أكد عدد من الدعاة والعلماء والمثقفين المشاركين بالمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي سينعقد اليوم الأربعاء إنما هو جزء من الابداعات الإنسانية ومن الاهتمام الذي تعودت عليه الأمة الإسلامية من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للشعوب الإسلامية وللإنسانية والطهارة الروحية حينما جاءت هذه الفكرة من مقام خادم الحرمين الشريفين لتضيء الأمل بعد صمت دام سنوات عديدة وإنها لبادرة غير مسبوقة حيث أن مكةالمكرمة هي المكان الأمثل لمثل هذا المؤتمر كما أضافوا أن هذه البادرة لهي رد قوي لمن يدعون أن الإسلام دين إرهاب ورد على من يدعي أن المسلمين تسيطر عليهم العنصرية والعصبية وعدم التفهم للأمور المنطقية والعقلانية. بداية قال الدكتور عبدالملك منصور دكتوراه في الشريعة الإسلامية ودكتور في علم الإجماع أستاذ جامعي للفقه المقارن للمذاهب التسعة علم الإجماع مقارنة الأديان مؤلف وزير لعدد من الوزارات وسفير للجمهورية اليمنية بتونس. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد اعتقد بأن الدعوة إلى الحوار جاءت في وقتها فنحن بحاجة دوماً إلى أن نلتقي لنتحاور ونعد أنفسنا للتحاور مع الطرف الآخر إذا نحن بحاجة للتحاور عن المحور الداخلي بين المسلمين أنفسهم وكذلك مع المحور الآخر خارج دائرة المسلمين ودعوة خادم الحرمين الشريفين جاءت في وقتها وهي دعوة حقيقة تؤيد وتزكى ويسعى إليها العلماء والمفكرون المسلمون و هي دعوة إنسانية لتكون اشمل من كونها إسلامية فإن عقلاء الإنسانية جميعاً مجمعون على أن الحوار هو الحل الأوحد للمناقشة والبحث عن الحلول للمشاكل التي تقف عقبة أمام التفاهم بين البشرية وأنت تعرف أن الله سبحانه وتعالى جعل الغاية من خلقنا متنوعي التعارف. فالتعارف يقتضي أن نتحاور وإلا كيف نتعارف. وليس التعارف على أن تعرف جورج وهو يعرف أن اسمك محمد ولكن أكثر من ذلك أن تعرف ثقافته وتعرف حضارته وان يعرف كل منا الآخر معتقداته ودينه ومن شأنه أن يؤدي إلى التقارب وإلى الاتفاق على ان نعيش على هذه الأرض بسلام لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا عليها وطلب منا جميعاً عمارتها وإحيائها والمطلوب منا أن ننسق في ما بيننا في كيفية هذه العمارة وكيفية هذا الإحياء وكل ذلك يحتاج إلى وسيلة لا بديل عنها وهي الحوار. حيث انها أساسية ولا يوجد ما ينافسها حتى الآن من الوسائل الإنسانية البشرية لأنها تستطيع أن تقارب بين الناس وان تجعلهم يتفقون على مراجع الحوار ومرجعية يحتكمون إليها وعلى أهداف الحوار كل مره هناك ما يستدعي تنوع هذا الحوار الثقافي أو اقتصادي أو سياسي والحوار هو البديل عن الصراع أو الانغلاق فهي بدائل ثلاثة أمامك إما أن تنفتح عليهم وتحاورهم أو أن تنغلق انغلاقاً تاماً ولا ترد على احد ولا ترد على طارق أو فكرة أو أن يأخذ الصراع طريقه. والصراع والحرب أمر لا نريده ولا يأمرنا ديننا بأن نبدأ الناس به وإنما شرع الجهاد في الإسلام دفاعاً عن الإسلام وعن ديار المسلمين وليس إعتداءً. فإنما نتجه اتجاها واضحاً للحوار هذا ما اجمع عليه عقلاء الأمة وزعماء المسلمين ويؤكدون على ذلك وهذا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز و فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية يؤكدان دائما على الحوار لمطالبنا الداخلية ومطالبنا القومية ولتطلعاتنا الإسلامية وللآفاق الإنسانية وهذا الأمر في الواقع نراه معقولاً ومطلوباً