قام جون ماكين المرشح الجمهوري لرئاسة الولاياتالمتحدة بجولة في عدد من الدول العربية واسرائيل ودول اوروبية ليؤشر ذلك الى انه الرئيس الأمريكي القادم حيث تركزت تصريحاته حول عدم الخروج على النهج السياسي للرئيس جورج بوش خصوصاً تأكيده بأنه من الضروري استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق الى ان يتمكن العراقيون من الدفاع عن بلدهم، ظل السجال دائراً بين مرشحي الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي للفوز بترشيح حزبهم لمنصب رئاسة البلاد مع مطلع عام 2009م ومعروف ان انتخابات الرئاسة الأمريكية تتميز بتقاليد تتفرد بها عن مثيلاتها في الدول الغربية، حيث تبدأ الانتخابات بعرض المرشح برنامجه مباشرة على المواطنين من خلال تجمعات تعقد لهذا الغرض ويعتبر رد فعل المواطنين مؤشراً على دعم مرشحهم.. غير ان كل ذلك لا يعني ان المرشح قد ضمن النجاح للوصول الى كرسي الرئاسة لأن أمامه مراحل يتحتم عليه ان يقطعها وصولاً الى اللجنة العليا داخل حزبه وهي اللجنة المكونة من ثمانمائة من كبار اعضاء الحزب مشكلة من محامين ورجال أعمال ورؤساء مؤسسات اعلامية واجتماعية. تعرض على اللجنة نتائج الجولات الانتخابية للمرشح لتتم دراستها وتقويم نتائجها وأي من المرشحين تميل كفة اللجنة لصالحه يصبح هو مرشح الحزب للمنافسة على منصب الرئاسة مقابل مرشح الحزب المنافس والذي يمر بنفس المرحلة وبذلك يصبح لكل من الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي مرشح واحد يتنافس مع المرشح الآخر على منصب الرئاسة في المرحلة النهائية من الانتخابات التي يكون الحكم الفصل فيها أصوات الناخبين عبر صناديق الاقتراع. ومن خلال استطلاعات الرأي التي تسبق عادة اجراء الانتخابات بدا واضحاً ان (المرشح الجمهوري) جون ماكين هو الآوفر حظاً في الوصول الى منصب الرئاسة فالرجل يتمتع بخلفية قانونية وسياسية عالية الى جانب انه حارب مع قوات بلاده في فيتنام، كل تلك امور يأخذها الناخب الاميركي في حسبانه لاسيما فيما يتعلق بوعوده بمعالجة البطالة بإيجاد مزيد من الوظائف ومعالجة الركود الاقتصادي الذي بات يشكل ضغوطاً على قيمة الدولار في مقابل قيمة العملة الأوروبية (اليورو) والين الياباني وتلك من الأمور التي تهم المواطن الأمريكي أكثر من اهتمامه بسياسة بلاده الخارجية التي لن تتعرض للتغيير من قبل الرئيس الجديد.