يحرص الأطفال من زوار مهرجان ربيع الرياض الثامن، بمن فيهم أطفال مركز التأهيل الشامل، على ارتياد “المرسم الحرّ” الذي هيأته أمانة منطقة الرياض ضمن فعاليات المهرجان لهذا العام ، ليشاركوا بطفولتهم البريئة في رسم “لوحة الحب والوفاء” الموجهة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) الذي عشق الجميع أبوته الحانية. وتسابق الأطفال بكل نشاط على لوحة الوفاء، للتعبير فيها بألوان الرسم عن حبهم للملك عبدالله بن عبدالعزيز ( أيده الله) وحب الوطن، وكأنهم فراشات اشتاقت إلى زهور الربيع التي تحف المكان من جميع جهاته لتمتص من رحيقها الشذى، وتعطر به أركان كرنفال الرياض الذي يزهو مع كل قطرة تنهمر من السحاب المتخم بخيرات الله. وبكل شغف أخذت الأنامل الصغيرة بنين وبنات عُلب الألوان والورق، وانهمكوا جميعاً بتلوين رسومات لوحة الوفاء، ولوحات الطبيعة والرسائل التوعوية التي أعدها مشرف المرسم مكي الحارثي، ليقوم كل طفل بتلوينها وفق رؤيته الخاصة، وينثر فيها إبداعات بكل أريحية دون أي تأثير أو توجيه على مخيلته البكر. وتحدث الحارثي عن عشق الأطفال مابين سن الثالثة والرابعة للرسم والتلوين الذي يفوق نظرائهم الأكبر سناً ، خاصة ما يتعلق بالطبيعة والرسوم الكارتونية، مبيناً أن البنات من هذه الفئة العمرية يتفوقن على البنين في التفاعل مع الرسم بنسبة 65%، وذلك عبر ما يوزع يومياً في المرسم من أوراق رسم تصل إلى 1000 ورقة. وحلق خيال الأطفال ممن هم في سنّ السابعة في سماء مهرجان ربيع الرياض، ليرسم صور معبرة عن فعاليات المهرجان الذي يستمتع الزوار فيه بأجوائه الخلابة، فعلى إحدى طاولات المرسم أخذ الأطفال يلونون بكل نشاط الرسومات المطروحة أمامهم، في حين أصر بعضهم على إفساح المجال لمخيلتهم للتعبير بالألوان المائية عن عشقهم للطبيعة، والدخول برسوماتهم في مسابقة الأطفال التي هيأتها الأمانة لأجمل رسمة عن المهرجان. الملفت للنظر، أن مرسم الأطفال، لم يقتصر الإبداع فيه على الورق، بل تجاوز ذلك إلى صناعة الحوار بين الأطفال من جميع الجنسيات المختلفة التي حضرت للمهرجان، حيث تبادل الجميع الفرح والسرور بالرسم، وكل طفل عبّر بمخيلته عما في خلجاته، فبرزت على إحدى الطاولات طفلة من الفلبين، ترسم لوحتها، وقد أمسكت بالألوان بكلتا يديها ، وتقول بلغة الطفولة : أنا هنا في السعودية أرض النخيل، وهنا بلدي الفلبين ومدينتي التي أعيش فيها وسط جزيرة تحيط بها المياه، أنا أحب السعودية وأحب الزهور. وفي الطاولة الأخرى التي اكتظت بالأطفال، جلست طفلة تنقش بأناملها الرقيقة لوحة فنية عن جمال الطبيعة التي تشكلت من الورود، وخضرة الأرض، والسحب الممطرة، والأطفال الذين يلهون بالبالونات على البساط السندسي الأخضر، في حين عبرت طفلة أخرى عن سعادتها بحضور مهرجان ربيع الرياض، في لوحة رسم مزجت بألوانها ما بين عشقها للورود وتفاعلها مع نشاطات الأطفال المنتشرة في المهرجان. وعبرت أمهات الأطفال اللاتي حضرن مع أبنائهن للمرسم، عن سعادتهن باهتمام أمانة منطقة الرياض بالأطفال وتنمية مواهبهم والسماح لهم بالمشاركة المباشرة في هذا المهرجان عبر المرسم والمسرح، والفعاليات الأخرى، إضافة إلى الاهتمام بهم من خلال اختيار الرسائل التوعوية المناسبة لهم من أجل غرس حب الزهور في قلوبهم وتوجيههم للمحافظة على البيئة، أكدت أن الطفولة وإن نأت السنين عن خصب مراتعها تظل قلوب الكبار في حنين وشوق لها. من جهة أخرى استمتعت أعداد كبيرة من الأطفال برفقة أمهاتهن بفعاليات المسرح الذي فاضت بهم المدرجات حيث قدم العديد من الأناشيد والمسابقات المتنوعة التي رصدت لها أمانة منطقة الرياض العديد من الجوائز من أجل إثراء حصيلة الطفل بالمعلومات في جو من المتعة والفائدة. حيث تفاعل الأطفال مع ما قدم من فقرات علي المسرح. وقد عد كل من الأطفال عبدالاله العصيمي من مكةالمكرمة ، وسعود حمد الشمري من حائل ، وفي من القصيم ،وخلود من الدمام عن سعادتهم البالغة في المشاركة علي المسرح بالمسابقات الحركية بالرغم من هطول الأمطار إلا أنة لم يعيقهم عن المشاركة مع أقرأنهم والاستمتاع بما يقدم على المسرح من أناشيد بمصاحبة الشخصيات الكرتونية كما وجهوا الشكر لأمانة مدينة الرياض على هذه الفعاليات الجميلة في مهرجان الجمال والطبيعة.