مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن بشأن سوريا وإن كان يمثل تطوراً جزئياً في الموقف الروسي الا أنه لا يلامس ما هو مطلوب في هذه المرحلة بالذات. فقد سبق وأن استخدمت روسيا إلى جانب الصين الفيتو ضد مشروع قرار أوروبي أشد لهجة في إدانة العنف الذي يقوم به النظام في سوريا ويرتبط ذلك المشروع بعقوبات على سوريا. واليوم وتحت الانتقاد الذي تعرضت له روسيا بالذات عن موقفها السابق تحاول اليوم أن تخرج بمشروع جديد .. ولكن المشروع الجديد لا يمثل تغييراً جوهرياً في الموقف الروسي .. فهو لا يحمل النظام مباشرة مسؤولية العنف ويساوي بين الجلاد والضحية ، كما أنه لا يحمل أي عقوبات أو تهديد بالعقوبات ضد سوريا إذا لم تلتزم بوقف العنف. ولضعف هذا المشروع جاء الموقف الفرنسي رافضاً للمشروع وقالت فرنسا عن المشروع إن المشروع الروسي بشأن سوريا غير مقبول من فرنسا لكنها رأت في موقف روسيا بأن المجلس يجب أن يتحرك بشأن إراقة الدماء يمثل خطوة ايجابية. ورغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تبد رأيها بعد الا أنه قطعاً سيتوافق مع الموقف الفرنسي الرافض أو ستسعى لتعديل مشروع القرار الروسي حتى يكون له أنياب.