ومطلباً شرعياً ينبغي أن يؤكد عليه وعلى العلماء والمثقفين في الأمة أن يطلعوا بدورهم خصوصاً وان أولياء الأمر أتاحوا لهم الفرصة والدعوة وأنا أتوقع لهذا الحوار الذي سينعقد في مكة أن يأخذ من قدسية المكان نصيباً فمكة في قلوب المسلمين جميعاً وعقلاء الإنسانية الذين يحترمون مكة فهذا المكان سيضفي بروحانيته على المجتمعين تجعلهم يدرسون دراسة فحص لكل ما هو مطروح أمامهم من أبحاث ليخرجوا باستراتيجية للحوار على شقين للحوار الداخلي بين المسلمين وشق للحوار مع غير المسلمين أما إذا كان الحوار فردياً فمن لديه رؤية ويريد أن يتحاور مع شخص آخر فهذه مسألة تعتمد على الحرية الشخصية فكأنه كتب مقالا ونشره لكن الصورة الأمثل للوصول إلى نتيجة لهذا الحوار . والنتيجة لا تكون إلا بمؤسسة هذا الحوار. فالمؤسسة هي موضة العصر ولابد أن يكون لنا مؤسسات تتبنى الأطروحات الثقافية والعقائدية وتصل إلى ما نريده بإذن الله وان تتلاقى مع مؤسسات الآخرين فالآخرون منظمون فلماذا لا نكون نحن كذلك؟. أما في من يضعون عوائق ومحظورات للحوار فإنني لا اعتقد أن هنالك محظورات وخطوطاً حمراء لدينا فليس لدينا أي تحفظ فالحوار مفتوح كما ذكر في القرآن الكريم بين الله وخلقه فقد حاور الله الملائكة وحاور إبليس اللعين والله بجلالة قدرة يحاور مخلوقاته فكيف نحن نعترض على الحوار أو نضع خطوطاً حمراء فنحن نحاور في كل شيء من جهتنا ولكن الطرف الآخر لو كان لديه بعض التحفظات نخاطبه بالتي هي أحسن وبالموعظة والحكمة والكلمة الحسنة ولا نشتم الأديان ولا نسعى إلى تجريح الشخصيات والهيئات ولا نذكر إلا القول الحسن فالكلمة النابية تجذب النابيات ونحن إذا كنا نتخلق بالأخلاق الإسلامية الأصيلة فنكون كالنبتة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. وأود أن اذكر ان السياسة هي عبارة عن عقبة أمام الحوار وهي تغليف للمصالح بمفاهيم ثقافية ولكن السياسية ينبغي أن لا تعطل الحوار المطلوب بين العلماء والمثقفين بشكل عام هذا مسلك ثابت اما مسلك السياسة مؤقت والأمة باقية بعقيدتها فإذا بقيت هذه العقيدة محل احترام وتقدير فأمور المسلمين محل النقاش بين المسلمين أنفسهم والسياسة تسلك في وهي في أيد أمينه لأن هؤلاء الحكام نثق بهم ونعتقد أنهم في مصلحة المسلمين وبالتالي هم أدرى بمسالك السياسة ودروبها وبالنسبة للجانب الثقافي ولعلمي والفكري والأكاديمي فنحن رجاله ونتولاه ونديره إلى أن نصل به إلى ما يخدم سياسة الأمة ويقدم رؤية واضحة لأولي الأمر ليستفيدوا منها بعد ذلك في سياستهم. والحوار الأمثل هو الاحترام والتقدير بين الطرفين واي طرفين يتحاوران ينبغي أن يكونا متساويين ويكونا ندين فإذا دخل الحوار طرفان ورأى احدهما انه هو الأقوى والأفضل من الآخر او أعلى فهذا ليس حوار بل خوار فالحوار ليس بين الصغير والكبير فالكبير يأمر والصغير يطيع وإلا فسدت الحياة وليس هناك حوار بين قوي وضعيف فالقوي يفرض نفسه سواء كان الحوار اقتصادياً او سياسياً وغيره ينبغي ان يكون من البداية بين انداد وكل يعترف للآخر بمكانته فسوف تكون النتائج مشجعه ونسأل الله تعالى ونحن بهذه البلد المقدسة ان يوفقنا في كل مساعينا وان يستجيب دعواتنا التي نبتهل بها إليه ان يوفقنا ويوفق حكامنا إلى مافيه خير أمتنا وان يختم لنا بالحسنى وان يجعل ديننا الأكثر انتشاراً والأكثر حضوراً وان يهدي البشرية كلها إلى الخير والعدل والحب والصلاح. الدكتور احمد محمد مسلم مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي بكينيا ان المسلمين يريدون من هذه القاءات من اجل أن تظهر الصورة الصادقة الحقيقية للإسلام ولسماحته وعظمته وحلمه وسعته فيما يتعلق بالذات وبالغير لأن الغير يعتقد ان الإسلام ينفر من الحوار وليس الأمر كذلك لأن الإسلام واثق بنفسه تمام الثقة فالقرآن الكريم اصل هذا ومن الايات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن الحوار فقوله تعالى (قل يا اهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا) في هذه الاية الكريمة أمران مهمان فالقرآن يأمر المسلمين بتوجيه النداء إلى الغير ليأتوا إلى ارضية منصفة متفقة عليها من قبل الأطراف المتحاورة فالإسلام يقول لأهل الكتاب تعالوا إلى هذه الكلمات التي نتفق عليها بمعناها فنستعمل هذه الكلمات لتكون حكما لنا في مالا نتفق عليه فتأخذنا إلى مانتفق عليه لنعرف من هو المنصف ومن هو المخطىء بعد ان تحكمنا هذه الكلمات ان لا نعبد إلا الله وكلنا ندعي اننا نعبد الله وحده لاشريك له المسلم يقول انا عبدالله وحده لاشريك له وغيره يقول انا اعبدالله حتى الذين يعبدون الحشرات يقولون نحن لا نعبد إلا الله تعالوا ننظر من يقف على هذا الموقف وقوفاُ ثابتا غير متزعزع نحن في الإسلام نقول (قل هو الله احد *الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا احد) فهل عندكم نفس ما عندنا ..! ارى ان هناك الملايين من الناس يعتقدون بمذاهب وآراء أنها صحيحة ولم يجدوا إلى الآن من ينبههم وان يثقفهم فلو وجد من يعينه وينبهه في هذه المسائل فمن الإيجابيات ان يعود للحق اما سلبيات الحوار ان هناك المتعندين والمتعصبين والمتكبرين والمتغطرسين ومن يشترون الضلالة بالحق حتى لو تلقى حجة او برهاناً قاطعاً على مسألة يظل على موقفه ويزداد تعقيداً اما بالنسبة للتعايش بين الأطراف هناك من يتبعون الحد في مقارعة الآخرين وهناك من يتصرفون بتقبل الشيء ويستطيعون المعايشة مع الآخرين نحن في الدين نقول للأخوة المسيحيين الذين نعيش معهم إذا كنتم صادقين في ما تقولون ان الإنسان لا يمكن ان يدخل مملكة الله إلا إذا كان نصرانياً فتعالوا نتحاور حتى تأخذني معك إلى تلك المملكة وإذا كنت انا اقول لن يدخل الجنة إلا من كان مسلماً اريد ان اتحاور معك واتناقش معك لتنظر مالدي وانظر مالديك وهذا لا يمنع من الجلوس معاً والتعايش اما بالنسبة للطوائف المسلمة هناك امور كثيرة مشتركة باستطاعتنا التعايش مع بعضنا البعض كما اضيف بأن الله تعالى قال(الله اعلم حيث يجعل رسالته) واختار محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الاختيار صائب وصحيح واختار الله لرسوله هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم فأنا سني يجب ان احترم هؤلاء الصحابة وان ابجلهم فإذا اتى غيري لا يريد ان يعظمهم في نظري ارى انه يتناقض مع نفسه ويتناقض مع من يقدسه فالله ارسل رسوله ولم يفشل في رسالته بصحبة هؤلاء الصحابة وعلمهم ورباهم تربية حسنة ولو تناقضنا مع انفسنا وقلنا فيهم كذا وكذا فسنسقط القرآن ولكن لو تحاورنا في ذلك واعترف به الكل سنتعايش بين الطوائف والمذاهب وبعدها نستطيع ان نتقدم بحواراتنا لخارج العالم الإسلامي. وكلمة اخيرة ان امر الحوار لا تتم ولا تكون إلا بصراحة والصدق والإخلاص ولا بد ان يسود بيننا وان نتقبل الحق حتى لو كان بالنسبة مراً. فضيلة الشيخ بدر الحسن القاسمي نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالهند وعضو المجلس