صدرت الصحف الإيطالية أمس السبت بعنوان رئيسي هو أن منتخب بلادها بطل العالم بحاجة إلى معجزة جديدة وذلك بعدما أنقذه حارسه جانلويجي بوفون من الخسارة أمام رومانيا (1-1) بتصديه لكرة جزاء الجمعة في زيوريخ في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن نهائيات كأس أوروبا 2008 لكرة القدم المقامة في النمسا وسويسرا حتى 29 يونيو الحالي.وكانت إيطاليا منيت بخسارة مذلة في الجولة الافتتاحية أمام هولندا بثلاثية نظيفة فدخلت إلى مباراة أمس أمام رومانيا وهي بحاجة للفوز من أجل الإبقاء على آمالها في التأهل إلى ربع النهائي، لكنها وجدت نفسها متأخرة بعد خطأ من المدافع جانلوكا زامبورتا الذي وقع على عقد لمدة 4 أعوام للانتقال من برشلونة الإسباني إلى ميلان، فخطف أدريان موتو الكرة وسجل في شباك بوفون، إلا أن المدافع كريستيان بانوتشي أدرك التعادل سريعاً. وعندما كان الإيطاليون يحاصرون منطقة منافسيهم سعيا لهدف التقدم ارتكب بانوتشي نفسه خطأ داخل المنطقة فاحتسب الحكم ركلة جزاء انبرى لها موتو لكن بوفون تصدى لتسديدة لاعب فيورنتينا ليبقي على آمال بلاده قائمة في التأهل خصوصاً بعدما الحق المنتخب الهولندي خسارة مذلة بنظيره الفرنسي 4-1. ويعني ذلك أن المنتخب الروماني هو الوحيد الذي يملك مصيره بيديه لأنه في حال خرج فائزاً كما فعل في التصفيات أمام هولندا لأن الطرفين كانا في المجموعة ذاتها، فسيتأهل هو وحتى إن التعادل قد يكفيه للتأهل في حال انتهت مباراة فرنسا وإيطاليا بالتعادل أيضاً. أما السيناريو الأخير للبطاقة الثانية في هذه المجموعة بالنسبة لأبطال العالم، فهو يتمثل بخسارة رومانيا أمام هولندا بثلاثة أهداف نظيفة وتعادلهم مع فرنسا صفر-صفر، فيتعادل الأطراف الثلاثة بعدد النقاط (نقطتان) وعدد الأهداف (1 لهم و4 عليهم) وهذا السيناريو يمنح بطاقة ربع النهائي للإيطاليين بسبب البند الذي يعتمد في هذه الحال على تصنيف المنتخبات خلال تصفيات مونديال 2006 وتصفيات المسابقة الأوروبية. وتبدو الأمور معقدة جداً بالنسبة للإيطاليين وهذا ما دفع صحيفة «لا ريبوبليكا» تعنون تحت صورة حارس بلادها: «بوفون أنقذ إيطاليا. نحتاج إلى معجزة جديدة (من أجل التأهل إلى ربع النهائي). وبدورها اعتبرت «لا غازيتا ديللو سبورت» أن خيطا رفيعا فصل بين منتخب بلادها والفوز أو الخروج من الدور الأول، مضيفة «إيطاليا لعبت بقلبها لكن ذلك لم يكن كافيا». وتابعت «كان بإمكاننا الفوز من أربع فرص (حصل عليها المنتخب)...لكن احتجنا في النهاية إلى انجاز من بوفون من أجل أن ينقذنا. علينا الآن أن ننتظر قيام (المدرب روبرتو) دونادوني بتحضيراته لمباراة القيامة أو النهاية، وبالنسبة إلينا هذه المباراة (القيامة أو الخروج) دائماً تكون إيطاليا-فرنسا»، في إشارة منها إلى نهائي مونديال 2006 عندما فاز الإيطاليون على الفرنسيين بركلات الترجيح وإلى نهائي كأس أوروبا 2000 عندما فاز الفرنسيون بهدف ذهبي. وأجمعت الصحف الإيطالية على اعتبار بوفون رجل مباراة أمس بامتياز وعنونت بعضها: «عملاق»، «المعجزة»، «القديس بوفون»، وتحت صورة لحارس يوفنتوس يرفع يده إلى السماء بعد صده ركلة الجزاء كتبت إحدى الصحف «لا نزال أحياء». ولم تكن الصحف المحلية بنفس الإطراء تجاه مهاجم بايرن ميونيخ الألماني لوكا طوني وزميل بوفون في يوفنتوس اليساندرو دل بييرو، إذ كتبت «لا غازيتا ديللو سبورت»: «أميرا الأهداف خانونا هذه المرة» في إشارة إلى فشل المهاجمين في التسجيل أمام رومانيا. ولم تتغاض الصحف الإيطالية عن التحكيم أيضا واعتبرت الصحيفة ذاتها أن قرارات الحكم النروجي طوم هينينغ أوفريبو كانت ستودي بإيطاليا، مضيفا «هدف طوني كان صحيحاً»، ناقلة عن دونادوني «كان (الهدف) ليغير كل شيء». وتوجهت «لا غازيتا ديللو سبورت» إلى المدرب قائلة «دونادوني غاضب: كنا شجعان لكن يا له من حظ سيء.. بإمكاننا الفوز على فرنسا». أما «لا ريبوبليكا» فكتبت «الحكم كان ضد إيطاليا: على الاتحاد الأوروبي أن يعطي تفسيرات لما حصل»، معربة في الوقت ذاته عن تخوفها من أن تتساهل هولندا مع رومانيا من أجل إقصاء إيطاليا وفرنسا، لأنها ستتجنب حينها مواجهة احد هذين المنتخبين في الدور نصف النهائي في حال تخطيها عقبة ثاني المجموعة الرابعة في الدور ربع النهائي.