إن إعادة ما فعلته الجرائد الدنماركية ليس بمستغرب فالنبي صلى الله عليه وسلم تعرض للإساءات وما زال اليهود يتعرضون للنبي في أيام حياته بالأذى الفعلي والقولي فكانوا عندما يمرون عليه يسلمون بقولهم (السام عليك) أي الموت، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتولى الرد عليهم بقوله و(عليكم). والملاحظ أن السنة الربانية في من يتعرض للدين بالإساءة أن يذل ويهان في الدنيا والآخرة ولنا في السيرة خير دليل وحجة، فكسرى لما مزق رسالة النبي وأظهر العناد والتجبر دعا النبي عليه بتمزيق ملكه فمات بدعوة النبي عليه بخلاف هرقل الذي أظهر الاستجابة والإذعان في بادئ الأمر لكن الله بعد زمن أجرى عليه ما جرى على من كان قبله، والله جل وعلا يتولى دينه كما قال جل وعلا (إلا تنصروه فقد نصره الله..) والحاصل ان الصحف لم تتعرض للإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد تهاون المسلمين أنفسهم عن دينهم وعن نصرة سنة نبيهم فلو تعرض أحد على هذه الدولة بالاساءة أو حتى على غنم الدنمارك فإن هذا سيعد جريمة كبرى في حقها ولكن الله ناصر دينه وأما الواجب تجاه هذه الحملة الشرسة هو واجب الدول والأفراد كل من جهته، فعلى الدول الاستنكار الفعلي الذي يجعل مثل هذه الدول تتراجع عن طغيانها وتجبرها كأن تسحب السفراء من هذه الدولة وأن تقفل سفارات هذه الدولة في كل دولة عربية مسلمة ويترك التعامل مع مثل هذه الدولة من كل الجوانب التي لايعرف عنها إلا تصديرها للألبان ومشتقاتها فيجب اتخاذ ما يكون رادعاً لها ولمن يحاول المساس بمقدساتنا وعقيدتنا.وعلى الأفراد أيضاً أن يروا الله من أنفسهم خيراً بالتمسك بالدين وإحياء سنة خير المرسلين والاقتداء به في أمور دينهم ودنياهم والاعتزاز بهذا الدين وهذا يعتبر تكريماً للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرة لهذا الدين كما اخبر الله عنه المؤمنين (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه..) والانسان يعلم أن الله يغار وغيرة الله شديدة والله يتولى دينه ورسوله. وقد ذكر شيخ الإسلام في أن السلف كانت تستعصي عليهم الحصون والقلاع في الفتوحات فيبادر أهل هذه الحصون بسب النبي والتعرض لهذا الدين فبدأت هذه الحصون تتساقط وتفتح على أيديهم والله يتولى دينه وكتابه.