التنفيذي للملتقى العالمي لعلماء المسلمين برابطة العالم الإسلامي. بسم الله الرحمن الرحيم إن هذا المؤتمر للحوار الإسلامي العالمي خطوة مباركة ومهمة لهذه الفترة الراهنة التي تعيشها الأمة ومن اهم اهداف المؤتمر أزالت التوتر بين الشعوب والأمم كما نرى ان هناك أبواراً للصراعات والاشتباكات وغيرها ولكن الأخلاق شبه متقاربة وموجودة بين كافة الأمم والشعوب على اختلاف مشاربهم من الأقطار والديانات السماوية فهدف الحوار هو تقريب الأمم لتنمية الإنسانية ككل ولا شك فيه انه لا يمكن إخضاع جميع أفراد الإنسانية على مذهب واحد ودين واحد وملة واحدة فالاختلاف امر واقع فالمؤتمر الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين هو مطلب مهم جداً وخاصة في مثل هذا الوقت نرى ان هناك فرصاً مشتركة بين كافة الأمم فمن اهداف المؤتمر إيجاد ارضية مشتركة للتعايش السلمي الآمن حتى يمكن لأي فئة من الناس ان تنمي قدراتها فتنمية القدرات البشرية لا يمكن إذا كان هناك وضع متوتر او قلق او صراع والهدف هو جمع الناس ككل على فكر واحد على اختلافهم على أرضية مشتركة وفواصل مشتركه للتعامل في ما ينفع الإنسان. والإسلام يهتم بها لأن أصل الإنسان واحد فهم شعوب وقبائل من اجل ان يتعارفوا وليس للتصادم والصراع فصراع الحضارات وغيرها امر مرفوض ولا نقبل به كبشر وهناك فرصه من اجل أن تتعامل الحضارات في ما بينها وان تتعايش مع بعضها البعض فتاريخ الإسلام يشهد بأن أمماً كثيرة دخلت الإسلام وأصبحت حضارة عريقة جداً فنجد ان الناس حينما عاشوا في ظل آمن ومستقر استطاعوا أن ينجزوا معالم حضارية موجودة حتى الآن فلينظر الإنسان إلى المساجد والقصور الإسلامية بالأندلس وغيرها من البلاد فهذه الأشياء لا يمكن أن يتم بناؤها وتشييد مثلها إلا من خلال أن يكون الوضع آمناً فهذه خطوة مباركة جدا وخاصة يعقد هذا المؤتمر في مكةالمكرمة لتأصيل الحوار ويكون فيه انفتاح إلى درجة كبيرة ليس فقط بين الأديان السماوية بل هناك توجد مساحة وإمكانية للحوار مع أتباع الفلسفات الوضعية فلا شك ان هذا المؤتمر سوف يعود بالنفع على الإنسانية جمعها اما عن السلبيات والإيجابيات لهذا الحوار فالتجربة السابقة للحوار خير برهان حينما رفض الحوار المسيحي الإسلامي سابقاً فلم يكن مثمراً في بعض الأشياء فهذا الحوار يمهد طريقاً لتجاوز السلبيات فإذا عقد المؤتمر في أي مكان بين الأديان وكل طرف يأتي ويلقي ما عنده ويذهب لا يناسب أي الأطراف للديانات والمذاهب كما ان الإسلام يرفض الإساءة للأديان ونحن أيضا نصر وبشده على عدم الإساءة لديننا فقد علمنا الإسلام الأدب مع جميع الديانات وجعل امامنا أهدافاً واضحة فإن شاء الله سيتم تأصيل الحوار بمكة والتفكير بجد في السلبيات السابقة كما نود أن لا يكون الحوار في أشياء حساسة ودقيقة بين الأمم ومن اجل ان نصل إلى التعايش لابد أن ندعو إلى كلمة سواء بيننا وبينهم وسنجد الكثير من التقارب في المسافات وامور كثيرة مشتركة فالكل له الحرية بما يريده فالإسلام لا يجبر احداً والإيمان لا يدخل الى قلب البشر بالإكراه. وأود أن أضيف انه في الفتوحات الإسلامية كان الكثير يحلمون ويتمنون أن يكونوا تحت ظل الحكم الإسلامي قديماً لان الإسلام معروف بعدالته وحقيقته ومنهجيته الصحيحة وأتذكر كبير وزراء الهند الأسبق جون الميرو له كتاب لشعب الهند يصرح فيه ويقول لا يوجد بين المسلمين فوارق طبقية فهذا الشيء لم يتصوره الهندوس الذين لديهم 4طبقات مختلفه ولهم