ها هو شهر رمضان المبارك على الأبواب .. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ...ماذا فعلنا من أجل استقبال هذا الشهر الفضيل؟!. هل نوينا أن نختم القرآن الكريم أكثر من مرة؟ هل هيأنا أنفسنا لاستقباله بأن نبتعد عن الشهوات؟. هل فكرنا أن نزيل الأحقاد ونصل أرحامنا ونعمل لآخرتنا كما عملنا لدنيانا؟. هل فكرنا أن نتسابق إلى فعل الخير في شهر الخير والبر والاحسان؟ وهل ..وهل إلخ. شهر رمضان المبارك هدية من الباري سبحانه وتعالى لخلقه وفرصة عظيمة للتوبة الصادقة واللجوء إلى الواحد الديان ..فكم من أناس صاموه وقاموه في العام المنصرم وهم في هذا العام تحت الثرى. - الأحبة- نحن في أمس الحاجة إلى تهيئة أنفسنا جميعاً للعبادة الصادقة الخالصة لله عز وجل في هذا الشهر الكريم.. وها نحن نرى فئات من بني البشر باختلاف توجهاتهم قد بذلوا الغالي والنفيس في سبيل برامجهم وأهدافهم في هذا الشهر المبارك فنجد منهم من بدأ بتجهيز طلبات المأكل والمشرب، ونجد هناك في القنوات الفضائية من استعد لهذا الشهر الفضيل بالبرامج والمسلسلات والأفلام والمسابقات والأعمال الكوميدية التي تصرف الأذهان والقلوب عن ما يجب أن يكون عليه المسلم وخاصة في شهر الخير والبر والاحسان، إن هناك أموراً يجب أن نبدأ بها للإعداد لدخول هذا الشهر المبارك..فهل فكرنا في اقامة مشروع إفطار صائم؟ ، لقد أخبرنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بأن من فطر صائماً كان له من الأجر مثل أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً.. فالكل يحرص على تفطير الصائمين من أجل الحصول على مزيد من الأجر والثواب ..فها نحن نرى الأحياء والمساجد مليئة بالموائد التي يقدمها أهل الخير فلنبادر جميعاً إلى ذلك. كما نحن بحاجة ماسة إلى التعرف على المحتاجين والفقراء من باب الأجر ومن باب إشعار المحتاجين بالأخوة الصادقة والألفة والمحبة ..فهناك الأرامل والأيتام والفقراء والمساكين الذين هم بحاجة إلى البذل والعطاء. ومن الأعمال أيضاً التي يجب أن نحرص عليها في الشهر الكريم الإعداد لاخراج الزكاة ..فهناك من يتساهل في اخراجها وهناك من يخرجها كيفما اتفق ..وهناك من يخرجها حسب الهوى ، ولمن هم على هذه الشاكلة أقول: إن اخراج الزكاة ركن من أركان الاسلام وعلى المرء أن يبدأ من الآن في كيفية اخراجها بحسابات دقيقة ثم اخراجها لمن يستحقها ، وأود أن أقول لكل فرد ليس من العيب أن يسأل الشخص أهل العلم في كيفية اخراجها وعليه المبادرة في السؤال والاستفهام. والملاحظة الأخرى إننا نرى الجميع يكثرون من قراءة القرآن وفعل الطاعات في شهر رمضان المبارك بينما نرى الغالبية منهم يفتقدون إلى فعل ذلك طوال العام ونقول لهؤلاء حبذا لو كانت العبادة والصيام والصدقة والصلاة طوال العام لكان أفضل لهم لأن الانسان لا يضمن أن يعيش إلى رمضان القادم. وقد يقول القائل إن هناك أناساً في شهر رمضان الفضيل يشتكون من جفاف العين وفقد خشوع القلب وثقل الصلاة وعدم ختم القرآن الكريم وأود أن أقول لهؤلاء ان السبب أيها الأحبة أنهم لم يتعرفوا على هذه العبادات من قبل ولم يعتادوا عليها مع الأسف الشديد. اننا بحاجة إلى التناصح فيما بيننا فلنعود أنفسنا على فعل الطاعات والعبادات والذكر والاستغفار والخوف والرجاء والخشوع والخضوع لله الواحد الديان. فاللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه آناء الليل وأطراف النهار ..اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وتب علينا واكرمنا بفضلك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين. اللهم احفظ لنا ولاة أمرنا وارزقهم البطانة الصالحة وكن معهم ووفقهم لما تحب وترضى ياسميع الدعاء. ولله در القائل: كم كنت تعرف ممن صام في سلف من بين أهل وجيرانٍ واخوانِ أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ حياً فما أقرب القاصي من الداني همسة: من فوائد الصيام اعتياد النظام..ودقة المواعيد فيما يعالج فوضى الكثيرين لو عقلوا.