من المشكلات التي يعاني منها ميدان العمل في مجتمعنا ، تخاذل البعض أمام (الواجب المهني) ، وبروز أخلاقيات جافة لا تبعث على الارتياح. فما يمنحه (الموظف) من الوقت لعمله يصغر مقابل ما هو مطلوب منه مما يعيق من سير الاجراءات الروتينية ، فإهدار الوقت ما بين تأخر عن الدوام، وخروج متكرر أثناء الدوام ، وإجازات متنوعة ، كل ذلك يؤدي للجمود ، وتعطل الحركة، وبالتالي تعطل مصالح المستفيدين، إن احترام الوقت احترام لواجبات المهنة ، ووفاء لها. || وللمهنة في أي قطاع أخلاقيات ومبادىء توجب على صاحب المهنة الإلمام بمتطلباتها، والسعي لتحقيق أهدافها لما فيه صالح (المجتمع) الذي أوجد للموظف هذه الوظيفة لقضاء حوائجه. - ومن المؤلم أن يصطدم المستفيد (المراجع) ببعض السلبيات في الأداء الوظيفي لدى من ينظر إلى (الوظيفة) كموقع يستفيد منه هو أولاً ، فيشغل وقت الوظيفة لمصالحه الخاصة دون اعتبار لصاحب الحاجة الذي يتطلع إلى مواعيد صادقة ، وإنجاز سريع لمعاملته ، دون تهاون أو تقصير!. - ثم تأتي مسألة هامة تتعلق ب (التركيبة الشخصية) للموظف عندما نجده يجنح إلى «التعالي» في لغة الخطاب ، ورسم ملامح كئيبة لا تشجع على الأخذ والعطاء في الحديث معه، ووضع عراقيل مصطنعة تدفع المحتاج للبحث عن (الواسطة) التي تعينه على تجاوز العقبات الروتينية!. | ويعتقد البعض أن ما يلاحظ من جمود في دائرة العمل ، وركون الموظف إلى الاستكانة يعود إلى عدم الرغبة في تطوير الذات ، وغياب الحس الوظيفي الذي يثيره العشق للمهنة. | من هنا كانت الحاجة إلى توافر عامل (الثقافة المهنية) ويتصدر (التدريب على رأس العمل) كدافع مهم لتحسين الأداء ، وصقل القدرات، وتهيئتها لنشاط أكثر فاعلية. - والغرض من «التدريب» بمفهوم الإدارة هو : (الحصول على معرفة وخبرة لم يسبق أن عرضت للموظف، ومن المهم أن يدرب نفسه على المنهج العلمي، وعلى عملية التعبير - أي: الاتصال بالغير- وذلك بأن يتفهم مبادىء التنسيق ، ووسائل القيادة، وأن يحصل على أكبر معرفة بالنسبة للعمل وسياسته وهيكله وتنظيمه وصلاته مع الآخرين). | وتسعى بعض مراكز التدريب في الدول الصناعية إلى توجيه متدربيها نحو «دراسة الفلسفة الاجتماعية» لأنها ترى بأن هؤلاء يحتاجون الرؤية الواضحة لأهداف المجتمع، ومعرفة الوسائل الأكثر تيسيراً لارضاء الميول البشرية، والنظرة النفاذة فيما تستطيع أن تفعله المؤسسة من أجل الرفاه الاجتماعي، ويتضمن التدريب هنا على القراءة في كثير من الآفاق ، وعلى طريقة التفكير الشامل. | إن عجلة الزمن تدور بسرعة، وكل عمل مرتبط بتخطيط معين ، وزمن محدد ، والعقلية الواعية هي التي تعمل بروح المواطنة الحقة المدركة للواجب تجاه الوطن والأمة. - ويكفي المسلم الصادق في ايمانه أن تكون ثقافته المهنية مستمدة من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، الذي يشدد على أداء الواجبات في العمل معتبراً العامل كالمجاهد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته). - وفي مجال العلاقات الإنسانية حث الاسلام على حسن الخلق والتعامل مع الناس بما تأمر به مكارم الأخلاق. | ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته). والله الهادي إلى سواء السبيل