هذا الانترنت المخترع العجيب الغريب الذي استحوذ على الكثير من إهتماماتنا وأوقاتنا.. إنه بحر متلاطم من المعلومات والأخبار منها الغث وآخر السمين.. فما يكاد المرء يدخل في مجاله المغناطيسي حتى يجد نفسه منجذباً إلى أقطاب متنوعة منها السالب والموجب. ولكن – وللأسف- أصبح شراً لابد منه لدى الكثير من مستخدميه. ولكن هذه الثورة المعلوماتية أخذت تقذف لنا كل يوم بأخبار تقض مضجعنا ليلاً وتؤرقنا نهاراً. ومن ضمن ما تقدمه المعلومات الصحية التي تهددنا في مأكلنا ومشربنا وملبسنا وكل ما يمس حياتنا اليومية : فالمحليات الصناعية بديلة السكر بكل أشكالها وأنواعها هي سم زعاف تصيب المرء بكل الأمراض ابتداء من زغللة العيون وانتهاء بالاكتئاب والزهايمر. والشامبو الذي تغسل به رأسك والذي يحتوي على مادة صوديوم لوريث سولفات Soduim Laureth Sulfat مادة تدمر خلايا المخ وتصيب مستخدميها - أجارنا الله وإياكم -بالسرطان وغيره. ومع ذلك لم نرى أو نسمع حتى الآن تحذيراً رسمياً من هيئة الدواء والغذاء أو لجنة حماية المستهلك أو أي جهة رسمية لدينا تحذر من هذه المواد الخطرة والتي تكلف الدولة المليارات من الريالات كل عام لعلاج الحالات الناتجة عنها. فإذا أضفنا الى ذلك معلومات صحية أخرى وهي أن السكر والملح سم ابيض يسببان كل أنواع الأمراض. والدهون واللحوم الحمراء نواة لأمراض القلب وتصلب الشرايين والكلسترول وغيرها ، لأدركنا أننا نعيش في هواجس صحية ماذا نأكل وماذا نشرب وماذا نلبس؟ وكيف نعيش ؟ فإذا أضفنا الى ذلك مشكلات التلوث البيئي في البر والبحر والجو والتي أصبحت تهدد حياتنا والماكينة الصناعية في دول العالم الأول والتي تعمل ليل نهار وتضخ لنا ما تنتجه.. مما سبب خرقاً لطبقة الأوزون وتسرب الاشعاعات فوق البنفسجية ، هذا فضلاً عما حدث مؤخراً من انهيار لمفاعلات اليابان النووية التي قيل إن الإشعاعات المنبعثة منها أتلفت الكرة الأرضية بأكملها بنسب متفاوتة حسب القرب أو البعد من مركز انهيار المفاعلات، لأدركنا أننا نعيش في أجواء مهددة لحياة البشرية بأكملها بل لكافة المخلوقات على سطح الأرض. ولكن إلى أين نذهب هل نحجز على أول رحلة فضائية للمريخ..؟ وهل نفر من قدر الله إلى قدر الله..؟؟ إن كل ما نعانيه من تلوث وأمراض وكوارث هو ما كسبت أيدينا فقد قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (الروم: 41). فقد دنس الإنسان الأرض بأعماله : كفر وإلحاد.. جحود ونكران... فساد مالي وإداري.. فساد أخلاقي واجتماعي.. ربا ورشوة وأكل لأموال الناس بالباطل وتهاون في الحقوق... غيبة ونميمة.... تكبر واستعلاء... ظلم وقهر واستعباد... فجور وإعلام فاسد وانحطاط لكل القيم والأخلاق... زنا ولواط ومخدرات وإرهاب.... فماذا ننتظر ؟ ألم يحذرنا عليه الصلاة والسلام من الفواحش فقال “ ما ظهرت الفاحشة في قوم الاّ ابتلاهم الله بالأمراض التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا “. وهاهي طواعين العصر تعصف بمجتمعاتنا بكل أشكالها فمن جنون البقر الى أنفلونزا الخنازير وليس إكولاي هو آخرها. حقاً إن اسماً من أسماء الله (الصبور) الذي لو يؤاخذ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم لأجل مسمى. ولكن يبتلينا بكل أنواع الابتلاءات لتكون مؤشرات توقظنا من غفلتنا لعلنا نثوب ونعود إلى رشدنا ونرجع إلى الله. ولكن يجب أن لا ننسى أن الابتلاءات بالأمراض مكفرات للذنوب ومطهرات للمسلم من الخطايا فإذا كانت الشوكة التي يشاكها له أجر عليها. فما بالك بكل أنواع الإبر التي تغرز في أجسادنا والآلات العجيبة التي كأنها قبر الدنيا ندخل فيها لتصور أجسادنا المريضة. كما أن الحمى تغسل ابن آدم من الذنوب كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال : ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسبها رجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تسبها فإنها تنفي الذنوب ، كما تنفي النار خبث الحديد). حقاً لابد أن نحاسب أنفسنا ونعود إلى ديننا إلى شرع الله وأحكامه إلى آياته تطبيقاً وعملاً والى قرآننا فهو شفاء لنا . وبهذا نفر إلى كوكب الحب والسعادة الدنيوية والأخروية فقد قال تعالى: (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين) (الذاريات الآية 50) فهل نفر سوياً الى هذا الكوكب؟