أوضح عضو مجلس الشورى وأستاذ النقد الحديث بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن احمد الفيفي: أن المسلمين اليوم يتطلعون إلى أن تسفر هذه المؤتمرات عن وضع أسس لحوارات فعلية مثمرة، والاتفاق على مرجعيات معلنة وواضحة للحوار، بما يسهم في مد جسور التعارف والتكاتف بين الناس، فضلاً عن حتمية التسامح والتعايش بسلام بينهم، وضرورة التواصل بين الشعوب، دونما مساس بالهويات المختلفة وحيوية التعدد الثقافي. وإن حوار الحضارات هو في جوهره حوار ديانات، إذ لايمكن تجاهل المكون الديني البنيوي في مختلف الثقافات، مهما بدت ظاهرياً بعيدة عن الدين، ولذا فإنه من الأهمية بمكان أن تكون لمؤتمرات الحوار إفادة تراكمية من التجارب السابقة في مجال مقارنة الأديان والحوار بينها، وإن لم يكن ذلك بالضرورة في إطار العالم الإسلامي فالحكمة ضالة المؤمن، مثلما أنه من المأمول أن تسعى مؤتمراتنا إلى التوصل إلى مواثيق عالمية تحفظ حقوق الأقليات، وترعى احترام الأديان والأنبياء من الإساءات أو العدوان، بحيث لاتتحول الخلافات النظرية بين الأديان إلى ممارسات عملية من التشويه المباشر أو النيل الأخلاقي تحت أي ذريعة، وإن مبدأنا في هذا نحن المسلمين هو قوله تعالى (ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم، كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) سورة الأنعام: آية 108، وفي هذا فيصل جلي بين مفهوم الاختلاف في المعتقد ومن ثم التعبير عن موقف ديني ما بالكلمة الحسنة والنقد البرهاني الموضوعي، وبين ترجمة ذلك إلى تنظيم أو إعلان أو إعلام يستهدف تنقص الآخرين أو التشهير بهم أو جرح كراماتهم الدينية أو الثقافية.