أكد فخامة رئيس طاجكستان إمام علي رحمان على حرص بلاده على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع المملكة العربية السعودية والقطاع الخاص السعودي في ظل العلاقات السياسية والأخوية التي تربط بين البلدين. ونوه فخامته لدى استقباله في القصر الرئاسي في دوشنبيه أمس وفد رجال الأعمال السعودي الذي يزور طاجكستان حاليا في إطار انعقاد مجلس الأعمال السعودي الطاجيكي المشترك في دورته الأولى بالسياسات الحكيمة التي تنتهجها المملكة في جميع المجالات وحرصها على تعزيز تعاونها مع مختلف الدول الإسلامية وخاصة طاجكستان. وعبر فخامة الرئيس الطاجيكي عن احترامه وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لحرصه على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية مع مختلف الدول والشعوب الإسلامية وخاصة في وسط آسيا. وقال:(إن الشعب الطاجيكي يكن للمملكة وقيادتها وحكومتها وشعبها كامل التقدير باعتبارها مهبط الوحي ومصدر الإسلام وراعية للحرمين الشريفين). ورحب فخامته بزيارة وفد رجال الأعمال السعوديين إلى بلاده خاصة في ظل احتفالات الشعب الطاجيكي بيوم الوفاق الوطني الذي يعد يوما وطنيا يحتفل فيه الطاجيك بنهاية الحرب الأهلية وتوحيد البلاد في ظل قيادة تحرص حاليا بعد تحقيق الأمن والاستقرار على بناء الدولة الحديثة عن طريق سن المزيد من التشريعات والأنظمة المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. ورأى فخامة الرئيس الطاجيكي أنه لاعذر لرجال الأعمال في الجانبين حول إنشاء المزيد من الشراكات , عبر إنشاء شركات ومؤسسات خاصة ومشتركة في البلدين للاستفادة من متانة وقوة العلاقات السعودية الطاجيكية. وشرح فخامته لوفد رجال العمال أبرز الفرص والمجالات الاستثمارية التي يمكن للمستثمرين السعوديين المشاركة فيها وخاصة في مجالات توليد الطاقة الكهربائية عبر السدود المائية وإنشاء خطوط نقل الكهرباء وتسويق المياه المعبأة التي تمتاز بها بلاده بوصفها تشكل مصدرا لنحو 60% من المياه في وسط آسيا. ، مشيرا إلى أن طاجكستان غنية بالمعادن والمناجم كالذهب والفضة والياقوت والرخام. وأكد الرئيس الطاجيكي استعداد حكومة بلاده لتزويد المستثمرين السعوديين بكافة المعلومات التي يطلبونها لكي يطمئنوا على حقيقة الوضع الاقتصادي والمناخ الأمني والوضع الاجتماعي في البلاد. وقال: (إن الشعب الطاجيكي قد استفاد من تجربته المريرة في الحرب الأهلية التي سقط ضحيتها أكثر من 150 ألف قتيل وشردت نحو 3 ملايين لاجئ). ولفت الانتباه إلى أن رغبة الشعب في التعايش السلمي كان سببا في وحدته ومعالجة آثار الحرب الأهلية ومواجهة حركة التطرف والعصابات حتى تمكنت بلاده منذ 14 عاما من تحقيق المصالحة الوطنية , مبينا أن الدروس المستفادة من تلك الحرب كانت سببا في تكثيف عمل الحكومة الطاجيكية على تحقيق الأمن والاستقرار والإصلاح الاقتصادي في جميع صورة وتشجيع استقطاب الاستثمارات الأجنبية. وبين فخامة الرئيس إمام علي رحمان أن السنوات الأخيرة خصصت لدعم وإصلاح الاقتصاد واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والمشاركة في المشروعات العملاقة والمتوسطة والصغيرة مع جميع الدول ومن بينها المملكة التي يحظى مستثمروها بكافة التسهيلات المقدمة. وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في طاجكستان أبان أن بلاده تمكنت من تحقيق نسبة نمو اقتصادي مرتفعة بلغت 7% في العام الماضي وحققت مؤشرات اقتصادية ومالية جيدة من بينها استقطاب نحو ملياري دولار من الاستثمارات الأجنبية ،مطالبا المستثمرين السعوديين بتكثيف مشروعات التعاون مع نظرائهم الطاجيك خاصة في ظل الضمانات والتسهيلات التي تقدمها حكومة طاجكستان. ودعا فخامة الرئيس الطاجيكي إلى ترجمة الارتباط العقائدي والديني بين المملكة وطاجكستان من خلال برامج عمل ومشروعات اقتصادية وتنموية يسهم فيها القطاعين الخاصين في البلدين الشقيقين عبر إقامة شراكات متعددة في عدة مجالات صناعية وزراعية وتعدينية وكهربائية وسياحية وتجارة المواد الغذائية وخدمات التصدير والاستيراد والخدمات العامة يمكن أن تعمل جميعها على تحقيق الفائدة لاقتصاد البلدين. ورأى أن الاستثمارات السعودية يمكن أن تسهم في تعمير بلاده والاستفادة من الخبرات السعودية في مجالات البنى التحتية وإقامة المشروعات الكبرى. ونقل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية طاجكستان الدكتور بندر محمد جميل من جانبه , في كلمته خلال اللقاء تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لفخامة الرئيس علي إمام رحمان ، معبرا عن اعتزاز المملكة بالأخوة الإسلامية مع مختلف الدول. في حين عبر رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال المشترك الدكتور منصور بن صالح الخنيزان عن شكره وتقديره للرئيس الطاجيكي على استقباله للوفد ، كاشفا أن الزيارة تمخض عنها توقيع اتفاقيات تجارية بين رجال الأعمال السعوديين والطاجيك نتج عنها إبرام صفقات تجارية تقدر بنحو 50 مليون دولارا أمريكيا. حضر اللقاء معالي مستشار الرئيس للشؤون السياسة الخارجية الدكتور ايركين رحمة الله يوف ونائب رئيس لجنة الدولة للاستثمار امنجون ايشنخولوف وعدد من كبار المسئولين الطاجيك والسفير الطاجيكي لدى المملكة الدكتور عبدالله اوشيلدوف والوفد السعودي المشارك في اجتماع مجلس الأعمال المشترك.