أقرت الدانمارك بمقتل أحد رعاياها في الهجوم الذي استهدف سفارتها في إسلام آباد بعد ساعات من نفيها سقوط أي قتيل أو جريح دانماركي. واعتبر رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوو راسمسون في مؤتمر صحفي في كوبنهاغن أن الهجوم على السفارة “بمثابة هجوم على الدانمارك”، ووصفه بأنه عمل جبان وغير مبرر دفع ثمنه أبرياء من قتلى وجرحى. وقال أندرسن إن بلاده لن تغير سياساتها “في محاربة الإرهاب ولن ترضخ لتغيير سياستها الخارجية والأمنية بفعل الهجمات الإرهابية”، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية الدانماركية سترسل فريق دعم إلى إسلام آباد في حين تعمل أجهزة الاستخبارات على كشف ملابسات هذا الهجوم. وقد ندد معظم الأحزاب الدانماركية بهذا الهجوم، فيما عبر عدد من الجمعيات الإسلامية في الدانمارك عن رفضها وتنديدها لاستهداف السفارة الدانماركية في باكستان. دوليا أدان الرئيس الأميركي جورج بوش الهجوم، وقدم تعازيه لأهالي الضحايا، حسبما أعلنته المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو. كما أدان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الهجوم، ووصفه بأنه عمل شنيع. وفي باريس أدان وزيرا الخارجية الفرنسي برنار كوشنر والهولندي مكسيم فرهاغن بشدة الهجوم، ووصفاه بالعمل الإرهابي. وفي جدة أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي الهجوم ووصفته ب”العمل العنيف والمتطرف” الذي استهدف السفارة الدانماركية في إسلام آباد، وشددت على رفض الإسلام للعنف والإرهاب. وكان التلفزيون الرسمي الباكستاني أعلن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل عندما فجر انتحاري سيارة أمام سفارة الدانمارك في قلب حي فخم وسط إسلام آباد. وتحدث مسؤول أمني آخر عن سقوط ستة قتلى و27 جريحا على الأقل. وذكر المصدر في إسلام آباد عبد الرحمن مطر أن الانفجار دمر بوابة السفارة وألحق أضرارا بمبان وسيارات عند المجمع في المنطقة التي توجد بها بعثات أخرى ومنازل دبلوماسية.وأشار إلى أن الهجوم وقع وسط الشارع أمام مقر السفارة مما يدل على أن الانتحاري فشل في اقتحام مدخلها، لافتا إلى أن الانفجار كان قويا إلى حد أنه خلف حفرة كبيرة ودفع بأجزاء من السيارة مسافة بعيدة عن موقع الحادث. وتزامن الانفجار مع اجتماع حاشد مناهض للرسوم المسيئة في مدينة ملتان الباكستانية حضره نحو 200 شخص. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وفيما يعد من السابق لأوانه ربط الهجوم بالرسوم المسيئة التي نشر أحدها في الصحف الدانماركية مؤخرا فإن هذه الإمكانية يجري التحقيق فيها وفقا لما ذكره وزير الداخلية الباكستاني كمال شاه. وفي محاولة للبحث عن الجهة التي يمكن أن تقف وراء مثل هذا الهجوم عبر الباحث ستي توفت مادسن الخبير في الشؤون الآسيوية عن اعتقاده بأنه ربما يكون “متعاطفون مع طالبان” هم الذين يقفون وراء الهجوم. وإجابة على سؤال لمراسل الجزيرة نت في كوبنهاغن ناصر السهلي عما إذا كان للرسوم المسيئة تأثير بالنسبة للهجوم، قال مادسن “إما أن الرسوم هي المحرك لمثل هذا الهجوم أو أن الوجود الدانماركي في أفغانستان، وتحديدا في الجنوب، يحرك المهاجمين”. وربط الخبير في الشؤون الآسيوية بين الوضع الأمني المتدهور في باكستان وقدرة المهاجمين على الوصول إلى هدفهم. وربط بعض الخبراء في تصريحات صحفية سهولة وصول السيارة التي استهدفت السفارة وحمل تلك السيارة لوحة أرقام دبلوماسية، على حد زعم صحيفة بوليتيكن الدانماركية.