حصل كل من البرفيسور إستر دفلو أستاذ مكافحة الفقر في معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر وزميلها الدكتور أبيجيت بانيرجي المتخصص في الدراسات الإقتصادية على جائزة أفضل كتاب في العام 2011 في عالم الأعمال حسب تصنيف فاينانشيال تايمز وغولدمان ساش ، وذلك عن الكتاب الذي قاما بتأليفه بعنوان (الاقتصاديات الضعيفة) (Poor Economics ) والذي يقدم حلولاً تطبيقية جديدة لمواجهة الفقر في العالم . ويأتي هذا الكتاب في الوقت الذي يشهد العالم اندلاع أزمات في العديد من الدول المتقدمة التي هزتها الاحتجاجات بشأن أوجه القصور التي تعتري النظام الرأسمالي، وقد أشادت لجنة التحكيم بالكتاب مشيرة إلى أن مؤلفا الكتاب، وهما أبيجيت بانيرجي وإستر دوفلو، قد قدما بصيص أمل للمضي قدماً في تقديم الحلول العملية للإصلاحات الإقتصادية . وقال فيندي بانغا، عضو لجنة التحكيم وأحد كبار مسئولي شركة يونيليفر سابقاً وشريك في مؤسسة الأسهم كلايتون ودوبلير ورايس، أن كتاب (اقتصاديات ضعيفة) يتمتع بفرصة لإحداث التأثير الأكبر من بين الكتب الست التي بلغت المراحل النهائية في المنافسة. كما أفاد السيد ماريو مونتي، أستاذ الاقتصاد والمفوض الأوروبي السابق أن الكتاب وثيق الصلة بواقع هذا العالم الذي تتصاعد فيه المشاكل الناتجة عن التفاوت الشاسع وعدم المساواة.وقد تسلم السيد بانيرجي الجائزة التي بلغت 30.000 جنيه إسترليني نيابة عن المؤلفة المشاركة البرفيسورة إستر دفلو وذلك في حفل عشاء أقيم في لندن يوم الخميس الماضي.ويعمل المؤلفان في معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر في جامعة ماتساشوستس للتكنولوجياMIT ، وهما الآن جزء من مجموعة من علماء الاقتصاد يشار إليها باسم مجموعة راندوميستاز (randomistas). وهذه المجموعة تستخدم منهج التجارب العشوائية في خمس قارات لاختبار تأثير السياسات الرامية إلى تخفيف الفقر، حيث يمتد ذلك من توفير ناموسيات (شبكات على الأسرة) مضادة لمرض الملاريا إلى تقديم الإعانات في مجال التعليم.أما باقي الكتب الخمسة التي شاركت في الترشح للمراحل النهائية للجائزة فقد حصل كل مؤلف منها على جائزة بقيمة 10.000 جنيه إسترليني وهي كما يلي: كتاب (تميز باهظ الثمن) (Exorbitant Privilege)، باري إيكنغرين (دار نشر جامعة أكسفورد)· كتاب (انتصار المدينة) (Triumph of the City)، إدوارد غلايزر (دار نشر بينغين، ماكميلان)· كتاب (عمى متعمد) (Wilful Blindness)، مارغريت هفرنان (دار نشر ووكر وشركائه، سيمون وشروستر)· كتاب (إستراتيجية جيدة/إستراتيجية سيئة) (Good Strategy/Bad Strategy)، ريتشارد روميل (كراون بزنس، بروفيل)· كتاب (البحث) (The Quest)، دانيال يرغين (دار نشر بينغين، ألين لين)ويركز كتاب (اقتصاديات ضعيفة) الفائزة بالجائزة على أن هناك طريقاً ثالثاً بين هؤلاء الخبراء الذين يؤمنون بأن المعونة تضر أكثر مما تنفع، وذلك مثل ويليام إيسترلي ودامبياس مويو، وهؤلاء الذين يؤمنون بعكس ذلك، أمثال جيفري ساش. يقول بانيرجي ودوفلو أن الأسباب الثلاثة الرئيسية التي تجعل المعونة غير فعالة هي (الإيديولوجية والجهل والقصور الذاتي). يقول المؤلفان، (لأن الفقير لا يملك إلا القليل، فإننا نجد أنه يفكر كثيراً في خياراته، فهو يجب أن يكون اقتصادياً بارعاً لكي يتمكن من البقاء). وقد أثار هذا الكتاب كذلك الكثير من الجدال، حيث ركزت وسائل الإعلام على النتائج السلبية لدراسة التمويل الأصغر التي نفذاها والتي قوبلت بانتقادات كثيرة من مؤسسات الإقراض. ومن جهة أخرى، قال شريتي فاديرا، أحد أعضاء لجنة التحكيم ووزير التنمية الدولية السابق بالمملكة المتحدة أن الأسلوب القائم على الاستدلالات الذي ينتهجه الكتاب كان (له أهمية كبيرة من ناحية المجتمعات المتطورة، ويمكن أن يقرب المسافة بين الجانبين فيما يتعلق بقيمة وأهمية المعونة). وعبر أعضاء لجنة التحكيم كذلك عن رأيهم بأن الكتاب وثيقة الصلة بمجاله، حيث قالت ليندا غراتون، (هناك أهمية كبيرة للطريقة التي يتساءل بها الكتاب عن كيفية قياس التأثيرات الإيجابية للتدخلات). ويقول ليونيل باربر، المحرر بمؤسسة إف تي ورئيس مجلس إدارتها أن الكتاب سيوفر (قاعدة حقيقية للابتكار في مجال السياسات والابتكار في الجوانب الحكومية). وقد قامت بنشر الكتاب دار النشر بيرسوس بوكس في المملكة المتحدة ودار النشر ببليك أفيرز في الولاياتالمتحدة.وضمت لجنة التحكيم للعام الحالي كل من فيندي بانغا، شريك بمؤسسة كلايتون ودوبلير ورايس، أرثر ليفيت، الرئيس السابق لمجلس إدارة المفوضية الأمريكية للأوراق المالية والبورصة. وضمت قائمة أعضاء لجنة التحكيم كذلك كل من ليندا غراتون، البروفيسورة بكلية لندن للأعمال في مجال الممارسات الإدارية، وماريو مونتي رئيس جامعة بوكوني بميلان والرئيس الأوروبي للمفوضية الثلاثية والرئيس الفخري لمجموعة بروغيل، وجورما أوليلا رئيس مجلس إدارة نوكيا ورويال دوتش شل، وشريتي فاديرا مدير شركة شريتي فاديرا المحدودة والرئيس غير التنفيذي لشركة بي إتش بي بيليتون وشركة أسترا زينيكا.وكان قد تم إطلاق هذه الجائزة منذ سبع سنوات، لتصبح في الوقت الحاضر علامة مميزة في قائمة الأعمال والنشر. وكان اللورد باتن، رئيس مجلس إدارة بي بي سي ترست، المتحدث الرئيسي في احتفال العام الحالي والذي حضره نخبة من الشخصيات العالمية في مجالات المال والاقتصاد والأعمال والإعلام والنشر.