الاعتراف الأمريكي الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون بالمجلس الانتقالي الليبي كسلطة شرعية في ليبيا يمثل تقدماً جوهرياً في الموقف الامريكي والذي جاء بعد مواقف مترددة ومتباينة ففي البدء كانت الولاياتالمتحدة تشك في أن الثوار الذين يقاتلون تنظيم القاعدة على حسب ما كان يردد القذافي ولكن بعد ان زار مسؤولون امريكيون بنغازي ووقفوا على الحقائق في الأرض بدأت الرؤية الامريكية تتضح شيئاً فشيئاً. وبعد تردد من الوقوف مع الناتو عادت أمريكا وأعلنت وقوفها بل ولازالت اكثر الدول صموداً وحرصاً على ازاحة القذافي وقبيل هذا الاعتراف استضافت واشنطن مبعوثاً ليبياً من المجلس الانتقالي.. واخيراً في اجتماع لجنة الاتصال الخاصة بالوضع في ليبيا والتي انعقدت في مدينة اسطنبول التركية اعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون وبكل وضوح اعترافها بالمجلس الانتقالي الليبي كسلطة شرعية.. وبذلك تكاد تكون حلقة الاعتراف الدولي قد اكتملت مما يجعل العقيد القذافي عملياً في حكم المعزول ولم يبق امامه من سبيل غير ان يغادر الحكم ان لم يغادر ليبيا نفسها. وما اشارت اليه فرنسا من ضرورة حل سياسي لا يروق للآخرين في حلف الناتو اذ يرون ان الخيار الوحيد الذي سيجبر القذافي على الرحيل هو خيار القوة التي يبدو انها ستتضاعف في الفترة القادمة.