ليسمح لي الإخوة أعضاء موقع مكاوي ومتجر «قبلة الدنيا» في استعارة شعارهم وتحويله إلى عنوان لمقالي لهذا الأسبوع بعد أن وجدت في شعارهم إجابة وافية لكل سؤال طرح علي من قبل بعض الإخوة الأتراك من الإعلاميين والتربويين الذين سألوا عن تراث مكةالمكرمة وحرف أهلها وظنوا أني مالك لإجاباتهم بشكل دقيق وموثق. لكن توقعهم لم يكن في محله فمعلوماتي شحيحة وثقافتي ضعيفة وأسئلتهم كثيرة وما يريدونه لا وجود له سوى بمكتبات متخصصة ومؤلفات موثقة تضم بين صفحاتها كلمات تحكي وصوراً تروى ماض غدا وحاضر يبتسم غير أن المكتبات وان ضمت بين أرففها مايريدون فإنهم لن يجدوا ما يروي ظمأهم ويشفي شوقهم. وبين حيرة تملكتني وموقف صعب عشته تذكرت كلمات سمعتها وأخرى قرأتها عن مجموعة من أبناء مكةالمكرمة حملوا على عاتقهم خدمة تراث مكةالمكرمة وتوثيقه لا بموقع اليكتروني يفتح أمام الأعين ويغيب عن اللمس فتذكرت «متجر قبلة الدنيا» وما سمعته وقرأت عنه كمتجر متخصص في التراث المكي ينقل لجيل اليوم ذكريات مضت عن أسواق تجارية غابت مع الأيام وأزيلت مع التوسعات كانت مجاورة للحرم المكي الشريف تضم بداخلها أقمشة وملابس وهدايا ترمز للطابع المكي بشتى صوره. وأدى غياب هذه الأسواق إلى تغييب الكثير من الحرف والصناعات التقليدية المكية التي وان نراها بين الفينة والأخرى فان وجودها يكون منحصرا بالمهرجانات والملتقيات لا داخل أسواق ك «خان الخليلي» في مصر أو «السوق المصري» أو ما يعرف ب «السوق المغطى» في «اسطنبول». والوصول إلى «متجر قبلة الدنيا» وان كان حلا بالنسبة لي لكنه ليس بالحل الأمثل والأوثق مالم أكن مدركا أنه قادر على توفير الإجابات على التساؤلات التي طرحها الإخوة الأتراك والتي قد يطرحونها بحثا عن معلومة موثقة. وقبل أن أدلف إلى «متجر قبلة الدنيا» وقفت أمام بابه ناظرا للوحته فتذكرت حينها سويقة والجودرية والمدعى وسوق الليل والسوق الصغير وأسواق عدة كنت أمر أمامها في صغري وأزورها في شبابي فأرى العطار جالسا وسط الأعشاب يداوي المرضى وبائع الأقمشة يفرش لفة قماشه على طاولة وبائع « الغبانات» يلف غبانته بشكل أنيق إنها صور مرت أمامي سريعة لأدخل إلى محل صغير في مساحته كبير في محتوياته وقبل كل هذا منقذ للحائرين أمثالي أمام ضيوفهم القادمين من خارج المملكة. وان كنت واقعيا أكثر فإنني أقول إن ما رأيته قد أجاب على أسئلتي قبل أن يجيب على أسئلة ضيوفي الذين رغبوا في التعرف على تراث مكةالمكرمة وصناعاتها التقليدية فهنيئا لأم القرى بأبنائها المخلصين الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم ليحفظوا لهذا البلد الأمين تراثه وشكر خاص لأخي العزيز الأستاذ حسن مكاوي الذي تكفل بالشرح عن أدق التفاصيل ومنحني من وقته فرصة للتعريف بالمتجر ومحتوياته وشكر آخر لأخي الأستاذ أسامة بامعلم الذي أكد على أصالة أبناء مكةالمكرمة في استقبال ضيوفهم. وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم فيما قدموه ويقدمونه لأم القرى وأبنائها.