افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، مساء أمس الأول أعمال المؤتمر السعودي الدولي الخامس في جامعة وارويك في مدينة كوفنتري في المملكة المتحدة ويستمر ثلاثة أيام. حضر الحفل مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس، والملحق الثقافي في المملكة المتحدة وأيرلندا البروفيسور غازي المكي، ونائب مدير جامعة وارويك البروفيسور نايجل ثريفت، ومؤسس ورئيس مجموعة وارويك للتصنيع البروفيسور اللورد كومار باتاشاريا، ورئيس قسم الهندسة الصناعية في جامعة وارويك البروفيسور ديريك شيتوايند، وعمدة مدينة كوفنتري اللورد كيران مولهول. وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف في كلمته بالمؤتمر أن التعليم له الأولوية على كل المستويات في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى استفادة أكثر من 100 ألف طالب من ضمنهم 16 ألف طالب وطالبة في المملكة المتحدة من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله للابتعاث الخارجي. وقال سمو السفير “هذا هو التميز ومع التميز تأتي المسؤولية. مسؤولية جميع الطلاب ليس في النجاح فحسب، ولكن أيضا في التفوق لكسر حدود المعرفة ولإجراء بحوث مبتكرة من شأنها أن تمضي بتطور العالم قدما إلى مستقبل أكثر إشراقا”. وأضاف مخاطباً الطلاب والطالبات “نحن نستثمر فيكم ونتوقع منكم أن تستثمروا كل طاقاتكم في الاستفادة من أفضل الفرص الأكاديمية التي توفرت لكم. فأفضل وألمع الطلاب اليوم، سيكونون صناع القرار في الغد. وهذا هو السبب الذي جعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، يضع التعليم على رأس أولوياته سواء للشابات أو الشباب للرجال أو النساء”. وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تستثمر المليارات في بناء جامعات جديدة ومدارس جديدة وإصلاح شامل لنظام التعليم، مشيرا إلى أن يشمل تحسينات على نطاق واسع للمناهج مع المحافظة على ديننا وتقاليدنا. وقال “نريد التعليم الذي يناسبنا، والتعليم الذي يصلح للقرن ال21. فنحن نعيش في عالم معقد يتحرك بسرعة لا يترك لنا مجالا لأن نلتقط أنفاسنا ونحن نستجيب لهذا الأمر من خلال الاستثمار في أبنائنا وبناتنا. فهناك تحديات كبيرة في المستقبل وستكون هناك تغييرات كبيرة ويجب أن نكون مستعدين لمواجهتها”. وأشار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف إلى أن العالم قبل أكثر من عقدين من الزمن لم تتوفر فيه تقنيات الاتصال مثل الهواتف النقالة أو الانترنت أو وسائل التواصل السريع، متسائلا “ عما سيأتي بعد 25 عاما من الآن؟ وقال “نريد منكم أنتم كطلبة سعوديين أن تفكروا في الإجابة، نريد منكم أن تكونوا مستعدين لأن تأخذوا بأيديكم وأيدي مواطني بلدكم إلى المرحلة التالية من هذا التطور والتقدم”. وتابع قائلا إن “خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسعى لإيجاد اقتصاد قائم على المعرفة في المملكة، وتأكدوا بأنكم ستكونون في قلب هذا الاقتصاد وستشاركون في المسؤولية عن النمو والاستقرار”. وأضاف أن “رؤية القيادة الحكيمة هي أن التعليم هو أساس بناء مستقبل المملكة العربية السعودية فالأمر في أيديكم وفي أيدينا جميعا لأن نجعل هذه الرؤية تتحقق في المستقبل”. وأشاد سموه بالمؤتمر السعودي الدولي الخامس، مبينا أنه أصبح حدثا أكاديميا مميزا للطلاب السعوديين في المملكة المتحدة للفرص التي يتيحها للطلاب السعوديين لعرض أعمالهم الأكاديمية وتشجيع التميز الأكاديمي والبحث العلمي. وقال سموه “هذه البحوث العلمية ليست بحد ذاتها هي نهاية المطاف، فنحن نتوقع منكم المزيد. فاستمعوا وتعلموا من زملائكم ومن أساتذتكم حتى وإن كانت الورقة العلمية المقدمة في المؤتمر ليست في تخصصكم، فمن الممكن أن يكون منهج المؤلف مساعدا لكم في زيادة تطوير أعمالكم. وستحققون بإذن الله أهدافكم العليا من خلال العمل الجماعي ومن خلال الرغبة في التعلم من بعضكم البعض”. وحث سموه الطلبة على الاجتهاد ومضاعفة جهودهم من أجل تحقيق النجاح في مسيرتهم العلمية والعملية. وأكد أن أبواب السفارة مفتوحة أمامهم دائما وتستقبلهم في أي وقت ولأي موضوع، مبينا أن هذه هي توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، حفظهم الله. وقدم سموه شكره لنادي الطلبة السعوديين على تنظيمهم للمؤتمر ولجامعة أم القرى في مكةالمكرمة لرعايتها له وكذلك جامعة وارويك لاستضافتها أعمال المؤتمر. من جانبه، وصف معالي مدير جامعة أم القرى البروفيسور بكري عساس المؤتمر بأنه مناسبة تاريخية، معربا عن سعادته بالديناميكية التي أظهرها الطلبة المبتعثين. كما افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف معرض الملصقات العلمية التي بلغ عددها 73 واستعرضها بشكل كامل مع الباحثين والباحثات السعوديين حيث استمع إلى شرح مفصل عن مشاريعهم البحثية وجرى نقاش بين الطلبة والطالبات وسمو السفير حول المواضيع التي قدمها المبتعثون في ملصقاتهم العلمية والتي تناولت مواضيع مختلفة طبية وانسانية وجغرافية وتاريخية واقتصادية بالإضافة إلى أبحاث خاصة بجينات الإبل. كما استمع سموه إلى شرح مفصل من المبتعث أمجد سمير الفضيل عن استخدامات الليزر في اللحام عن بعد من خلال التجارب التي يجريها ضمن بحثه الذي يستغرق ثلاث سنوات مع مجموعة وارويك للتصنيع في جامعة وارويك. وأبدى سموه اعجابه الشديد بالمستوى العلمي الكبير للطلبة والطالبات السعوديين والجدية التي اظهروها في بحوثهم العلمية، متمنيا لهم التوفيق والنجاح في نقل خبرات هذه البحوث العلمية إلى أرض الوطن. كما زار صاحب السمو الامير محمد بن نواف معامل مجموعة وارويك للتصنيع واطلع على أحدث استخدامات الليزر ومراحل صناعة سيارة صديقة للبيئة. وفي نهاية الحفل، دار حوار بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف والطلبة والطالبات المبتعثين تناول عددا من الجوانب، ركز خلالها سموه على أهمية تركيز الطلبة على تحصيلهم العلمي وضرورة أن يبنوا على النجاحات التي ظهرت في المؤتمر السعودي الدولي الخامس، مؤكدا دعمه لهم في سبيل إكمال تحصيلهم العلمي بكل يسر وسهولة.