في إطار منهجية مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ، في احتضان ودعم كافة مناشط المجتمع المكي ، انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقها ؛ فقد احتضنت القاعة الكبرى بمقر المؤسسة بحي الرصيفة ، الدورة التدريبية المكثفة التي نظمتها هيئة الحرم المكي الشريف ، تحت إشراف الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ، على مدار يومين متتاليين ؛ والتي تهدف إلى التعريف بأهمية المعاملة الحسنة ، والألفة في طبيعة عمل منسوبي الهيئة بالحرم ، إضافة إلى إدراك شرف المهمة وفضلها ، والعمل على تحويل هذه المهمة الجليلة من وظيفة إلى عبادة ، إلى جانب التفريق بين السلوك والقيمة الدائمة عند التعامل مع وفود الرحمن ، فضلاً عن التوعية بأهمية التعامل الايجابي مع كافة رواد المسجد الحرام ، والتعرف على جوانب البناء الذاتي المهمة في شخصية المتدرب ، وكذلك الإلمام بوسائل الاتصال الفعالة ، اللفظية وغير اللفظية ، وأخيراً استحضار البعد القيمي عند التعامل مع الأخطاء داخل الحرم .وقد قام المدربون من مكتب ساعد للاستشارات التربوية والتعليمية ، بتقديم محاضرتين ، صباحية ومسائية ، بعنوان “ فن التعامل مع وفد الرحمن في المسجد الحرام “ ، والثانية بعنوان “ فن العلاقات والتعامل الايجابي مع زوار المسجد الحرام “ . في بداية الدورة ، قال المدرب جمال الحوشي “ لابد أن يسأل عضو الهيئة بالحرم نفسه ، عن ماهية الحقوق التي تجب عليه تجاه هذا الجوار المقدس ، وهل استشعر المكانة الغالية في قلوب المسلمين لهذا المكان ، وهل تطلع لأن يكون الأنموذج العالمي في التعامل الراقي مع المكان والوافد” ، مضيفاً أن الاحتفاء بضيوف البلدة المقدسة يجب أن يطغى على جميع الاستقبالات التي يجدها رواد أكبر الأماكن السياحية في العالم . مؤكداً في ذات الوقت أن شرف السكنى بمكةالمكرمة إنما يظهر في منزلة العبادة وخدمة الوافد إلى بيت الله. وأشار الحوشي في كلمته ، إلى أن ما يحتاج إليه عضو الهيئة حتى يصل إلى درجة الكمال في جميع أعماله داخل الحرم ، يتمثل في معرفة حقائق كل عمل ومظاهره ، وأن يبدأ بتوجيه الهمة في العمل صوب الحقائق ، إضافة إلى استثمار جميع هذه المظاهر في الرقي بحقائق العمل وليس العكس ، وأن يكون من إصلاح الحقائق إصلاح الظاهر وتحسين العمل وإتقانه ، وألا يكون تحسين هذه المظاهر وإتقان العمل من أجل الناس فقط ، مؤكداً على أهمية أن يحافظ العضو على ثبات المبدأ في كل مراحل العمل وبخاصة حين يظهر أثره ويقبل عليه الناس بإعجاب ويتردد اسمه بينهم. وعلى صعيد متصل ؛ أوضح الشيخ حسن الشريم أحد منسوبي هيئة الحرم ، أن الغرض من الدورة ، هو تنشيط القيم وتعزيز السلوك الايجابي لدى عضو الهيئة ، وإكسابه مزيداً من أساليب فن التعامل مع وفود الرحمن . منوهاً في مداخلته بالأجر الكبير الذي سيكسبه كافة العاملين في الحرمين الشريفين . وقال الشريم “ إن المسجد الحرام مفتوح على مدار ال 24 ساعة الأمر الذي يتطلب معه ، صبراً وجلداً وتحملاًَ من كافة العاملين “ . أما الأستاذ أحمد عبد اللطيف مير مدير العلاقات العامة والإعلام بمطوفي حجاج جنوب آسيا فقد قال في مداخلته “ إن الحديث عن خدمة ضيوف الرحمن أثار في نفسي شجوناً ، اجترت معها ذكريات حميمة عن الخدمة والترحاب والبشر الذي يلاقي به أهل مكة ضيوف بيت الله الحرام “ ، مبيناً أن أهل مكة كانوا يتنافسون في نظافة الحرم ، وكان الفرد منهم لا يخرج من بيته متوجهاً الى الحرم ، وإلا وفي يده أداة من أدوات التنظيف ، كقطع القماش المعطرة وغيرها ، وأنهم كانوا يتسابقون على خدمة ضيوف الرحمن وتقديم كافة أنواع المساعدة لهم .وذكر مير ؛ أن التحول الكبير في شئون الحرم المكي قد بدأ مع توحيد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله للمملكة ، وأن عمليات التطوير والتحسين قد استمرت على يد أبنائه الملوك رحمهم الله حتى وصلت إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله الذي يشهد المسجد الحرام فيه ، توسعة تاريخية كبرى . مهنئاً منسوبي الهيئة على هذه الدورة بقوله “ إن أول من أشاد بجهود موظفي الحرم ، هو الإمام المؤسس رحمه الله حينما دخل الحرم ، وأمر بالتوسعة وبارك جهود العاملين فيه “ ، موضحاً أن سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ، بدأ رعاية الإنسان والمكان من مكةالمكرمة ؛ للدلالة على شرف وعظمة وسمو ورفعة هذا المكان الطاهر المبارك .وفي نهاية الدورة التدريبية وقف منسوبو الهيئة على الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات الطوافة ، من خلال الشرح المفصّل الذي قدمه الأستاذ أحمد مير الذي رافق المتدربين في جولة على متحف الطوافة بين الماضي والحاضر والمستقبل ، وشرح لهم كيف بدأت المهنة والى أين وصلت الآن؟. وقد أشاد منسوبو الهيئة بما وصلت إليه مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا من طفرة هائلة ، مثنين على الخدمات التي تقدمها للحجاج . مؤكدين أن المؤسسة أصبحت ذات سمعة عالمية ، ويشيد بها كافة الحجاج الذين يأتون عن طريقها ، وقد تلمسوا ذلك من خلال احتكاكهم بهؤلاء الحجاج داخل الحرم المكي الشريف . وفي نهاية الدورة تم تكريم المتدربين بشهادات حضور الدورة ، كما تم تكريم مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا لاحتضانها للدورة.