قال تعالى في كتابه العزيز (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولاً) الاحزاب 72. وقال تعالى (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) النحل 90. وقال سيد الخلق أجمعين سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها). إن من ربى تربية إسلامية يشعر بتمام المسؤولية عن كل أعماله مادام الملائكة الحفظة يكتبون ومادام يوم الحساب والجزاء ينتظرنا بالمرصاد خوفاً من الوقوف للحساب بين يدي الخالق في يوم تشخص فيه الابصار ، والقواعد التي تربى عليها الصحابة الكرام رضي الله عنهم فقد عرف عنهم الاقدام والشجاعة والثقة بالنفس ، وكيف كان عبدالله بن الزبير رضي الله عنه واثقا من نفسه ولم يهرب من أمام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما فعل بقية الصبية الآخرين. وكيف كان سمرة بن جندب واثقاً من نفسه عندما الح على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يجيز مشاركته بجيش المسلمين وهو صغير السن وكيف كان اسامة بن زيد رضي الله عنه يقود الجيش وهو في ذلك السن. قال الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده ابوه ومن العادات الخاطئة في التربية والتي تغرق الأبناء في بحر من الاحباط على سبيل المثال ، عندما يقول الأب للابن انك صغير الآن انك لا تصلح لهذه العملية ، نحن أكبر منك ، نحن أكثر قدرة انت صغير لا نثق بك ، اصدار الأوامر له بصورة دائمة والافراط في حماية الطفل يؤدي إلى تفويت الفرصة عليه كي يعيش طفولته بشكل عادي أو يسقط الطفل على الأرض فيجد امه ومن حوله يهولون الموضوع يؤدي ذلك لكثرة التردد لديه والاتكالية ، تقيد حركة الطفل وزيادة الخوف وتقيد حركته اثناء لعبه يحد من حريته وعدم تنمية الابداع وعدم بناء علاقة مع الأطفال الآخرين ، الافراط في تدليل الطفل مثل انجاز واجباته المدرسية وربط جزمته يؤدى ذلك إلى صنع طفل مستهتر وغير متحمل للمسؤولية ، وشخصية ضعيفة يعتمد على الغير في أداء واجباته ، والقسوة في التعامل من الابوين تنشئ طفلاً عنيداً كثير المشاكل غير مطيع وإذا قلت للصغير عملك رديء غير جميل يسبب له فتور الهمة واحباطاً في المهارات المطلوبة للنجاح. إذاً لابد من التعامل مع الصغير بالطرق الصحيحة لبناء شخصيته مثل اشعار الطفل اننا نحبه ومرغوب فيه عدم فرض رقابة صارمة على كل حركاته وافساح حرية الاكتشاف لما حوله وتركه يلبس لوحده في سن الرابعة تركه ينظف اسنانه لوحده ، تركه يتجول في الحديقة مع مراقبته من بعيد ، تتركه يثبت لنفسه انه قادر مثل الأكل واختيار ما يرغب من الأكل واختيار العابه بنفسه ليتحمل مسؤولية اختياره وإذا سقط الطفل على الأرض فدعه يقوم بنفسه مع الانتباه من بعد وهذا يعلمه عدم الخوف والثقة بالنفس وإذا قلت له عملك ممتاز فان هذا يؤكد ذكاءه وطموحه ، لذلك ان التربية الصحيحة تنشئ شباباً يتحملون المسؤولية والتصرف بذكاء وقادر على رسم مستقبله وغير اناني وغير حقود ، اللهم رب العزة والجلال اكرم واحفظ شبابنا واجعلهم قدوة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.