ترأس رئيس مجلس الشيوخ الكندي نويل كنسيلا أمس الجلسة الثانية من أعمال الاجتماع الثالث لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، التي جاءت بعنوان “الحوار العالمي للثقافات”، وشارك فيها معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبدالوحد الراضي، ومعالي رئيس مجلس النواب الأرجنتيني جوليان دومنيقز. وأكد معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري في كلمة ألقاها خلال الجلسة أن دور الحوار بين الأديان والثقافات ليس البحث عن تقاسم القرار في المجتمع الدولي فقط، وإنما البحث عن سبل احترام كل طرف للطرف الآخر عبر إجماع على المشترك بين الحضارات والأديان والثقافات وقبول الاختلاف بين هذه الحضارات والديانات كأمر خاص لكل مجتمع. وقال:”إن الحوار بين الحضارات مهم جداً في هذه المرحلة بالذات، لأن الظواهر التي تشعل فتيل الحروب والفوضى وتهدد السلام والأمن الدوليين وتفكك أواصر المجتمع الدولي، كظاهرة الإرهاب والعنف وانتشار المخدرات، جاءت خلافاً لما جاءت به الأديان والثقافات المعتبرة ومبادئ الأخلاق والثقافات واحترام الأعراف”، مفيداً أن ما نشهده الآن على الساحة يشكل حافزاً كبيراً على أهمية الحوار الفعال القائم على احترام مكانة وخصوصية الآخر والعمل على تنمية ما هو مشترك إنساني. وأضاف قائلاً : “ إن فرصة المجتمع الدولي عبر البرلمانات الرائدة لدول العشرين والبرلمانات جميعاً مع بقية المؤسسات الحكومية والدولية تبدو اليوم سانحة ومهمة أكثر من أي وقت مضى للعمل الجاد لدعم الحوار الحضاري بين الشعوب والدول من خلال التعاون المشترك واستغلال وسائل التقنية والاتصالات الحديثة المتطورة لوضع استراتيجية شاملة لتفعيل الحوار بين الاديان والحضارات والثقافات المفيدة من أجل وضع مفاهيم مشتركة لتحرير العقول والرواسب الفكرية من آثار الصراع التاريخي بين الحضارات “. وتابع نائب رئيس مجلس الشورى قائلاً :”إن الأخذ بثقافة التسامح والحوار ودعم مؤسساته وتطوير آفاقه عبر لقاءاتنا البرلمانية يقودنا إلى التفاهم ومواجهة الظلم والطغيان والاستبداد ويسهم في إنهاء الحروب والصراعات والنزاعات الدولية باعتباره وسيلة للتفاهم والتعاون وتوطيد ركائز السلم العالمي والكف عن هدر موارد الانسانية وماهبها في انتاج أسلحة الدمار الشامل التي تهدد مستقبل الأرض بالفناء”. وأوضح أن حكومة المملكة العربية السعودية على المستوى المحلي قامت بنشر ثقافة الحوار على نطاق واسع إيماناً منها بأن الحوار هو أحد الوسائل الفاعلة من أجل حياة أكثر سلاماً وأمناً ورخاء ، حيث أسست مركزاً وطنياً للحوار “ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني” ، الذي يشارك فيه جميع مكونات المجتمع السعودي، مؤكداً أن المملكة ماضية في إشاعة ثقافة الحوار وترسيخ التطوير الاجتماعي ومبادئ حقوق الانسان في المدارس والجامعات. وبين أن جهود المملكة في نشر ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات واضحة للجميع على المستوى الدولي، من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - التي تهدف لترسيخ مفهوم الحوار كأساس للتعايش السلمي على المستوى الدولي، كما تهدف لتعزيز جهود السلام ، وتحقيق المزيد من التعاون والتكامل بين الشعوب والدول على مسارين متوازيين “ ثقافي ، وسياسي “. وأشار إلى أن المملكة قامت بتعزيز جهود التواصل الحضاري والثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة من خلال دعم المنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية التي تعنى بالثقافة والفكر، حيث أُسّس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مدينة فيينا بالنمسا، كما قدمت المملكة استعدادها للمساهمة في تمويل ووضع كل ثقلها المعنوي والسياسي تأييداً ودعماً لهذا المركز دون تأثير بأي شكل على استقلالية المركز وممارسته لعمله بعيداً عن أي تدخلات سياسية. وأفاد الدكتور محمد الجفري أن المملكة تتطلع عبر اجتماع برلمانات دول العشرين أن يأخذ مفهوم الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات حيزاً مهماً في مناقشات هذا الاجتماع وفي الحوارات الثنائية التي تعقد على هامش هذا المؤتمر لتذليل العقبات إن وجدت وجعل مفهوم حوار الحضارات أحد المفاهيم والقيم الثابتة في العلاقات الدولية وعاملاً من عوامل بناء الثقة بدلاً من الصراع والتنافس السلبي بين الأمم، آملاً من هذا الاجتماع ومن كل الاجتماعات اللاحقة لرؤساء برلمانات مجموعة العشرين أن تسهم في دعم مؤسسات ومؤتمرات الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المعتبرة ومساندتها وتأييدها.