فجعنا بنبأ وفاة (أم محمد) والدة الاستاذ ابن حميد عبدالله الخطابي، فكان لفقدها أثره الكبير في نفوس معارفها وأقاربها والمقربين اليها لما كانت تتسم به من خوف الله تعالى والبر وعمل الخيرات والعطف على الناس. واذا كان هذا المصاب يمثل بالنسبة لأهلها ومعارفها صدمة كبيرة فقد كان بر ابنها بها مضرب المثل في الطاعة والاحترام والتقدير، كما كان حبه لها ووفاؤه لأمومتها يمثل خلقا حميدا وامتثالاً كريماً لأمر الله تعالى بالبر بالوالدين حتى اصبح قدوة للابناء في برهم بآبائهم وامهاتهم، وكان يمتثل في هذا بقوله تعالى (فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). لقد بلغ من بره بها واحترامه لها ان تغنى بصفاتها الحميدة وخصالها الرفيعة واخلاقها العالية في كل الأوساط الاجتماعية حتى في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل آل سعود حفظه الله، وحرص على أن يضرب بها المثل للمرأة السعودية كأم حنون وزوجة وفية مخلصة من خلال وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة على السواء. وكان يحرص على مصاحبتها والتزام جانبها في جميع مراحل حياته فلم يفارقها ولم يحل له ان يبتعد عنها حتى اذا ابتلاها الله بالمرض الذي ألزمها المستشفى للعلاج لزم معها في مستشفاها يرعاها ويلبي طلباتها ويحرص على رضاها ودعائها. انها الام الرؤوم التي استحقت من ابنها عبدالله الخطابي العناية بها ورعايتها في أيامها الاخيرة رحمها الله الى درجة الانعزال التام عن المجتمع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فجزاك الله خير الجزاء ايها الابن البار بوالدته واسأل الله ان تكون قدوة لكل ابن.. واصدقك القول يا أيها الرجل النبيل ان صفاتها دفعتني للدعاء لها عن ظهر غيب فاللهم اغفر لها وارحمها، اللهم عافها واعف عنها، اللهم وسع مدخلها وآنس وحدتها، اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد، اللهم نقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اكرمها بالجنة واسكنها الفردوس الاعلى من الجنة آمين، اللهم ارحم جميع امهات المسلمين والمسلمات. ان وفاء ابن حميد لوالدته وبره بها وحديثه عنها بهذا الاسلوب الراقي مثل رائع خالد لأبناء هذا الجيل، فيه احياء كريم لمعاني البر التي حث عليها القرآن الكريم والحديث الشريف، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن اولى الناس بحسن الصحبة فقال (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم الأولى فالأولى). نسأل الله تعالى ان يتغمد هذه الأم الفاضلة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويجزيها خيرا عما قدمته في هذه الدنيا من أعمال صالحة، وأن يجازي ابنها خير الجزاء على هذا البر والمعروف، ويلهم ذويها الصبر والسلوان.. انه سميع مجيب.