شهدت احدى مقابر الطائف حدثاً مؤلماً ومؤثراً تشابكت فيه أصوات البكاء بانهار الدموع وصيحات الذكر والتهليل والتكبير. وفي الوقت الذي اعتزم فيه ذوو احد الموتى دفنه فإذا بصوت جهور يكسر صمت القبور منادياً (أن توقفوا يا حاملي الجنازة ثم اقترب شاب في عقده الثالث من العمر طالباً بأن يتركوا له مهمة دفن المتوفى مع أحد أقربائه معللاً ذلك بأنه ارتكب في حياته السبع الموبقات وأعلن توبته الخالصة لرب العباد، وأول عمل خير يريد أن يعمله في هذه الدنيا بعد التوبة دفن هذا المتوفى فاستجاب أهل الميت لطلبه وسط صيحات التكبير والتحميد والشكر لله وبينما الشاب يحاول فك رباط كفن الميت داخل القبر فإذا به يجثو في مكانه ولم يحرك ساكناً وحاول البعض ايقاظه من الغفوة إلا انهم اكتشفوا انه قد أسلم الروح لباريها وتم نقله للمستشفى لإصدار شهادة الوفاة واستخراج التصريح ليتم دفنه بجوار قبر المتوفى الذي قد تولى عملية دفنه بسويعات قبل مماته.