تنهش جرافات الاحتلال الإسرائيلي في قلب القدس ، وتعمل آلتها المسعورة سراً وعلناً على هدم المسجد الأقصى بالحفر من تحته في محاولة يائسة لتحقيق خرافة بائسة ، وأباطيل مختلفة بإقامة (الهيكل) المزعوم! . سنوات وطمس الهوية الإسلامية والعربية ، وتغيير ديموغرافية الواقع والطابع الإنساني والتاريخي والمكاني ، يمشي بخطى متسارعة وممنهجة يمتد كالسرطان في الجسد مثل المستوطنات الإسرائيلية. تدنيس المسجد الأقصى ، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، لم ينقطع ، اقتحامات المتعصبين للحرم وقتل المصلين مثال حي للاعتداء على المقدسات الإسلامية ، دخول ارئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إلى باحات الأقصى ، أشعل انتفاضة الحجارة ، بالأمس تجددت الاقتحامات وامتهان حرمة الحرم ، واندلعت شرارة المواجهات التي مات فيها العشرات ، العالم يتفرج!. كالعادة .. العرب مشغولون بالربيع العربي ، إسرائيل تستغل هذه الأجواء وتستبيح الأقصى بشكل مستفز وسافر!. (زهرة المدائن) تتعرض لموت غير معلن ، الأقصى يستصرخ ولا من مجيب!. راشيل كوري الناشطة الأمريكية أعطت درساً ، وألهمت جيلاً عندما قتلها جيش الاحتلال بطريقة وحشية أثناء محاولتها ايقاف جرافة عسكرية إسرائيلية لمنع هدم منازل الفلسطينيين في رفح .. حركة السلام الآن وهي منظمة إسرائيلية ظلت تكشف مؤامرة الحفر والتجريف وتعلن موقفها الصريح الرافض لهذا التشويه وسرقة التاريخ والحقوق الفلسطينية ، (وشهد شاهد من أهلها) .. مؤتمرات وندوات نصرة الأقصى ، حبر على ورق ، جعجعة بلا طحن .. (انقاذ ناعم) رفع عتب!!. الانقسام الفلسطيني عمقَّ التغول والتغلغل الإسرائيلي على الإنسان والأرض!. أي أوراق ضغط نملك؟! التاريخ لا يرحم والاحتلال يقضم (بصلف وقوة عين وتحدٍ وتبجح) كل يوم شبراً من باحات الأقصى ، نداءاتنا خجولة ، وأصواتنا مبحوحة ، ومخنوقة ، ولا نملك من السلاح إلا أضعف الإيمان!!.