شاركت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) في فعاليات “منتدى أبها للاستثمار” في نسخته الثانية الذي عقد برعاية صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، وحمل هذا العام شعار “عسير الريادة والتنوع الاستثماري”، وذلك في قصر أبها في المملكة العربية السعودية يومي 28 و29 مارس الجاري. وقدمت “جويك” ورقة العمل بعنوان “مستقبل الصناعات التعدينية والفرص الواعدة في منطقة عسير” ضمن محور جلسة الصناعات التعدينية في المنطقة، ركّز فيها الأمين العام للمنظمة الأستاذ عبدالعزيز بن حمد العقيل على دعم الجهود كافة التي تهدف إلى إيجاد المزيد من الفرص الاستثمارية في المنطقة لتعزيز الأداء الاقتصادي فيها، خصوصاً في مجالي صناعات المواد المعدنية ومواد البناء، بناء على توفر المواد الخام والأسواق فيها. كما تضمنت ورقة “جويك” عرضاً مفصلاً للمنتجات المصنعة في عسير خلال العام 2011، فأشارت إلى وجود 134 مصنعاً في المنطقة باستثمارات إجمالية قُدرت بحوالي 875 مليون دولار أميركي. وتوزعت الاستثمارات على المعادن اللا فلزية من خلال 49 مصنعاً، باستثمارات قدرت بحوالي 337.3 مليون دولار، والأطعمة والمشروبات (20 مصنعاً) باستثمارات بلغت 311.9 مليون دولار، ومنتجات النسيج والجلود بلغ حجم استثماراتها 9.5 مليون دولار من خلال 4 مصانع. وبلغت الاستثمارات في مجال الصناعات الورقية المختلفة 73 مليون دولار عبر 3 مصانع. أما المنتجات القائمة على النفط فتبلغ استثماراتها 1.8 مليون دولار عبر مصنعين، في حين سجلت الصناعات الكيماوية 85.3 مليون دولار مع 13 مصنعاً، وكانت حصة المطاط والبلاستيك 12.9 مليون دولار من خلال 7 مصانع. أما المعادن الأساسية والمصنعة فبلغت استثماراتها في عسير 35.8 مليون دولار عبر 28 مصنعاً. في حين كانت الاستثمارات في صناعة المفروشات 2.8 مليون دولار من خلال 4 مصانع، وكانت صناعة المعدات وآلات التصنيع الأقل استثماراً مع 1.4 مليون دولار عبر مصنعين، إضافة إلى وجود صناعات مختلفة غير محددة بلغت استثماراتها 2.9 مليون دولار. وبناء على هذه المعطيات كشفت “جويك” عن وجود نقص في الاستثمارات في المجال الصناعي في المنطقة وخصوصاً ضمن قطاع المعادن والكيماويات والمطاط والبلاستيك، ومع ذلك ترى المنظمة أن الصناعات التي تعرف بالصناعات اللا فلزية تبقى المسيطرة في عسير. كما سلط الأمين العام للمنظمة الضوء في معرض حديثه على السيناريو الحالي لكيفية استغلال المعادن في منطقة عسير، وفي المقابل قدم اقتراحات جديدة لمستقبل الاستفادة الصناعية من هذه المعادن، لافتاً إلى أن المجال رحب لتوسيع صناعة الإسمنت ومواد البناء في عسير عبر الاستفادة من الحجر الجيري المحلي، إضافة لإمكانية إقامة المزيد من الصناعات لإنتاج الزجاج باستغلال المواد الخام المحلية. وطرحت الورقة كذلك إمكانية استخدام الجبس لصنع الديكورات والجدران والأسقف، واستخدام الطين لإقامة صناعات خزفية، هذا إلى جانب الاستفادة من الرخام وأحجار أخرى، مع إمكانية تأسيس صناعات قائمة على بعض المعادن التي تحتاج إلى أن تدرس بعد التأكد من احتياطياتها والجودة مثل: الألومنيوم، التيتانيوم، النحاس، الزنك، التنجستن، الذهب، الفضة. وعن دور “جويك” في تفعيل هذه الاقتراحات قال الأمين العام أن المنظمة بإمكانها أن تساعد على “تحقيق مزيد من التطوير في مجال المعادن اللا فلزية، وإعداد دراسة لقطاع صناعة مواد البناء لمنطقة عسير، والمساعدة في تنمية الصناعات المعدنية الفلزية بما في ذلك الاستكشاف والاختبار والتعدين، والمساعدة في تنمية الصناعات المعدنية بما في ذلك تحديد المعادن والاستشراف وإعداد التقارير”. يذكر أنه عرض في المنتدى العديد من الفرص خاصة بمنطقة عسير التي تعتبر المنطقة الثالثة تجاريا على مستوى المملكة، وتمتلك فرصا استثمارية مشجعة للمستثمرين. حيث أن من أهداف المنتدى إيجاد عملية تكامل اقتصادي في المنطقة من خلال الربط بين المشاريع التي تم أو سيتم إطلاقها للاستثمار، وتشجيع إنشاء المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة المتخصصة وتعزيز وتوفير المناخ المناسب لجذب الاستثمارات إلى المنطقة.