جُبل بعض الناس على ممارسة السعاية بين الناس واتخذها وظيفة للتكسب حيناً ..وللفتنة بين عباد الله الآمنين في حياتهم ومعاشهم حينا آخر ..وهي خصلة ممقوتة بنص الكتاب والسنة لا يمارسها إلا من تجرد من الخلق القويم والخصال الحميدة (قال المأمون يوماً لبعض ولده إياك أن تصغي لاستماع قول السعاة فإنه ما سعى رجل برجل إلا انحط من قدره عندي ما لا يتلافاه أبداً). | (قيل لعمر بن ذر: كيف بر ابنك بك، قال ، ما مشيت نهاراً قط إلا مشى خلفي ولا مشيت ليلاً إلا مشى أمامي). | قلت أما في هذا الزمن فقد بلغ عقوق الوالدين من بعض الأبناء ذروته فلا بر ولا طاعة ولا احترام ولا تقدير ومن واقع الحوادث التي نسمعها ونقرأها فقد يصل الأمر ببعض الأبناء إلى حد (الجرم) بوالديهم ( كالشتم والضرب والقتل أحيانا) ولا حول ولا قوة إلا بالله. | قيل لحكيم كريم: كيف تعلمت اكرام الضيف؟. فقال: كانت الأسفار تضطرني إلى أن أفد على الناس فما استحسنته اتبعته، وما استقبحته تجنبته. وقد اشتهر العرب على امتداد تاريخهم الطويل ومازالوا بإكرام الضيف والترحيب به مقيما كان أم مسافراً وبات ذلك مزية من مزاياهم الحسنة والمشهورة عبر التاريخ وقديما قال الشاعر: ونكرم ضيفنا ما دام فينا ونتبعه الحفاوة حيث مالا حديث (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه). صيانة النفس والترفع بها عما يشينها قولاً وفعلاً من سمات العقلاء وفي هذا المعنى يقول الشاعر: صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميل | ينجرف الانسان - أحياناً- وراء ملذاته الدنيوية ..ويتيه في دروب الحياة المظلمة ..دون التفكير في العواقب وسوء المصير لكنه لا يلبث أن يؤنبه ضميره ويعود لجادة الصواب ويحاسب نفسه ويندم على ما فات من تفريط وعصيان ويسكب دمعة حسرات ..ويلجأ إلى من لا يملك قبول التوبة والعفو سواه ..انه الله قابل التوب شديد العقاب ..فيتضرع إليه تائبا منكسراً..مردداً مع الشاعر قوله: تذكرت أيامي وما كان في الصبا من الذنب والعصيان والجهل والجفا وكيف قطعت العمر سهواً وغفلة فأسكبت دمعي حسرة وتلهفا وناديت من لا يعلم السر غيره ومن وعد الغفران من كان قد جفا أغثني إلهي واعفُ عني فإنني أتيت كئيباً نادماً متلهفاً همسة الأسبوع قرأت قبل أيام أن بعض أحياء الطائف بدأت تشكو من شح في المياه.. وأن سرى الوايتات بدأ في التحرك فهل هناك فعلاً أزمة في قلة المياه؟ الذي أعرفه أن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله قد أمر في العام الماضي بزيادة مخصص الطائف من المياه علاجاً للمشكلة ..قول الفصل في هذا يعود لمصلحة مياه الطائف..خاصة ونحن نعيش صيفاً جديداً يحتاج إلى تضافر الجهود وتوفير خدمات الصيف والسياحة وفي طليعتها (الماء).