان يجتمعوا فيه والثاني هو المتعين لأن الدعوة إلى الله المقصود منها أن تغشى في أماكن تجمعاتهم لإبلاغهم رسالة الله سبحانه وتعالى وهذا ما كان الأنبياء والمرسلين يذهبون إلى الناس ليبلغونهم رسالة الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن . وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية حرص الوزارة على دعم ومساندة كل من له قدرة إلى إيصال الدعوة عبر القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية للمتلقين ، لافتاً إلى أنه من هنا جاء اهتمام كثير من الدعاة إلى الله تعالى في المملكة العربية السعودية بالدعوة عبر القنوات الفضائية والانترنت بإنشاء مواقع للدعوة كالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي أنشأت مواقع لتعليم القرآن الكريم والمراكز والمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد أنشأت مواقع لتبليغ الدعوة إلى الله إلى جانب أنشاء المؤسسات الخيرية مواقع في الانترنت للدعوة إلى الله والتعريف بالإسلام على اختلاف التخصصات بين الرجال والنساء مع أنشأ أفراد تقدر لهم خطواتهم وجهودهم مواقع دعوية في ذلك بهدف أن يصل إلى الناس بالدعوة إلى الله تعالى . وأوضح معاليه أن هذه الندوة جاءت لجمع هذا الجهد بالقائمين عليه ليتعرف بعضهم على بعض عن قرب ويناقشوا أمورهم في هذا الصدد , مشيراً إلى أن هذه المواقع مختلفة في الصغر والكبر والحجم والمادة العلمية والنشاط والقدرة ومن هذا المنطلق جاءت هذه الدعوة للندوة ليتكامل الإخوة وترعى الوزارة هذا التكامل ، لافتاً إلى أن جميع من يقوم على هذه المواقع من محبي الخير والصلاح والفلاح . وبين معاليه أن هذا العصر فيه صراع كبير وحروب فكرية متنوعة يقف أمامها طالب العلم والداعية متأملاً وملتمساً طريق الصواب ، مؤكداً على أنه لابد من ملاحظة أمور مهمة في هذا الصدد كالمحافظة على منهج القرآن والسنة الداعيان إلى المحافظة على العقيدة الصحيحة وما تشتمل عليه من أبواب في الاعتقاد في السلوك والعمل والسنة النبوية المطهرة وكمال في العلم والخلق والتعامل وما كان عليه السلف الصالح وأئمة الإسلام لتكون الرائد والهدف الذي نحافظ عليه ، منوهاً على عدم ترك المنهج الصحيح بوجود هذه الوسائل الحديثة وأن العقبة الثانية التي يقف أمامها الدعاة وطلبة العلم الصراع بين التفكير والعاطفة والصراع بين ما يحرك به العقل وما يحرك به القلب وهو أن نكون عاطفيين أو نكون عقلانيين ، موضحاً أن المخرج بين هذا وذاك هو أن لا يطغى سلطان العقل ولا يترك صلاح القلب والتمسك بالعبادة لأنه لا يمكن للعقل أن يكون متبعاً صالحاً نافعاً إلا أن يكون القلب صالحاً متعبداً متمسكاً . وأكد أهمية المحافظة على القيم والأخلاق في التعامل بالإنترنت والدعوة في المواقع بعامة والمشاركات الفردية ، داعياً كل مهتم بالعلم وبالدعوة إلى الله أن يدعو كل قادر إلى أن يكون له مشاركة عبر الانترنت سواء في مواقع مستقلة أو في الإعلام التفاعلي الجديد / الفيس بوك وتويتر / ملتزماً بآداب وأخلاق الإسلام في السر والجهر . ودعا معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ إلى التحلي بالخلق الإسلامي الرفيع والصبر وانتقاء الكلمة الحسنة والحوار العالي الجيد ، مستدلاً بحوار الرسل عليهم السلام مع منكري الإلوهية ومع منكري الرسالة والبعث بأن كلامهم كان بالحسنى امتثالاً لقول الله تعالى : { وقولوا للناس حسنا } . وأشدد معاليه على المواقع الدعوية بالحرص في اختيار من يجيب الناس كذالك المواقع التفاعلية وأن يكونوا على مستوى من الدراية ولو تطلب ذلك تنظيم دورات لهم في الحوار وانتقاء الكلام والحرص على ما هو أحسن ، مؤكداً أهمية أن يجاب على الأسئلة المطروحة بروية وتأني ، لافتاً إلى أن المواقع الدعوية السعودية على الانترنت تحظى بثقة واهتمام المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة لان العالم كله والشباب الإسلامي يثق بهذه المواقع وما يصدر عن هذه البلاد ، وينظر إلى القائمين على هذه المواقع نظر المتلقي غير المتردد إلى جانب نظرهم إلى طلبة العلم والدعاة والمواقع الدعوية السعودية بالإتباع في كثير مما فيها وهذا يعطي المسؤولية .