كثير من الناس هذه الأيام هداهم الله يبحثون عن الفائدة الدنيوية ويلهثون وراءها فتجدهم يتقربون للانسان الغني والذي عنده مركز والذي عنده تأثير فتجدهم يكثرون عليه الزيارات والاتصالات والتهاني في كل مناسبة وينسون أقرباءهم وأهلهم والفقير والمسكين لاعتقادهم أنهم لايحصلون منهم على فائدة دنيوية. قال تعالى في محكم كتابه العزيز (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً) الاسراء: 26. وقال تعالى (وبالوالدين احساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً) النساء: 36 وقال سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء) الحديث. وقال سيد الأولين والاخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب ، الجد محبوسون ، غير ان اصحاب النار قد أمر بهم إلى النار) . وقال الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: النفس تجزع ان تكون فقيرة والفقر خير من غنى يطغيها وغنى النفوس هو الكفاف وإن أبت فجميع أهل الأرض لا يكفيها وقال حكيم : الفقراء الذين يتبادلون الحب هم الأغنياء الحقيقيون . وقال حكيم آخر: لا مال أفضل من العقل ولا فقر أسوأ من الجهل. روي ان عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قدمت عليه عِير من اليمن ، فضجت المدينة ضجة واحدة، فقالت عائشة رضي الله عنها: ما هذا ؟ قيل لها: عِير قدمت لعبدالرحمن بن عوف ، قالت: صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فبلغ ذلك عبدالرحمن فسألها، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اني رأيت الجنة فرأيت فقراء المهاجرين والمسلمين يدخلون سعيا، ولم أر أحداً من الاغنياء يدخلها معهم إلا عبدالرحمن بن عوف يدخلها معهم حبواً). فقال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: ان العير وما عليها في سبيل الله، وان أرقاءها أحرار لعلي ادخلها معهم سعيا. ما اعظمه من درس للمسلمين. وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين رجل اتاه الله القرآن، فهو يقوم به اناء الليل واناء النار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل واناء النهار) متفق عليه. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي الدرهم ، فيا سادة ياكرام دعونا نعلم ابناءنا حب الفقراء والمساكين والتقرب منهم والسؤال عنهم ومجالستهم ونذكرهم بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (يدخل الفقراء الجنة قبل الاغنياء بخمسمائة عام) رواه الترمذي. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.