بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صدر كتاب السنن الكبير للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، البيهقي المتوفى سنة 458ه، في طبعة جديدة وفق الله لإخراجها، بالتعاون مع مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية في القاهرة. وكتاب السنن الكبير للبيهقي من أجمع الكتب للسنن والآثار وأوعاها وأكثرها استقصاء. وما كان لهذه الموسوعة الحافلة أن تصدر بثوبها القشيب هذا، لولا عون الله ثم ما جنّد لها من الأيادي البيضاء السخية لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي لم يفتأ يولي العلوم الإسلامية اهتمامه ورعايته للمشتغلين بها، وبخاصة ما يتصل اتصالاً مباشراً بمصدري الإسلام الرئيسيين؛ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومن تلك العناية الكريمة الجائزة القيمة التي أنشأها منذ عدة سنين لخدمة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة التي كانت حافزاً قوياً وباعثاً حثيثاً للباحثين وطلاب العلم، لتوجيه عنايتهم بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته، حفظاً وفهماً وبحثاً وتأليفاً. فلا عجب إذن أن يهتم سموه بهذا الديوان الذي يعنى بتتبع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من السنن، وما يتممها من الآثار الواردة عن الصحابة الكرام الذين هم الحفظة لسنته وسيرته، ونقلتها الذين جاؤوا من بعدهم، وهم الجيل الأول القدوة من أمة الإسلام، الذي حمل رسالة الإسلام في صفائها ونقائها ووسطيتها، لا شطط، ولا إفراط ولا تفريط. لقد تفضل سموه فجاد بتكاليف توزيع هذه الموسوعة على المؤسسات العلمية والعلماء المتخصصين، وذلك كدأبه وعادته الكريمة المتصلة في كرمها بأصل ثابت طيب، بأسرة نذرت نفسها للدفاع عن الإسلام وإقامة شريعة الله في أرضه.