تعاملات تختلف مع بعضهم الأمر الذي دخل من خلاله الكثير إلى الإسلام عندما قرأوا كتابه. وأود أن أتحدث عن المذاهب والطوائف الإسلامية في المسائل الفقهية وأمور مختلفة على حسب المذاهب والطوائف فهناك بعض الناس ينهجون مناهج خاطئة أما المذاهب الأربعة فلا ارى أن فيها اختلافاً كبيراً لأهل السنة والجماعة كما أن هناك نصوصاً قرآنية ترشد الناس فنحتاج في الوضع الراهن إلى حكمة بعيداً عن التجريح والتعصب والإثارة . وينبغي هناك الإخاء بين المسلم والمسلم لان المسلمون إذا لم يكن بينهم مودة ورحمة وإيخاء ووحده فلا ينفع أن نقف مع الآخرين في الحوار. وأكد أن السياسة لها التأثير الأكبر على الحوار فإذا كانت سليمة ستؤدي إلى نتائج إيجابية ومطمئنة ونعتبر الحوار نفسه من حزب السياسة فنريد بذلك أن ندفع شر الفتنة عن الأمة فنظام التعايش مع الأمم طبيعي جداً ولا يجد الصعوبات في ديننا وتعلمنا كيف أن نتعايش مع الناس في البلد المسلمة والبلد غير المسلمة ففي البلد غير المسلمة لا بد أن نندمج مع المجتمع اندماجاً كلياً فليس التعايش هنا في الدين ولكن في الأمور المشتركة في جميع مجالات الحياة والتعاملات السلمية والوسطية في الاقتصاد والسياسة وأمور الحياة مع المحافظة على العقيدة فلا بد ان يكون المسلمون في وعي وعلى ثقافة كامل من اجل أن تسهل أمور المعايشة مع الغير فقد تعايش معنا الغرب قديما وكانوا لا يحتكمون إلا عند قضاة مسلمين لأنهم يعلمون أن القاضي المسلم لا يظلم ويتبع لدين منصف فلابد من الرفق في المعايشة فقال رسول الله صلى الله علية وسلم {ماكان الرفق في شيء الا زانه» فالرفق أمر مفروض في جميع العلاقات البشرية والعنف يأتي بالنتائج السلبية فمبدأ الحوار أمر مهم وأود أن أوجه في آخر المطاف الشكر لجريدة الندوة المكية فهي منبر إعلامي إسلامي سعدت جداً بلقائها للمرة الثانية فكان لقائي معها قبل عدة سنوات مضت كما أود أقوم بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين لهذه الدعوة التي أسعدتنا وأثلجت صدورنا في هذا الوقت ونستبشر خيراً بها إن شاء الله. رئيس المركز الإسلامي بكندا فضيلة الشيخ إبراهيم تحدث للندوة قائلاً أولا أود أن اشكر خادم الحرمين الشريفين الذي قام بهذه البادرة الطيبة وهذه الدعوة التي تصب في خدمة الأمة الإسلامية وبإذن الله سنجد منها ما كنا نبحث عنه منذ زمن بعيد كما أود أن أوضح أن هذا الحوار بشتى الطرق كان فردياً او غير فردي فهو مناسب جداً إذا كان هناك متخصصون في هذا المجال ويعرفون ما هي أهدافه وشروطه وضوابطه وينبغي أن يكون الحوار من جانب الأمة الإسلامية على أعلى مستوى من اجل أن نصل إلى أهدافنا وتطلعاتنا المستقبلية كما نحتاج ان نتغلب على بعض الأشياء من اجل الحوار. ولا بد ان يكون الحوار مفتوحاً وبهذه الطريقة نستطيع ان نتغلب على مثل هذه المشاكل فحوار الديانات والمذاهب تكون له إيجابياته الكبيرة جداً ما دام هناك ضوابط منطقية وعقلانية من كلا الطرفين فأصل الحوار إذا كان في إطار الاحترام المتبادل نستطيع ان نصل إلى أعلى النتائج الإيجابية فالديانات لو ابتعدت عن الإنسانية والقيم الحسنة في حواراتها ستكون سلبية فلابد من ان نتعايش مع بعضنا البعض لأنه لابد من ذلك لوجود مصالح مشتركة ومساحات شاسعة فالنظام الأمثل ليست الصراعات فليست منطقاً بشرياً لأن الصراعات تكلف الأمة كلها مالا تطيق واتمنى من الله ان يساعدنا وان يوفقنا للنجاح بهذا المؤتمر وان يجعل فيه الخير لصلاح الأمم.