شنت شبكة السنة النبوية هجوما على ملتقى النهضة الذي كان مقررا عقده في الكويت وتم منعه مؤخرا بسبب الاسماء التي يقوم عليها الملتقى. واصدر موقع شبكة السنة النبوية وعلومها والذي يشرف عليه عضو مجلس الشورى الاستاذ الدكتور فالح الصغير قال فيها فلم يك خافيًا ما ظهر في الأيام الماضية من الحديث عن الملتقى المسمّى ب «ملتقى النهضة» والذي أقيم منه نسختان الأولى في البحرين، والثانية في قطر، والمزمع أن يقام الثالث في الكويت، ومنعته السلطات الكويتية. ومن خلال الاطلاع على موقع الملتقى الإلكتروني، وما حواه من بيان عن أهدافه الملتقى، وموضوعاته، والمشاركين فيه، وتاريخهم وتوجهاتهم، والشريحة المستهدفة، وآلية الطرح، وبعض ما طرح في القياديين السابقين وغيرها، تبين لشبكة السنة وعلومها عدة أمور يلزم بيانها، أداءً للأمانة، وقيامًا بالمسؤولية ، وبراءة للذمة، ووفاء لحقوق الأمة. ان الملتقى حدد أهدافه ب «تعريف المشاركين برواد العمل النهضوي». وهنا نتساءل مَن هم رواد العمل النهضوي؟ والجواب من خلال طرح الملتقى لأوراقه، هم أفراد من تيارات وطوائف متناقضة لا يجمعها إلا تنحية الدين عن مرجعية هذه الأمة والمطلع على ما قدّم في النسختين السابقتين يتضح له ذلك جليا. واضاف البيان ان الامر الثاني يتحرر مما سبق أن لهذا الملتقى أهدافًا يمكن تفصيلها هي هدف ديني ويتمثل في إبعاد مجتمع الخليج بعامة والسعودي بخاصة عن مرجعيته الشرعية العلمية القائمة على الكتاب والسنة، لتكون المرجعية لهذا الخلط العجيب. والثاني هدف سياسي: محاولة تغيير القيادات السياسية وتنحيتها، والسعي لذلك، ابتداء بالمفاهيم، ثم الثورات المبنية عليها. والثالث هدف فكري:ويتجلى ذلك في أمرين الاول إفشاء الشبهات والشكوك في المجتمع عن طريق الشريحة الأولى المستهدفة من الشباب والفتيات، ومن ثم اتخاذهم وسيلة لأي عمل يراد. والثاني خلخلة المفاهيم والثوابت المستقرة المبنية على هذا الدين ليحل محلها مصطلحات ومفاهيم يتلاعب في تصويرها مثل: الديمقراطية، الدولة المدنية، الحريات قبل الشريعة وغيرها. واكدت شبكة السنة أن هذا الملتقى يغطي بغطاء ديني لثقافات متعددة، وهذا مما يزيد في اللبس، والتشكيك، والتضليل للشباب والفتيات ليخرج المنتج خليطًا لا يمكن فهمه إلا لإبعاد الإسلام عن شؤون الحياة المختلفة، وهذا هو المفهوم العام (للعلمانية). وانتقد البيان تسمية الملتقى بالنهضة قائلين إن إلباس هذا الملتقى بهذا المسمى (النهضة)، وهذا من التلبيس على المفاهيم، فالنهضة الحقة كما قامت في تاريخ الإسلام والمسلمين منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا الحاضر إنما قامت على الوحي (الكتاب والسنة) وعندما ابتعدت عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في حقب متفاوتة ماذا كانت فأي نهضة تراد بهذا الملتقى المجتمع من هذا الخليط كله ؟!. ونبه البيان ان الشريحة المستهدفة كلها من الشباب، ومن المقرر أن تكون في ملتقى مغلق مع هؤلاء (رواد النهضة!!) فما المراد أن يخرجوا به؟ وهم يتلقون خلخلة المفاهيم، وزعزعة الثوابت، وكيفية التغيير، ومواجهة مكافحة الشغب؟! ومن العجب أن هذا الملتقى يأتي في هذا الزمن الحرج الذي يقتل فيه أبناء المسلمين في سوريا، ويمتحنون في دينهم، وتنتهك أعراضهم، ويقضي على مقدراتهم ويسام الشيوخ والأطفال والنساء سوء العذاب، وفي الوقت نفسه يعيش هؤلاء في أرقى الفنادق، وتعقد الجلسات المغلقة، وتبذل الأموال الطائلة، مع من يسند القتلة في سوريا ويشجعهم من أبناء بعض الطوائف فما هذه المتناقضات العجيبة؟ التي تريد تصنع التغيير في مجتمعات الخليج. ولذا؛ فليس العجب من كل فرقة أو طائفة تحمل أجندتها وتسعى لأهدافها، فالقارئ للتاريخ الماضي والحاضر يرى ما لا يحصى من هذا السعي، لكن العجب أن يلبس هذا الفعل بلباس ديني، شرعي ليخرج بثوب ظاهره اللمعان، وباطنه السموم المتنوعة.ومما يذكر هنا تحذير ربنا عز وجل من مسجد الضرار رغم أنه مسجد وليس معبدًا ولا مرقصًا. وختمت شبكة السنة النبوية وعلومها بيانها بعدة توصيات منها تحذر عامة المسلمين والشباب والفتيات بخاصة من هذا الملتقى وأمثاله، لما يحتوي من الأهداف المشبوهة، والأغاليط والشبهات. والتوصية الثانية حث أهل العلم والمنتسبين للدعوة أن يقوموا بواجب المسؤولية والأمانة ببيان الأصول الشرعية، والثوابت والمرتكزات المصلحية، والدعوات المغرضة. والتوصية الثالثة دعوة أصحاب الملتقى إلى العودة الراشدة، والخوف من الله تعالى، والنظر في المغبة وعواقب الأمور، والبُعد عن الذاتية المتينة، والتعمق بالنظر المصلحي، والمقاصد الشريعة قبل فوات الآوان، وحساب العدة ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.